يعني المقال بإطلالة سريعة على حياة الآخوند الخراساني العلميّة ويسلّط الضوء على كفايته بالذات ذلك لأنه الكتاب الدراسي الأول في الأصول والقمّة في السطوح العالية وأبحاث الخارج منذ أكثر من قرن وعليه تخرّج جماهير من تقدم من أعلامنا منذ ولادته وإلى يومنا هذا ولايزال المرشّح الأول للتدريس من دون بديل.
كان آية الله السيد أحمد الحسيني الزنجاني “رحمه الله” لورعه وتقواه وتواضعه وترك هواه وحسن سيرته مع الخاص والعام وحسن ظنه بهم، مشاراً إليه بالبنان وكان ملجأ العلماء والعوام في مسائلهم وعويصاتهم ولم يُشمّ منه رائحة الكبر وحبّ النفس حتى قال فيه صديقه الإمام الخميني “قدس سره”: «لا تسألوا عن عدالته، وإنما البحث في عصمته !»
يروي المرحوم آية الله الشيخ محمد واعظ زادة الخراساني في كتاب “خطوات في أثر الشمس”(ج4 / ص301)جانب من شدة اهتمام الإمام الخميني (قدس سره) بالدعاء والعبادة والمثابرة عليها أيام شبابه.
كان سماحة الإمام الخميني (قدس سره)، وهو الذي اعتبر تربية الانسان، اعظم واجب ومَهمة له، كمعلم اخلاق وشخص افنى عمره بتهذيب النفس، كان يغتنم فُرَصاً كشهر رمضان المبارك بهدف تربية واصلاح حال الآخرين، الى جانب توصياته القيّمة التي كان ملتزماً بها الى حد كبير، ويعمل بها اكثر من غيره.