وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ـــ ابنا ــ التقى الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت(ع) بجمع من الجامعيين في "معهد العلوم الإنسانية والعلوم الإسلامية بألمانيا".
وبيّن آية الله "رضا رمضاني" مفهوم رواية "لا عبادة كالتفكر"(1)، وأنها تحل العديد من مشاكل المجتمعات الإنسانية.
وتابع سماحته: أن التفكر يؤثر على عبادة الإنسان، ويمكن له أن يحوّلها من ممارسة يومية إلى نمط حياة ومعتقد نافع.
وأكد رئيس رابطة علماء المسلمين في أروبا والتيلوغو الشيعة على أهمية التفكر في الشريعة الإسلامية، وذكر رواية عن الإمام الرضا(ع)، ورد فيها: "لَيْسَ اَلْعِبَادَةُ كَثْرَةَ اَلصِّيَامِ وَاَلصَّلاَةِ وإِنَّمَا اَلْعِبَادَةُ كَثْرَةُ اَلتَّفَكُّرِ فِي أَمْرِ اَللَّه عز وجلّ".(2)
ونوّه إلى ساحة "العقل العملي"، وصرح: على الشيعة في أروبا الاهتمام بهذه الدائرة، والتركيز عليها.
والقضية الأخرى التي أكد عليها هذا المفكر الإسلامي الالتفات الدائم إلى أهل البيت(ع) باعتبارهم "أكمل الخلائق من الناحية المعنوية"، وقال: على الجميع أن يبذلوا جهودهم، وأن يعرّفوا هؤلاء الأطهار ومدرسة أهل البيت(ع) إلى الناس.
وفيما يتعلق بكلام للإمام موسى الصدر "إذا ما أردنا أن نعرّف أمير المؤمنين(ع) خارج الحدود، علينا أن نعرّفه عن طريق أتباعه" أكد فضيلته ضرورة التبليغ عن طريق الأخلاق العملية، والتنويه عليه.
وختم حديثه الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت(ع) قائلا: لا يمكننا أن نصبح كأمير المؤمنين(ع)، لكن علينا السعي لمعرفة المعصومين، ولنسلك طريقهم وننتهج سيرتهم في حياتنا.
وقبل كلمة آية الله رمضاني، قدم رئيس معهد العلوم الإنسانية والعلوم الإسلامية بألمانيا حجة الإسلام والمسلمين الدكتور "محمد رضوي راد" تقريرا عن النشاطات التعليمية قصيرة المدى وبعيدة المدى لهذا المركز العلمي.
والجدير للذكر، بدأ نشاطات معهد العلوم الإنسانية والعلوم الإسلامية بألمانيا في دائرتي العلوم الإنسانية والإسلامية منذ عام 1997 م، وذلك بعد التصريح له بالنشاطات العلمية والتعليمية والبحثية من قبل الحكومة الألمانية.
ويُدّرس في هذا المركز "معرفة الإسلام"، و"العلوم القرآنية والحديث"، و"الفقة المقارن"، و"اللغة الفارسية وآدابها"، و"اللغة العربية وآدابها"، و "الفلسفة الحديثة"، و"العرفان والتصوف"، وذلك في مختلف المستويات.
ويتم التعليم في هذا المعهد بصورتي الحضوري، وغير الحضوري (من بعيد، وعن طريق العالم الافتراضي)، ويمكن للمتكلمين باللغة الألمانية وفي أي مكان في العالم، وبأي ديانة، أو عرق، أو مذهب، أو جنسية، أو ثقافة أن يصبحوا طلابا في هذا المعهد.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) لَا عِبَادَةَ كَالتَّفَكُّرِ فِي صَنْعَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ؛ أي: لا عبادة كالتفكر فيما خلق الله عزوجل. (المصدر: العلامة المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار، طهران، دار الكتب الإسلامية، ج 68، ص 324.)
(2) لَيْسَ اَلْعِبَادَةُ كَثْرَةَ اَلصِّيَامِ وَ اَلصَّلاَةِ وَ إِنَّمَا اَلْعِبَادَةُ كَثْرَةُ اَلتَّفَكُّرِ فِي أَمْرِ اَللَّه عزّ وجلّ؛ أي: ليست العبادة أن يكثر الإنسان في صلاته وصيامه، بل العبادة كثرة التفكر فيما يتعلق بأمر الله كالتشريعات والمخلوقات وقضايا أخرى يطول المقام من ذكرها. (المصدر: الشيخ الكليني، الكافي، طهران، دار الكتب الإسلامية، 1362 ش، الطبعة الثانية، ج 2، ص 55.)
............
انتهى / 278