وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : خاص ابنا
الاثنين

٢٥ يوليو ٢٠١١

٧:٣٠:٠٠ م
255923

کیف نرتبط بالمعصومین؟ـ 13

آداب الزيارة والزائر

من محاضرات: سماحة آیة الله الشیخ مجتبی الطهراني ترجمة: الأستاذ علي فاضل السعدي

يستحسن للزائر أن يراعي جملة آداب خاصة بالزيارة عن حضوره في مشاهد المعصومين (عليهم السلام) ومن تلك الآداب ما يلي:

1_ الطهارة بالوضوء أو الغسل

تساهم طهارة الجسم والنفس في إيجاد ارتباط قوي بين الإنسان وأولياء الله وهو ما نجده كذلك في الارتباط العبادي بين الإنسان وربه.

فطهارة المعصوم ونقائه من كل دنس يوجب على المرء أن يزوره وهو طاهر. فقد ورد عن الإمام الصادق في حديث له عن الآية القرآنية:

"خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ"(2 )

قال: الغسل عند لقاء كُلّ إمام(3 )

إنّ إطلاق تسمية المسجد على المشاهد المشرّفة للمعصومين (عليهم السلام) يدلّ على القيمة السامية لهذه المشاهد، والتي ظهرت تبعاً للمرتبة الرفيعة للمعصوم وقد أعطت لهذا المكان شرفا ما أوجب أن تتجسد فيها آداب الطهارة أثناء الزيارة. لكن ينبغي أن نشير إلى أنّ هذه الطهارة تختلف عن الطهارة التي مرّ ذكرها في حقّ رعاية الدار لأن ما ذكرناه سابقاً كان فيما يخصّ مذموميّة الحضور عند الإمام (عليه السلام) والزائر محدث بالجنابة، حيث أن المطلوب هنا هو ضرورة أن يغتسل الإنسان لكل زيارة وهو أمر محبوب ومطلوب. فقد روي عن موسى بن عبد الله النخعي وكان من أصحاب الإمام الهادي (عليهم السلام) أنّه كان قد طلب من الإمام الهادي (عليهم السلام) أن يعلمه زيارة جامعة وكاملة لزيارة كل مشهد من المشاهد المشرفة فقال له الإمام (عليه السلام):

إذا صرت إلى الباب فقف واشهد الشهادتين وأنت على غسل...(4 )

وقد يقيد هذا الغسل بقيد الزيارة فيميّز عن سائر الأغسال الواجبة أو المستحبة، فقد روي أن الإمام الصادق قال لأحد ابرز أصحابه وهو محمدّ بن مسلم:

إذا أتيت مشهد أمير المؤمنين (عليه السلام) فاغتسل غسل الزيارة...( 5)

إنّ مندوحيّة هذا الغسل أمر ثابت لكل مرة يزور فيها الزائر كما أن الطهارة مطلوبة أثناء الوداع أيضاً؛ فقد ورد أن الإمام الصادق (عليه السلام) قال:

 إذا أردت أن تخرج من المدينة فاغتسل ثم ائت قبر النبي  (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد ما تفرغ من حوائجك فودعه(6 )

إن إطلاق الإرشاد إلى الغسل في الأحاديث السابقة يدلّ على مندوحيّة هذا الغسل في كل زيارة ومن جملتها زيارة الوداع.

2- طهارة اللباس

إنّ اللقاء مع العظماء يستوجب جملة تأهيلات ينبغي أن يتمتع بها الإنسان ومن جملة تلك الأمور طهارة الملبس وأناقته فلزيارة بعض المعصومين (عليهم السلام) يستحسن أن يلبس الإنسان ملابس طاهرة وأن يسلّم عليهم وقد تزيٍّا بالزيّ اللائق. يقول صفوان الجمال وهو من أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام) سألت الإمام (عليه السلام) عن كيفية زيارة أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: إذا أردت ذلك فاغتسل والبس ثوبيك طاهرين غسيلين أو جديدين...(7 ) وقد روي أنّ الإمام (عليه السلام) قال لمحمّد بن مسلم وذلك حين أرشده إلى كيفية زيارة أمير المؤمنين (عليه السلام):

... والبس أنظف ثيابك..( 8)

فالطهارة والتشدد في طهارة الملابس وكونها جديدة تدلّ عادة على المستوى الرفيع لرعاية الأدب، وبمعنى آخر فإنّ أرفع مرتبة في مسألة لباس الزائر هو أن يختار أطهر لباس لديه وإن كان يمتلك ملابس جديدة فعليه أن يلبس تلك الملابس لأنّه في الحقيقة ينال أفضل ضيافة. إذاً ينبغي عليه أن لا يقدّم آخرين أو مجالس أخرى في ملبسه على ما يلبسه عند زيارة الأئمة المعصومين (عليهم السلام).

إن طهارة الملابس لا تقتصر على آداب زيارة أمير المؤمنين (عليه السلام)، بل تشمل زيارة كلّ معصوم وهو الأمر الذي ورد في آداب زيارة بعض المعصومين الآخرين (عليهم السلام) فعن الحسين بن ثوير قال: كنت أنا ويونس بن ظبيان عند أبي عبد الله (عليه السلام) فقال: إذا أردت زيارة الحسين كيف أصنع وكيف أقول؟ قال: إذا أتيت أبا عبد الله (عليه السلام) فاغتسل على شاطئ الفرات والبس ثيابك الطاهرة...( 9)

3- التطيب

إن التطيب في لقاء العظماء يمثل احتراماً لهم ومن هذا المنطلق يمكن اعتباره من آداب زيارة المعصومين (عليهم السلام) وقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال لمحمدّ بن مسلم:

... وشمَّ شيئا من الطيب...( 10)

وقال لصفوان الجمال:

... ونل شيئاً من الطيب...( 11)

4- المشي حافياً

إنّ إظهار الحب والودّ إلى المعصومين (عليهم السلام) لا يكون كاملا عند الزيارة إلّا إذا كان متسما بالتواضع مقابل المعصومين (عليهم السلام).

والمشي حافياً يعدّ شكلاً من أشكال التواضع والاحترام مقابل الآخرين فحرم المعصومين (عليهم السلام) حرم الله ومحلّ لتردد ملائكته ففي هكذا مكان مقدس ينبغي أن يخلع الإنسان نعليه ليزور بمنتهى التواضع. فعن صفوان الجمال قال: لما وافيت مع جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) الكوفة...، قال لي: يا صفوان أنخ الراحلة فهذا قبر جدي أمير المؤمنين (عليه السلام)، فأنختها، ثم نزل فاغتسل وغير ثوبه وتحفّى، وقال لي: إفعل كما أفعل.(12 )

وقد أشار الإمام (عليه السلام) في بيان كيفية زيارة سيّد الشهداء إلى المشي حافياً:

... ثم امش حافياً فإنّك في حرم من حرم الله ورسوله...(13 )

5- التشهد عند دخول المرقد

إن الإقرار بالتوحيد ونبوة النبي محمد(ص) يعدّ من أسس مفاهيم الدين الإسلامي ومطهّرا للإنسان من الشرك. كما أنّ من الطبيعي أن يكون مستوى التطهير هذا رهن بمراتبه، فحينما يرسخ هذا الإقرار في أعماق القلب فسيوصله إلى مقام ومرتبة الموحدين والمخلصين. فزيارة الأئمة المعصومين (عليهم السلام) تمثل اللقاء مع من يتسنّم أرفع مقامات ومراتب التوحيد. فالزيارة إذا ما كانت بقلب ونفس ملوثة فإنها لا تكون مناسبة لشأنهم؛ إذاً ينبغي أن يطهّر القلب من الشرك وأن تتم الزيارة مع الاعتقاد بمبدأ التوحيد والإيمان برسالة النبي(ص)؛ ومن هذا المنطلق فكلما اجتهد في هذا التطهير فإن التوفيق سيكون أكبر وقد ورد فيما مضى أنّ ا