نسبه و أجداده:
آية اللَّه الحاج آقا حسين الطباطبائي البروجردي ابن السيّد عليّ ابن السيّد أحمد ابن السيّد علي نقي ابن السيّد جواد ابن السيّد مرتضى(2) ابن السيّد محمّد ابن السيّد عبدالكريم ابن السيّد مراد(3) بن شاه أسداللَّه بن جلال الدين أمير بن حسن بن مجدالدين بن قوام الدين بن إسماعيل بن عبّاد بن أبي المكارم بن عبّاد بن أبي المجد بن عبّاد بن عليّ بن حمزة بن طاهر بن عليّ بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن أحمد بن إبراهيم طباطبا ابن إسماعيل الديباج ابن إبراهيم الغمر ابن الحسن المثنّى ابن الإمام أبي محمّد الحسن ابن أميرالمؤمنين وسيّد الوصيّين عليّ بن أبي طالب عليهم أفضل صلوات المصلّين.
ولادته :
ولد - طاب مولده وعزّ محتده وعلا مقامه - في أواخر شهر صفر من سنة اثنين وتسعين ومائتين وألف من الهجرة النبويّة - على صاحبها آلاف السلام والتحيّة - في اُسرة علميّة وبيتِ تقوىً وورعٍ في بلدةِ بروجرد.
قال العلّامة الطهراني خلال ترجمته له:
«...إنّ اُسرة السيّد البروجردي من اُسر العلم الجليلة الّتي لها مكانتها السامية، فوالده، وجدّه، وعمّ أبيه الميرزا محمود، وجدّ أبيه، وجدّ جدّه، وسلفه - إلى السيّد عبدالكريم المذكور - علماء أجلّاء معاريف، لهم آثار هامّة، قد قاد بعضهم الحركة العلميّة»(4).وكذا عمّ جدّه فخر الشيعة ومفخر الشريعة السيّد محمّد مهدي الطباطبائي الشهير ب «بحر العلوم».
دراسته فی بروجرد :
تربّى في أحضان والده الجليل حجّة الإسلام السيّد عليّ الطباطبائي وأسبغ عليه عنايته الخاصّة، وتعلّم القراءة والكتابة قبل اجتياز السابعة من عمره الشريف، وعندما بلغها نقله والده إلى «المكتب»، وتعلّم هناك كتب الأدب العربي: السيوطي، وجامع المقدّمات، وغيرهما، و «گلستان سعدي» في الأدب الفارسيّ.
وممّا كان يذكره هوقدس سرهأنّ في أوّل يوم ذهب فيه إلى «المكتب»، كتب الاُستاذ على ظهر صحيفته «يكهزار و دويست و نود و نه» أي سنة تسع وتسعين ومائتين وألف، وعندما سأله: ما هذا ؟ فقال في جوابه: هذا الرقم تاريخ سنة مجيئك إلى المكتب.
ولمّا رأى والده عدم قدرة «المكتب» على إشباع الفهم العلميّ لولده، دراسةً وبحثاً، لما كان فيه من شدّة الذكاء والفطنة وحدّة الذهن وقوّة الاستعداد، نقله إلى «مدرسة نور بخش» الدينيّة، وخصّص له غرفة خاصّة به، وأوصى أساتذته فيها بالإشراف الخاصّ على تحصيله.
الرحلة الی إصفهان و أساتذته:
وقد أتمّ في هذه المرحلة العلوم العربيّة والمنطق وسطوح الفقه والاُصول عند المبرّزين من أساتذة حوزة بروجرد العلميّة آنذاك.
وفي سنة 1310 ه أرسله والده إلى حوزة أصفهان العلميّة الّتي كانت آنذاك من أكبر الحوزات العلميّة في إيران ببركة وجود زبدة من رجال الفضل والعلم فيها، وقطن في أصفهان في بدء وروده »مدرسة حاجي كلباسي«، ثمّ بعد برهةٍ وجيزةٍ انتقل إلى «مدرسة صدر»، وحضر درس العلّامة السيّد محمّد باقر الدرچه(5)(1342 - 1264) (5 ه )، والميرزا أبوالمعالي الكلباسي(6)(1315 - 1247) (6 ه )، والمير محمّد تقي المدرّس(7) (1333 - 1273) (7 ه ) في الفقه والاُصول.
والحكيم المتألّه جهانگيرخان القشقائي الأصفهاني(8) (1328 - 1243) (8 ه (.
والحكيم المتألّه ملّا محمّد الكاشاني المعروف ب «آخوند كاشي»(9) (9) (المتوفّى 1333 ه )، وقد صرّح - طاب ثراه - بأنّ اهتمامه كان بدرس الميرزا أبو المعالي أكثر من غيره، وله إجازات اجتهاد منه، ومن العلّامة الدرچهاى، ومن العلّامة المير محمّد تقي المدرّس.
بقي في أصفهان مدّة تسع سنوات إلى سنة 1319 ه، ولم يخرج منها إلّا مرّة واحدة، ولمدّة قليلة، بأمر والده، حيث استقدمه للزواج سنة 1314 ه.
وقد باشر التدريس في حوزة أصفهان، ودرّس فيها شرح اللمعة والقوانين، وحضر عنده جمّ غفير من الفضلاء، وقد كرّر الطلب والرجاء من والده المعظّم في أواخر أيّام إقامته في أصفهان كثيراً أن يجيزه بالسفر إلى العراق لزيارة المشهد العلويّ الشريف، والارتشاف من ينبوع الحوزة العلميّة في النجف الأشرف، وكان أن أجابه إلى ذلك سنة 1319 ه، وطلبه إلى مسقط رأسه بروجرد لتهيئة وسائل سفره.
أساتذته فی النجف الأشرف :
فكان أن غادر مسقط رأسه بعد أن لبث فيها قليلاً قاصداً إلى رحاب بلد باب مدينة العلم النجف الأشرف، إذ إنّ الحوزة العلميّة في النجف تُعدّ بحقٍّ من أقدم الحوزات العلميّة الشيعيّة وأعظمها، وقد طوى مدارج التكامل العلمي في عصر اُستاذ المتأخّرين وفخرالمحقّقين الشيخ مرتضى الأنصاري، وبعد رحلة الشيخ سنة 1281 هـ حمل العبء العلميّ وقوّم أركان التدريس والتحقيق فيها تلامذته الأجلّاء، وعلى رأسهم الزعيم المجدّد الميرزا حسن الشيرازي (1312 - 1230 هـ ) ولمّا غادرها السيّد الشيرازي إلى سامرّاء مع جلّ تلامذته، دارت رحى التدريس على قطب اُستاذ المتأخّرين المولى محمّد كاظم الخراساني(10)، وهو قدس سره لامتيازه في محاضراته الاُصوليّة ببساطة النظر في الأفكار العالية الفلسفيّة، والإيجاز في البحث بإسقاط زوائده، وغضّ النظر عن التفريعات غير المجدية، ودقّته واستقامة نظره.ولاُسلوبه الخاصّ في الفقه ؛ فقد استطاع أن يكون المدرّس الأوّل في الحوزة العلميّة آنذاك بالرغم من وجود علمين كبيرين من الأعلام، هما: الشيخ الميرزا حبيب اللَّه الرشتي والشيخ هادي الطهراني 0، وقد انتشر صيته العلمي في البلاد، ودوّى اسمه في الآفاق.
وقد حضر سيّدنا المترجم له في بدء وروده إلى النجف في سنة 1319 هـ حلقة درس الآخوند، وقد بلغ في حينها السابعة والعشرين من عمره، ولازمها مدّة عشر سنوات فقهاً واُصولاً، مع تردّده على درس العلّامة شيخ الشريعة الأصفهانيقدس سره(11) في الفقه والرجال، وقد اشترك في درس الفقيه الجليل السيّد محمّد كاظم اليزدي(12) صاحب العروة مدّة، وكان أكثر ملازمته وتعلّقه بالمحقّق الخراساني، وبعده بشيخ الشريعة، وقد نال منهما إجازة الاجتهاد.
العودة الی بروجرد :
غادر سيّدنا المترجم له - طاب ثراه - في آواخر سنة 1328 هـ عاصمة العلم والتقى النجف الأشرف قاصداً مسقط رأسه بروجرد لعيادة والده رحمه الله وكان أن التحق والده بالملأ الأعلى خلال هذه السفرة بعد ستّة أشهر من سفره، وهذا ممّا سبّب تأخّر عودته إلى النجف الأشرف لأجل تكفّله وحضانته لإخوته وأخواته الأصغر منه، وفي النهاية عزم على الإقامة هناك بسبب رحيل اُستاذه المعظّم المرحوم الآخوند الخراسانيّ - طاب رمسه - وطالت هذه الإقامة مدّة ستّة وثلاثين سنة.
تدريسه فی بروجرد :
وكان لتكرّر رجاء وتحقيق رغبة جلّ أعلام الحوزة العلميّة في قم وفضلائها أن عزم على التوطّن في هذه البلدة المقدّسة سنة 1364 هـ.
وما كان سيّدنا المعظّم - طوال أيّام إقامته في مسقط رأسه - أن يغفل عن مواكبة مساعيه العلميّة تد