وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــ رُوِيَ عن الإمام علِيَّ (ع) أنه قال: "مَنْ عَمِلَ بِالْحَقِّ رَبِحَ".
معادلة أخرى يكشف عنها الإمام أمير المؤمنين (ع) مفادها أن الذي يعمل بالحق يربح، يربح واقعاً لا ظاهراً، يربح ولو خَسِرَ ظاهراً، ولو قدَّم تضحيات ضخمة، وأثماناً عالية، هو رابح لأنه عمِل بالحق، عمل بما يجب أن يعمل به، ولِما يجب أن يعمل له، فهو رابح أياً تكن النتيجة، لأنه لا يسوغ للمرء أن يعمل باطلاً، ولا أن يكون منهجه باطلاً، ولا وسيلته باطلة.
لقد صاغ هذه المعادلة العلوية حفيد الإمام أمير المؤمنين (ع) عليُّ الأكبر حين أجاب والده الحسين (ع) بقوله: "أَلَسْنَا على الحَقِّ؟! إِذاً لا نُبَالي أوَقَعْنَا عَلَى المَوْتِ أَمْ وَقَعَ المَوْتُ عَلَيْنا" هذا هو منهج المؤمن في الحياة، يقيم حياته على الحق، ويعمل للحق، ويعمل بالحق، وبعدها لا يبالي بما يكون، فالنتيجة مضمونة على كل حال.
إن الحَقَّ هو ما يجب أن يكون، يقابله الباطل وهو ما لا يجوز أن يكون، والأصل في الأشياء هو الحق، فأما الباطل فأمر طارئ عارِض، ولذلك وصف الله ذاته المقدَّسة بأنه هو الحق، وأن ما دونه هو الباطل، وإنما هو الحق لأنه واجب الوجود، وما دونه باطل لأنه ممكن الوجود يوجَدُ أو لا يوجَد، وإن وُجِدَ فلا يوجَد من تلقاء نفسه، بل يحتاج إلى مَنْ يوجِدُه، وواجِبُ الوجود الذي هو الحق هو الذي يوجِده.
إننا نستوحي من قول الإمام أمير المؤمنين (ع) "مَنْ عَمِلَ بِالْحَقِّ رَبِحَ" الأمور التالية:
أولاً: إن غاية المؤمن هي الحق، والحق حصراً ولا يمكن أن تكون له غايات باطلة. إنه يهدف إلى الحق كل حياته، فمن تكن غايته الله فغايته هي الحق الذي لا لَبسَ فيه.
ثانياً: إن منهج المؤمن منهج حق، طريقه إلى غاياته طريق حق، فقد تكون غاية المَرء الحق، لكن الطريق إليها قد يكون باطلاً كلُّه أو بعضه، ولهذا يسأل المؤمن ربَّه كل يوم عشر مَرَّات على الأقل أن يهديَه إلى الطريق الحق، فيقول: "اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴿6﴾ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴿7/ الفاتحة﴾.
والمعنى: وَفِّقْنا يا ربّنا إلى معرفة الطريق المستقيم الواصل، فمعرفة الحق أولوية المؤمن وهي تتقدم على ما سواها من الأولويات، وإنه ليحتاج في ذلك إلى هداية الله وتوفيقه، لذلك يظل يطلب عَوْنَ الله وهدايته إليه، يريد أن يكون على يقين من طريقه ومنهجه، ولا يقبل بحال من الأحوال أن يكون مَلبوساً عليه. وهذا بالضبط ما جاء في دعاء الإفتتاح الشريف حيث نسأل الله تعالى قائلين: "اللّهُمَّ ما عَرَّفْتَنا مِنَ الحَقِّ فَحَمِّلْناهُ، وَما قَصُرْنا عَنْهُ فَبَلِّغْناهُ".
في الأمرين المتقدمين يمتاز الناس عن بعضهم البعض، فمنهم من يختار الباطل على الحق، ومنهم من يختار الحق ويكون ويحرص أن يكون الطريق إليه حقاً كذلك، ومنهم من يختار الحق ولكنه يختار الطريق الخاطئ إليه، كمن يكون يكون له حَقٌّ مالِيٌّ على شخص آخر فبدل أن يطالبَه به يقتله، إن حقّه المالِيُّ ثابت لا لَبسَ فيه، وله الحق في أن يطالبه به، وأن يكرِّر الطَّلب، ولكن لجوؤه إلى قتله باطل بلا رَيب. والذين يلجؤون إلى هذا الطريق كثير كثير.
ثالثاً: لا يكفي أن نعرف الحق، ولا يكفي أيضاً أن يكون الطريق إليه حَقاً فهنا أمر ثالث في منتهى الأهمية وهو أن نَحمِل الحق، أن نحمله ولو كانت أثمانه باهظة وكُلفته عالية، والناس هنا أيضاً يمتاز بعضهم عن بعض، فمنهم من يعرف الحق ويحمله ويبذل ما في وُسْعِه في حمله، ولا ينظر إلى الأثمان التي يتطَلَّبها ولو كانت باهِظَة، ومنهم من يعرف الحق ولكنه لا يحمله، إما لأنه يخالف هواه، وما أكثر الذين لا يحملون الحق ولا يشهدون له ولا يقبلونه لأنه يخالف أهواءهم ويتعارض مع مصالحهم، أو لأن كلفة حمل الحق باهِظة وهم لا يقْوَوْنَ على حملها، أو لا يريدون دفعها من أصل، يريدون أن ينتصر الحق دون تضحيات ودون أكلاف، ودون تعب وسهر ومعاناة ومصاعب، يريدونه سَهلاً يَسَيراً، وذلك لا يكون.
إن العمل بالحق يتطلَّب من الإنسان تضحيات ومُكابَدات، يتطلَّب الكدح، والصبر، والثبات، واليقين، والصِّدق، والأمانة، والعدل، والانصاف. وهذه لا يقوى عليها إلا من هداهم الله وسدَّدهم وارتضاهم حَمَلة للحقّ ودعاة إليه ومدافعين عنه.
النتيجة التي نخلص إليها، أن العمل بالحق هو أساس النجاح في الحياة، ومن يعمل بالحق يربح في الدنيا والآخرة.
..........
انتهى/ 278
معادلة أخرى يكشف عنها الإمام أمير المؤمنين (ع) مفادها أن الذي يعمل بالحق يربح، يربح واقعاً لا ظاهراً، يربح ولو خَسِرَ ظاهراً، ولو قدَّم تضحيات ضخمة، وأثماناً عالية، هو رابح لأنه عمِل بالحق، عمل بما يجب أن يعمل به، ولِما يجب أن يعمل له، فهو رابح أياً تكن النتيجة، لأنه لا يسوغ للمرء أن يعمل باطلاً، ولا أن يكون منهجه باطلاً، ولا وسيلته باطلة.
لقد صاغ هذه المعادلة العلوية حفيد الإمام أمير المؤمنين (ع) عليُّ الأكبر حين أجاب والده الحسين (ع) بقوله: "أَلَسْنَا على الحَقِّ؟! إِذاً لا نُبَالي أوَقَعْنَا عَلَى المَوْتِ أَمْ وَقَعَ المَوْتُ عَلَيْنا" هذا هو منهج المؤمن في الحياة، يقيم حياته على الحق، ويعمل للحق، ويعمل بالحق، وبعدها لا يبالي بما يكون، فالنتيجة مضمونة على كل حال.
إن الحَقَّ هو ما يجب أن يكون، يقابله الباطل وهو ما لا يجوز أن يكون، والأصل في الأشياء هو الحق، فأما الباطل فأمر طارئ عارِض، ولذلك وصف الله ذاته المقدَّسة بأنه هو الحق، وأن ما دونه هو الباطل، وإنما هو الحق لأنه واجب الوجود، وما دونه باطل لأنه ممكن الوجود يوجَدُ أو لا يوجَد، وإن وُجِدَ فلا يوجَد من تلقاء نفسه، بل يحتاج إلى مَنْ يوجِدُه، وواجِبُ الوجود الذي هو الحق هو الذي يوجِده.
إننا نستوحي من قول الإمام أمير المؤمنين (ع) "مَنْ عَمِلَ بِالْحَقِّ رَبِحَ" الأمور التالية:
أولاً: إن غاية المؤمن هي الحق، والحق حصراً ولا يمكن أن تكون له غايات باطلة. إنه يهدف إلى الحق كل حياته، فمن تكن غايته الله فغايته هي الحق الذي لا لَبسَ فيه.
ثانياً: إن منهج المؤمن منهج حق، طريقه إلى غاياته طريق حق، فقد تكون غاية المَرء الحق، لكن الطريق إليها قد يكون باطلاً كلُّه أو بعضه، ولهذا يسأل المؤمن ربَّه كل يوم عشر مَرَّات على الأقل أن يهديَه إلى الطريق الحق، فيقول: "اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴿6﴾ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴿7/ الفاتحة﴾.
والمعنى: وَفِّقْنا يا ربّنا إلى معرفة الطريق المستقيم الواصل، فمعرفة الحق أولوية المؤمن وهي تتقدم على ما سواها من الأولويات، وإنه ليحتاج في ذلك إلى هداية الله وتوفيقه، لذلك يظل يطلب عَوْنَ الله وهدايته إليه، يريد أن يكون على يقين من طريقه ومنهجه، ولا يقبل بحال من الأحوال أن يكون مَلبوساً عليه. وهذا بالضبط ما جاء في دعاء الإفتتاح الشريف حيث نسأل الله تعالى قائلين: "اللّهُمَّ ما عَرَّفْتَنا مِنَ الحَقِّ فَحَمِّلْناهُ، وَما قَصُرْنا عَنْهُ فَبَلِّغْناهُ".
في الأمرين المتقدمين يمتاز الناس عن بعضهم البعض، فمنهم من يختار الباطل على الحق، ومنهم من يختار الحق ويكون ويحرص أن يكون الطريق إليه حقاً كذلك، ومنهم من يختار الحق ولكنه يختار الطريق الخاطئ إليه، كمن يكون يكون له حَقٌّ مالِيٌّ على شخص آخر فبدل أن يطالبَه به يقتله، إن حقّه المالِيُّ ثابت لا لَبسَ فيه، وله الحق في أن يطالبه به، وأن يكرِّر الطَّلب، ولكن لجوؤه إلى قتله باطل بلا رَيب. والذين يلجؤون إلى هذا الطريق كثير كثير.
ثالثاً: لا يكفي أن نعرف الحق، ولا يكفي أيضاً أن يكون الطريق إليه حَقاً فهنا أمر ثالث في منتهى الأهمية وهو أن نَحمِل الحق، أن نحمله ولو كانت أثمانه باهظة وكُلفته عالية، والناس هنا أيضاً يمتاز بعضهم عن بعض، فمنهم من يعرف الحق ويحمله ويبذل ما في وُسْعِه في حمله، ولا ينظر إلى الأثمان التي يتطَلَّبها ولو كانت باهِظَة، ومنهم من يعرف الحق ولكنه لا يحمله، إما لأنه يخالف هواه، وما أكثر الذين لا يحملون الحق ولا يشهدون له ولا يقبلونه لأنه يخالف أهواءهم ويتعارض مع مصالحهم، أو لأن كلفة حمل الحق باهِظة وهم لا يقْوَوْنَ على حملها، أو لا يريدون دفعها من أصل، يريدون أن ينتصر الحق دون تضحيات ودون أكلاف، ودون تعب وسهر ومعاناة ومصاعب، يريدونه سَهلاً يَسَيراً، وذلك لا يكون.
إن العمل بالحق يتطلَّب من الإنسان تضحيات ومُكابَدات، يتطلَّب الكدح، والصبر، والثبات، واليقين، والصِّدق، والأمانة، والعدل، والانصاف. وهذه لا يقوى عليها إلا من هداهم الله وسدَّدهم وارتضاهم حَمَلة للحقّ ودعاة إليه ومدافعين عنه.
النتيجة التي نخلص إليها، أن العمل بالحق هو أساس النجاح في الحياة، ومن يعمل بالحق يربح في الدنيا والآخرة.
..........
انتهى/ 278