وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : ابنا
الأحد

٨ سبتمبر ٢٠٢٤

٧:٥٢:٢٧ ص
1483643

وكالة "أبنا" تحاور إمام جمعة غرب كابل حول مطالبات شيعة أفغانستان من حكومة طالبان

قال إمام جمعة شيعة في غرب كابل: ان الشعب الأفغاني في هذا البلد يدافع عن الإمارة الاسلامية في حالة تعامل هذه الحكومة مع الناس على أساس شرائع الإسلام الحقة، وأن لا تكون في نظام الحكم، تمييز وعصبية واتخاذ موقف ضدهم.

وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــ حاور مراسل وكالة "أبنا" للأنباء الدولية إمام جمعة الشيعة المسلمين في غرب العاصمة الأفغانية "كابل" حجة الإسلام والمسلمين الشيخ «سردارعلي محسني»، ويتواصل الشيخ "محسني" يوميا مع العوائل الشيعية في معالجة قضايا وشؤون اجتماعية ودينية في مدرسة آية الله المحقق كابلي العلمية.
وكان حوار وكالة "أبنا" مع الشيخ "محسني"، حول مواضيع أساسية، وهي: أهمية شهر صفر في الدين الإسلامي، وجرائم الكيان الصهيوني الغاصب في غزة، ومطالبة الشيعة الأفغانيين بحقوقهم من حركة طالبان، ومعالجة مشاكل الأسر الشيعية.

وكالة أبنا: لقد وقعت في شهر صفر وقائع تاريخية اسلامية كبيرة، ومن جانب آخر يمضي على الأربعين عدة أيام. ما هي رسائل هامة لشهر محرم وصفر للمجتمعات الإسلامية؟
فيما يتعلق بأهمية شهر صفر ومكانته، يكفي أن نقول بشأن الأربعين الحسيني هو تمجيد تضحيات وصبر وصمود وثبات السيدة زينب (ع) والإمام السجاد (ع). وفي الواقع، إن تضحيات الإمام السجاد (ع) والسيدة زينب (ع) ليست درساً للأمة الإسلامية فقط، بل هي للعالم أجمع كذلك.
وأن الأيام الأخيرة من شهر صفر، تصادف ذكرى سنوية وفاة النبي الأعظم(ص)، وهو قدوة للأمة الإسلامية والعالم؛ ولذلك تُعظم أخلاق النبي الأكرم(ص) في هذه الأيام. والنبي الأعظم (ص) هو محور وقائد للأمة الإسلامية، يجب في هذه الأيام التي فيها وفاة النبي الأعظم(ص) الإستفادة من الأخوة والتآلف؛ وأن تصطف المذاهب الإسلامية في مكان واحد مع بعضها البعض، وان تتعلم من سيرة الرسول الأعظم(ص)؛ لذلك يمكن ان نستفيد من إقامة الذكرى السنوية لوفاة النبي الأعظم (ص) كعنوان محور أساسي للأمة الإسلامية.

وكالة أبنا: اختلفت مواقف المجتمعات الإسلامية في وقت أقبل شهر صفر والأربعين الحسيني حول الأزمة الفلسطينية التي جعلتها في بوتقة الاختبار، هل يمكن ان نستفيد من شهر صفر للتغيير المنشود؟
هناك كلمة رائعة جدا لبعض علماء وكبار الأمة الإسلامية فيما يتعلق بشهر محرم وصفر. يقولون: ان شهر محرم وصفر هما قد حفظا الإسلام، وإذا عملت الأمة الإسلامية بخطابات هذين الشهرين، إزداد عز الإسلام، ولكن عندما يحل شهر محرم وصفر، فأن ما يحصل فيهما البكاء والعويل وذرف الدموع وإنفاق والنذور فقط، بينما ان لشهر محرم وصفر خطابات سامية أكثر من هذه الأمور.
ان شهر محرم وصفر هما المدرسة التي يجب على الأمة الإسلامية ان تتعلم منها التضحية والمحبة والعشق والصبر والثبات، ولكن أتي شهر صفر وينقضي للأسف نرى أن أصغر تغيير لا يحدث في سلوك اجتماعي للإمة الإسلامية. وفي الواقع إذا أردنا أن نستفيد من شهر صفر يجب ان يحدث تغيير في السلوك الاجتماعي للأمة الإسلامية، وأن يزداد صبر الإمة الإسلامية وثباتها في مواجهة المصائب أو مواجهة الأعداء الظاهرية والباطنية، ويحصل هذا عندما نعمل بالخطابات القيمة لشهر محرم وصفر.

أبنا: ما مدى نجاح الدول الإسلامية في احتواء أزمة غزة أو الحد منها؟
نرى اليوم ان للشعب الفلسطيني حق كبير على الأمة الإسلامية، وانهم في الواقع يمثلون الأمة الإسلامية في مواجهة اليهود، واليهود لم يظهروا الرأفة واللطف أبدا للأمة الإسلامية، وجاء في الروايات النبوية ان أكبر أذى للنبي الأعظم في حياته كان على يد اليهود، وإذا قلّبنا صفحات التاريخ لوجدنا للأسف ان أكبر طعنة وضربة على جسد الإمة الإسلامية كانت على يد اليهود. والجميع يعلم ان مساحة الكيان الصهيوني صغيرة، ولكنها غدة سرطانية يحميها الاستكبار العالمي لتضعيف الأمة الإسلامية، وفي المقابل نرى دول العالم الاسلامية وزعمائها لا يحركون ساكنا ولا يشعرون بأي مسؤولية، في حين ثمة رواية عن النبي الأعظم (ص) بإجماع الشيعة والسنة، تقول: إذ سمِع مسلمٌ في مكان ما من العالم الإسلامي صوتَ امرأةٍ أو رجلٍ أو مسلمٍ يصرخ ويقول: يا أيها المسلمون أغيثوني، ولا يغيثه، فهذا ليس بمسلم.
واليوم نرى يوميا في فلسطين وخاصة بغزة الإبادة الجماعة بحق النساء والاطفال العزل، وترتفع صرخة الأخوات والأخوة الفلسطينيين الابرياء، وهم يطالبون الأمة الإسلامية لتساعدهم، ولكن وسائل أعلام الأمة الإسلامية لا تبالي بهذه القضية، ولا تتعاطف ولا تلبي مطالب الأخوة والأخوات المسلمين، فهذه كارثة مؤلمة على الأمة الإسلامية التي تصمت تجاه هذه القضية، وترى الإبادة الجماعة التي يتعرض لها الناس في غزة، ولا تكترث بها، من هذه الناحية يتم اختبار ما إذا كنا مسلمين حقا أم لا !
وإن عدم المبالاة والصمت أمام الإبادة الجماعية التي يتعرض لها إخواننا وأخواتنا في فلسطين، يجعلنا نخرج من مصاف المسلمين الحقيقيين على قول الرسول الكريم (ص).
واني أرجو بصفتي رجل دين من قادة الأمة الإسلامية ومن بلدان العالم الأسلامي، أن لا يصمتوا قبال جرائم حرب الصهيونية وأن يمدّوا يد الأخوة ويتحدوا، وإذا تعهدت الأمة الأسلامية أن تصطف صفا واحدا وتُفسير عمليا آيات الجهاد والشهادة في القرآن الكريم والتي لها منزلة عظيمة، فلا تكون للغدة السرطانية اسمها إسرائيل وجودا في جسد الإمة الإسلامية.

أبنا: ما مدى تعاطف الشعب الأفغاني المسلم وحكومة هذا البلد مع الشعب الفلسطيني المظلوم وكم تمكنوا من إظهار تضامنهم معهم؟

لقد أدرك العالم الإسلام حجم مشاكل الشعب الأفغاني الاقتصادية والثقافية بانها كثيرة جدا، وان ظروف شعب هذا البلد في غاية الصعوبة، ومن جانب آخر ان الحدود تحول دون الدعم العسكري ومد الأخوة المجاهدين بالسلاح في غزة. وإذا لم يكن في إستطاعتنا مساعدة الأخوة والأخوات الفلسطينيين، فعلى الأقل ينبغي أن لا نبخل بالدعاء لهم، وهذه من مسؤولية القادة السياسيين في الإمارة الإسلامية بأفغانستان أن يعلنوا تضامن الشعب الأفغاني مع الشعب الفلسطيني في صلوات الجمعة والجماعة من خلال وسائل الأعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.

أبنا: ان شيعة أفغانستان يتعاملون بشكل ايجابي خطوة خطوة مع حكومة طالبان، هل هذا التعاون مشروط ؟

ان نوع النظام في أفغانستان هو نظام إمارة اسلامية، ولقد أكدت مرات عدة بالمنابر وخطب صلاة الجمعة عندما يتم إضفاء "الاسلام" كقيد في نظام الحكم، فعلى قادة هذا النظام أن يتعاملوا مع الناس وفقا لشرائع الإسلام. وإذا اتخذت حكومةُ الإسلامَ نظامًا، ولكنها لا تخطو بمقتضى شرائع الإسلام وتعمل بخلاف القرآن والسيرة النبوية، ستكون رسالتها السيئة، الإساءة الى الإسلام، ويكون أسوأ جفاء في حق الإسلام والقرآن والسنة وسيرة النبي (ص).
ولذلك فأن شعب أفغانستان والمجتمع الشيعي في هذا البلد يدافع عن الإمارة الاسلامية في حالة تعامل هذه الحكومة مع الناس على أساس شرائع الإسلام الحقة، وأن لا تكون في نظام الحكم، تمييز وعصبية واتخاذ موقف. وكان أمير المؤمنين (ع) يحثّ ولاة حكومته الى الرأفة والعطف في التعامل مع الناس، وهذا يعني أن لا يُسمح للعصبية والتمييز تحدث ضد الأمة الاسلامية. ومن هنا بصفتي رجل دين أدعو الامارة الإسلامية ان تدع التمييز والعصبية جانبا، وأن تهتم بكفاءة الأشخاص.
نحن نحترم جميع المذاهب الإسلامية في أفغانستان بما في ذلك المذهب الحنبلي والشافعي والمالكي والجعفري، ولا نفرق بينها، فأن جميع أتباع المذاهب الإسلامية، يقبلون الله ونبيه (ص) والكعبة؛ وفي حال إن قبلت الامارة الاسلامية طلب المجتمع الشيعي الافغاني، فأن شيعة هذا البلد، سيكونون بمعية الامارة الاسلامية بكل إخلاص. وفي حال ممارسة التمييز والعصبية، يمكن لأيام أن تحمل هذه الأمور على الناس، فلا تكون مكان لهذه الحكومة في قلوب الناس.

أبنا: تصبو أعين شيعة أفغانستان فيما يتعلق بمطالبهم من الإمارة الإسلامية إلى علماء شيعة هذا البلد، ما رأيكم في هذا الأمر؟

أن أفضل قناة لنقل مطالبات شيعة أفغانسان الى الامارة الاسلامية، هي مجلس شورى علماء شيعة افغانستان، فأن هذا المجلس تحدث الى كبار قادة الامارة الاسلامية ونقل رسائل الشيعة الى الحكومة، ولكن لم تبال الامارة الاسلامية بهذه القضية، وكان طلب علماء شيعة أفغانستان من الامارة الاسلامية هو الاعتراف الرسمي بالمذهب الجعفري في هذا البلد.
وعلماء أهل السنة يعلمون منزلة الامام الصادق (ع) العلمي، وفخر أبي حنيفة، هو انه كان تلميذا لدى الإمام الصادق(ع)، وكان يفتخر ويقول: لولا السنتان لهلك النعمان، وكانت العلاقة بين هذين العلمين، علاقة التلميذ والمعلم، وعلاقة قريبة؛ لذا كما ان العلاقة بين الإمام جعفر الصادق (ع) وأبو حنيفة وطيدة، فيجب أن تكون العلاقة بين أتباع المذهب الحنفي والمذهب الجعفري كذلك. وأن لا يمارس التمييز والعصبية في مجال المذهب ضد شيعة أفغانستان، أو أن يواجه شيعة أفغانستان ومشاكل وصعوبات في مثل محاكم والتعليم والتربية وقضايا أخرى.

..................

انتهى / 232