وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــ قدّم الباحث في جامعة الكفيل الدكتور حسام العبيدي، ورقة بحثية بعنوان (مقاربة تحليلية لمقولة أولادكم مخلوقون لزمانٍ غير زمانكم).
جاء ذلك على هامش مشاركته في الجلسة البحثية لمؤتمر الإمام علي (عليه السلام) العلمي، المنعقد في جامعة الكفيل ضمن فعاليات أسبوع الإمامة الدولي الثاني الذي تقيمه العتبة العباسية المقدسة، تحت شعار (النبوة والإمامة صنوان لا يفترقان) وبعنوان (منهاج الأئمة -عليهم السلام- في تربية الفرد والأمة)، للفترة 27/6/2024م إلى 4/7/2024م.
وذكر العبيدي أن "هذه المقولة حقيقةً سبّبت جدليةً واسعة في الأوساط الثقافية والتربوية في الوقت الحاضر، وتتمّتها (لا تقصروا أولادكم على آدابكم، فإنهم مخلوقون لزمانٍ غير زمانكم)، وربّما هذا الجدل الواسع قد يتشبّث به البعض ليجد فيه ملجأ أو ركناً آمناً للتخلّص من إشكاليّة التغير الزماني والظروف الزمانية والمكانية، والتحدّي المهمّ الذي يواجه العملية التربوية الآن هو الهوّة الواسعة بين الأجيال".
وأضاف أن "هذه الورقة البحثية تحاول أن تُثبت المصادر القديمة التي ذكرت هذه المقولة، ونُسبت لسقراط ونُسبت لأفلاطون، لم تُنسب لأمير المؤمنين(عليه السلام) قط، إنّما وردت في شرح نهج البلاغة للمعتزلي، ابن أبي الحديد هو الذي قال في شرح نهج البلاغة أُورد الآن مجموعة من الحكم منها مشهورة لأمير المؤمنين(عليه السلام) ومنها ليست بمشهورة، ومنها لحكماء غيره تشابه وتضارع حكمه".
وتابع بالقول، "حتى ابن أبي الحديد لم ينسبها لأمير المؤمنين(عليه السلام)، وذكر مجموعة كبيرة من هذه المقولات، فلم يشر بوضوح أن هذه المقولة هي لسقراط أو لأفلاطون أو لأمير المؤمنين(عليه السلام)، وبالتالي من المحتمل نتيجة عبارته قد تكون هذه واردة عن أمير المؤمنين(عليه السلام)، ولم تصحّ نسبتها، ولكن تماشياً مع مقولة المعتزلي أنها حِكمٌ تشابه مقولات أمير المؤمنين(عليه السلام)، حاولنا تفسيرها على الألفاظ المختلفة الواردة فيها، وحاولت أن أجد بالنتيجة تفسيرين على كليهما نستنتج قاعدتَينِ تربويّتَينِ لهذه المقولة، وهاتان القاعدتان التربويّتان لا تتنافيان ولا تتعارضان مع مبادئ الدين الإسلامي ومنهج أمير المؤمنين(عليه السلام) التربوي".
وأشار إلى أن "القاعدة الأولى هي في إعداد شخصية الولد أو الطفل، لابدّ أن يُفسحَ له المجال في التعبير عن شخصيته بحريةٍ، وإفساح المجال يكون بما لا يؤدّي إلى تهاون في القيم الدينية والأخلاقية، أي (لا تكرهوا على آدابكم) والآداب هنا ليس المقصود بها القيم والأصول الأخلاقية العامّة الثابتة التي لا يمكن أن تتغيّر ومنها التعاليم الدينية، وإنّما يقصد الأعراف والتقاليد التي تتماشى مع التغيّرات ووسائل وأساليب الحياة".
وأوضح "أمّا القاعدة الثانية فهي على لفظ كما ورد في بعض المصادر القديمة ونسبت لأفلاطون، (لا تقصروا) لا تجعلوهم مقتصرين على هذه المجموعة من الأعراف والتقاليد بل زيدوهم، (لأنهم مخلوقون لزمانٍ غير زمانكم) ومعناه التوسّع، وهذا أيضاً لا تنافي فبالعكس توسّع ويراعي التطوّر والتقدّم".
.......
انتهى/ 278
جاء ذلك على هامش مشاركته في الجلسة البحثية لمؤتمر الإمام علي (عليه السلام) العلمي، المنعقد في جامعة الكفيل ضمن فعاليات أسبوع الإمامة الدولي الثاني الذي تقيمه العتبة العباسية المقدسة، تحت شعار (النبوة والإمامة صنوان لا يفترقان) وبعنوان (منهاج الأئمة -عليهم السلام- في تربية الفرد والأمة)، للفترة 27/6/2024م إلى 4/7/2024م.
وذكر العبيدي أن "هذه المقولة حقيقةً سبّبت جدليةً واسعة في الأوساط الثقافية والتربوية في الوقت الحاضر، وتتمّتها (لا تقصروا أولادكم على آدابكم، فإنهم مخلوقون لزمانٍ غير زمانكم)، وربّما هذا الجدل الواسع قد يتشبّث به البعض ليجد فيه ملجأ أو ركناً آمناً للتخلّص من إشكاليّة التغير الزماني والظروف الزمانية والمكانية، والتحدّي المهمّ الذي يواجه العملية التربوية الآن هو الهوّة الواسعة بين الأجيال".
وأضاف أن "هذه الورقة البحثية تحاول أن تُثبت المصادر القديمة التي ذكرت هذه المقولة، ونُسبت لسقراط ونُسبت لأفلاطون، لم تُنسب لأمير المؤمنين(عليه السلام) قط، إنّما وردت في شرح نهج البلاغة للمعتزلي، ابن أبي الحديد هو الذي قال في شرح نهج البلاغة أُورد الآن مجموعة من الحكم منها مشهورة لأمير المؤمنين(عليه السلام) ومنها ليست بمشهورة، ومنها لحكماء غيره تشابه وتضارع حكمه".
وتابع بالقول، "حتى ابن أبي الحديد لم ينسبها لأمير المؤمنين(عليه السلام)، وذكر مجموعة كبيرة من هذه المقولات، فلم يشر بوضوح أن هذه المقولة هي لسقراط أو لأفلاطون أو لأمير المؤمنين(عليه السلام)، وبالتالي من المحتمل نتيجة عبارته قد تكون هذه واردة عن أمير المؤمنين(عليه السلام)، ولم تصحّ نسبتها، ولكن تماشياً مع مقولة المعتزلي أنها حِكمٌ تشابه مقولات أمير المؤمنين(عليه السلام)، حاولنا تفسيرها على الألفاظ المختلفة الواردة فيها، وحاولت أن أجد بالنتيجة تفسيرين على كليهما نستنتج قاعدتَينِ تربويّتَينِ لهذه المقولة، وهاتان القاعدتان التربويّتان لا تتنافيان ولا تتعارضان مع مبادئ الدين الإسلامي ومنهج أمير المؤمنين(عليه السلام) التربوي".
وأشار إلى أن "القاعدة الأولى هي في إعداد شخصية الولد أو الطفل، لابدّ أن يُفسحَ له المجال في التعبير عن شخصيته بحريةٍ، وإفساح المجال يكون بما لا يؤدّي إلى تهاون في القيم الدينية والأخلاقية، أي (لا تكرهوا على آدابكم) والآداب هنا ليس المقصود بها القيم والأصول الأخلاقية العامّة الثابتة التي لا يمكن أن تتغيّر ومنها التعاليم الدينية، وإنّما يقصد الأعراف والتقاليد التي تتماشى مع التغيّرات ووسائل وأساليب الحياة".
وأوضح "أمّا القاعدة الثانية فهي على لفظ كما ورد في بعض المصادر القديمة ونسبت لأفلاطون، (لا تقصروا) لا تجعلوهم مقتصرين على هذه المجموعة من الأعراف والتقاليد بل زيدوهم، (لأنهم مخلوقون لزمانٍ غير زمانكم) ومعناه التوسّع، وهذا أيضاً لا تنافي فبالعكس توسّع ويراعي التطوّر والتقدّم".
.......
انتهى/ 278