وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــ قال حجة الإسلام والمسلمين مهدي شريعتي تبار؛ مدير قسم الثورة والحضارة الإسلامیة الحديثة بمجمع البحوث الإسلامية، في الاجتماع التحضیري الرابع عشر لمؤتمر الإمام الرضا (ع) العالمي الخامس، والذي عُقِد في الجامعة الرضوية للعلوم الإسلامية: أن العدالة من أهم المبادئ، والقيم الإسلامية وشرط ضروري ورئیسي لقیام الحضارة الإسلامية.
قال مدير قسم الثورة والحضارة الإسلامیة الحديثة في مجمع البحوث الإسلامية مشيرا إلى كلام الإمام الرضا (ع): إن العدل من أهم صفات الأئمة المعصومين(ع) جاء في الحديث: لو لم يبْقَ من الدُّنيا إلَّا يومٌ واحِدٌ سَیعُم العدل الإلهي ویملأ الأرض قسطا وعدلا کما مُلئت ظلما وجورا.
وأضاف: العدالة في النظام السياسي للإسلام، تتطلب توفر شروط معینة في الحكومة والحاكم، كالعلم والعدل والتقوى. والحضارة الإسلامية تولي موضوع عدالة الحكام مكانة خاصة. يقول الإمام الرضا (ع)في حديث: إن الرب تبارك وتعالى واحد، والأم واحدة، والأب واحد والجزاء بالأعمال ولیس باللون أو العرق أو الجنسیة.
وقال حجة الإسلام والمسلمين مهدي شريعتي تبار: إذا كان الحكام عادلا، تتوفر الأرضية لبسط العدالة في المجتمع، وتزدهر الحضارة الإسلامية في ظل العدل.
اعتبر حجة الإسلام والمسلمين الدكتور السيد محمود مرويان حسيني عضو الهيئة التدريسیة في الجامعة الرضوية للعلوم الإسلامیة أن العدالة من المفاهيم المهمة في الثقافة الإسلامية والدينية وقال: العدل بالمعنى العام هو وضع كل شيء في مكانه؛ والعدل بالمعنی الخاص هو إعطاء کل ذي حق حقه.
وأشار إلى أهمية العدالة في المنظومة التکوینیة والتشريعية وقال: في النظام التکویني خلق الله تعالى السماوات والأرض بعدله ومنح جمیع المخلوقات الحقوق والمواهب؛ وفي النظام التشریعي أيضاً، سَنَّ الله تعالى بعدله، قواعد وقوانين لسعادة الإنسان.
وعن علاقة العدل بالإمامة؛ قال عضو الهیئة التدريسیة في الجامعة الرضوية للعلوم الإسلامیة: الإمام الرضا عليه السلام يعتبر العدل شرطاً للإمامة في كلامه ویقول: يجب أن يكون الإمام عادلاً ومعصوماً.
وتابع: عدالة الإمام سبب من أسباب تحقق العدالة الاجتماعية في المجتمع، وقد أكد الإمام الرضا (ع) على هذا الأمر في كلامه، وقال: یجب علی الإمام أن يفكر في توفير معيشة مناسبة الناس. عندما يكون الناس غير قادرين على توفير لقمة عیشهم، ينبغي أن يكون هناك شخص يستطيعون الرجوع إليه ويطلبوا منه تحقيق العدالة. عندما يرتكب الحاکم الظلم فهو یقضي علی العدالة ومکانتها بنفسه.
وقال في نهاية حدیثه: العدل أساس الحضارة الإسلامية، إذا كان المجتمع عادلا، فإن حضارته ستكون عادلة أيضا.
........................
انتهى/185