وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ انعقد مجلس عزاء بمناسبة ذكرى استشهاد الصديقة فاطمة الزهراء (ع) افتراضيا، وألقى الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) كلمة فيها.
* السيدة الزهراء (ع) من بداية حياتها كانت تواجه المشاكل
في بداية كلمته أشار سماحته إلى سيرة السيدة الزهراء (ع)، قائلا: ولدت هذه السيدة الجليلة في السنة الخامسة من البعثة النبوية، وكان زمن خاص، وكان المشركون فيه يؤذون النبي (ص)، وكان (ص) يواجه ضغوطا منهم، ففي مثل هذه الصعوبات كانت بداية حياتها سلام الله عليها.
وتابع: وفي السنة الثامنة من البعثة وفي سنها الثالث وردت شعب أبي طالب مع أبيها وأمها، وفي هذه الفترة كان المسلمين في حصار وحظر اقتصادي واجتماعي، فرأت الصديقة (ع) بعينها هذه المشكلات، وفي الخامس من عمرها فقدت أمها، وفي نفس سنة مات أبو طالب، حتى سمى النبي (ص) هذه السنة بعام الحزن.
* لولا الإمام علي (ع) لما كان كفؤ للسيدة الزهراء (ع)
وتابع سماحته: وبعد هجرة النبي (ص) إلى المدينة وتأسيس الحكومة الإسلامية تقدم شخصيات عديدة لخطبتها، وكانت السيدة الزهراء (ص) حينها امرأة كاملة تحظى بشخصية مرموقة وبناء على الروايات الواردة: لولا عليّ (ع) لم يكن لفاطمة كفؤ، ومع ذلك، فإن النبي (ع) استشارها بهذا الشأن، للإجابة على طلب الإمام علي (ع) لخطبة السيدة الزهراء (ع)، ثم تزوجت ورزقت أولاد منه (ع)، وفي هذه الفترة فرضت معارك على النبي (ع)، وكانت عليها السلام تعلم بتبعات هذه الحروب، فكانت هذه السيدة الجليلة تواجه المشاكل منذ نعومة أظفارها.
* كانت السيدة الزهراء (ع) قلقة على هداية المجتمع الإسلامي بعد رحيل النبي (ص)
وأشار آية الله رمضاني إلى عمر السيدة الزهراء (ع) القصير، وقال: إن هذه السيدة كانت كثيرة البكاء بعد رحيل النبي (ص)، إذ أنها كانت قلقة على هداية المجتمع الإسلامي بعد وفاة النبي (ص).
وتابع سماحته: كانت السيدة الزهراء (ع) تحظى بشخصية شاملة، وإلهية، ومعنوية، وزاهدة، وعابدة، كما أنها كانت قدوة وأسوة للنساء، وكانت تؤثر على نفسها، ولا ترد أحدا من المحتاجين، فكانت السيدة الزهراء (ع) هي الأفضل من جميع الجهات.
وتابع الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع): لم يكن الإمام علي (ع) في كثير من الأوقات في المنزل وكان يشارك في المعارك، لكن السيدة الزهراء (ع) كانت تدير المنزل مع جميع المشاكل، وقد ربت أولادها أحسن تربية مع قلة الإمكانات، فكانت (ع) معلمة ومربية بتمام معنى الكلمة، وأدت دورها التعلمي والتربوي تجاة البيت والمجتمع.
* بنت النبي (ص) تحظى بالقبول بين جميع الفرق الإسلامية
وتابع الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع): ليست النساء، بل حتى الرجال يمكنهم أن يقتدوا بهذه السيدة الجليلة في مختلف المجالات كالعفو، والعبادة، والزهد، والتعليم والتربية، والولاء للولاية، وكان النبي (ص) يقبّل يدها، ويقول أشتم من السيدة فاطمة (ع) رائحة الجنة.
وتابع: كانت السيدة الزهراء (ع) "بقية النبوة" ومحبتها محور الاشتراك بين المسلمين؛ إذ يعتقد أتباع جميع الفرق الإسلامية بحب السيدة فاطمة (ع).
* هناك تيار يسعى لتشديد التفرقة بين المسلمين حتى يأخذ ضحايا منهم مرة أخرى كسابق
وأكد آية الله رمضاني على ضرورة أن تكون السيدة الزهراء (ع) محور وحدة المسلمين، وذلك رغم صناعة الجماعات التكفيرية في الأمة الإسلامية، مشيرا إلى التيار الذي يسعى لبث الفتنة المذهبية الجديدة، وقال: ينبغي لنا اليوم لا نسعى لترويج التفرقة، فإن الأعداء يسعون لنشر التفرقة بين المسلمين حتى يأخذ ضحايا منا، فيا ترى هل كان هذا الضحايا من المسلمين قليلا؟؟؟
وتابع أمين عام المجمع العالمي لأهل البيت (ع): إن الوحدة أهم قضايا المسلمين، وأن جميع المسلمين يملكون الولاء والمحبة لبنت الرسول الأكرم (ص)، ولهذه المحبة دور رئيسي بين المسلمين، كما أن الأعداء يسعون دوما لبث التفرقة والنزاع وترويج العنف بين المسلمين، بينما بعث النبي (ص) بناء على المحبة والتودد، وعلى علماء الشيعة والسنة أن ينتبهوا حتى لا تحدث كارثة بين المسلمين، وتبتعد صفوف المسلمين.
ولفت سماحته إلى أن النبي (ص) أوصى كثيرا بالسيدة الزهراء (ع)، وكانت عليها السلام تبكي كثيرا بعد رحيل النبي الأكرم (ص)، وكانت الملائكة تحدثها حتى لقبت بالمحدَّثة.
.......
انتهى/ 278