أكد رئيس البرلمان الإيراني «علي لاريجاني» في كلمة له خلال الاجتماع الثاني لأصدقاء سوريا المقام حالياً في طهران أن "الشعب السوري صمد وقاوم أمام كل التحديات التي جاءت من الخارج وأمام المجموعات التكفيرية لأنه لا يقبل أن يقرر أحد مصيره خلف الأبواب المغلقة".

١ يونيو ٢٠١٤ - ١١:٥٧
الشعب السوري صمد وقاوم أمام المجموعات التكفيرية لأنه لا يقبل أن يقرر أحد مصيره

وفقاً لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) ــ ابنا ــ أكد رئيس البرلمان الإيراني «علي لاريجاني» في كلمة له خلال الاجتماع الثاني لرؤساء لجان الأمن والسياسة الخارجية لبرلمانات أصدقاء سوريا المقام حالياً في طهران أن "اجتماع أصدقاء سورية اليوم في طهران هو دعم لاجراء الانتخابات الرئاسية في هذا البلد التي نأمل أن تكون ناجحة وتفتح الطريق الواضح لمستقبل سورية"، مشيرا إلى أن "اجراء هذه الانتخابات تأكيد على ضرورة معالجة الأزمة من خلال الحل السياسي والديمقراطي".

وقال لاريجاني إن "الطرق السلمية والديمقراطية هي السبيل الوحيد لحل الأزمة في سورية وذلك عبر الانتخابات التي يقرر فيها الشعب السوري مصيره بنفسه"، مضيفا أن "الشعب السوري وبوقوفه في وجه كل من حاول عرقلة الانتخابات الرئاسية وإصراره على إجرائها يؤكد رفضه الاملاءات الخارجية عليه والإرهاب والعنف".

ورأى لاريجاني أن "الانتخابات تخطف الذرائع من البلدان المفتعلة للأزمات في المنطقة معربا عن أمله في أن تنهي الانتخابات الأزمة لافتا في الوقت ذاته إلى أنه لا يمكن التغاضي عن الروح المنفتحة للحكومة السورية التي وافقت على اجراء الانتخابات مع وجود كل أقطاب الشعب السوري".

ولفت لاريجاني إلى أن "الانتخابات الرئاسية في سورية توجه العديد من الرسائل المهمة وتؤكد أن الحكومة السورية تحترم إرادة الشعب التي ستظهر من خلال صناديق الاقتراع"، معتبرا أن "الشعب السوري يوجه عبر الانتخابات الرئاسية رسالته بأنه على بعض دول المنطقة وقف دعمها للمجموعات المسلحة ووقف إرسال الارهابيين وارتكاب المجازر في سورية لأنه يريد استعادة حياته الطبيعية".

وقال لاريجاني إن "الانتخابات الرئاسية في سورية تؤكد أن الشعب السوري يرفض أن يكون للعنف والإرهاب موطئ قدم على الأرض السورية وأنه يتطلع للسلم وخلال الأيام الماضية راجعت آراء السوريين الذين يقيمون خارج سورية ووجدت أنهم يتدفقون من وازع وطني للاقبال على الانتخابات ويريدون أن يكون لهم الأثر في تقرير مصيرهم معربا عن أمله في أن تحمل الانتخابات طابعا شعبيا والا يفتعل الإرهابيون أزمات للشعب السوري".

وشدد لاريجاني على أن "إرساء الديمقراطية في سورية لا يمر عبر القوة والسلاح إلا أنه مع بالغ الأسف دخلت الكثير من الدول الإقليمية والدول الموجودة خارج المنطقة هذه الأزمة الشعواء وبعضها كان يتصور أنه سيتمكن من تغيير الظروف وتدمير سورية خلال أسبوعين وثلاثة ودفعوا لخلق أزمات اقتصادية وسياسية فيها وكرسوا الأموال والسلاح لخدمة أهدافهم"، مبينا أن "بعض الدول التي لا تتمتع بأي نوع من الديمقراطية ذرفت دموع التماسيح على الشعب السوري".

وأشار لاريجاني إلى أن "بعض الدول الكبرى ارتكبت خطأ فادحا باعتقادها بأنها إذا تمكنت من افتعال أزمة فى سورية فستتمكن من ايجاد فرصة للكيان الإسرائيلي ليتنفس الصعداء خاصة أن سورية كانت ولا تزال الخط الرئيسي للدفاع عن المقاومة"، مضيفا "أنه وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية تم تقديم كل أنواع المساعدات العسكرية والسياسية والمالية للمسلحين لإثارة الأزمات ونشر الإرهاب وقتل أبناء الشعب السوري واصفا اعتراف أمريكا بذلك وإعلانها زيادة دعمهم في الآونة الاخيرة بأنه وثيقة سوداء في تاريخها".

وبين لاريجاني أن "الدول الغربية والإقليمية ارتكبت خطأ استراتيجيا فادحا بايجاد الفتنة في المنطقة واستقدام الإرهابيين من كل بقاع العالم إلى سورية لأن أذاهم سيلحق بهم فهؤلاء الأرهابيون تدربوا على نوع من الحروب واذا ما عادوا إلى بلدانهم سيثيرون الكثير من المشاكل والغربيون يقرون بهذا".

وقال لاريجاني إن "منطقة عانت من مثل هذه المشاكل خلال احتلال العراق وأفغانستان الذي سبب بإبادة الكثير من أبناء هذين الشعبين وأن إيران منذ البداية أخبرت الدول الغربية التي كانت تأتي لاحتلال هذه البلدان أن مكافحة الإرهاب لا تكون من خلال الاحتلال وتجميع الإرهابيين في المنطقة بل عبر الطرق السلمية والديمقراطية".

وأكد لاريجاني أن "الشعب السوري صمد وقاوم أمام كل التحديات التي جاءت من الخارج وأمام المجموعات التكفيرية لأنه لا يقبل أن يقرر أحد مصيره خلف الأبواب المغلقة"، مشيرا إلى أن "بعض الدول التي كانت تتذرع بأن الانتخابات غير نزيهة رفضت إرسال مراقبين في نظام إشرافي لأنهم يدركون أن الشعب السوري لن يوافق على المشروع الذي يريدونه ولن يقبل أن يفرض أحد إرادته عليه".

ولفت لاريجاني إلى أن "اجراء الانتخابات الرئاسية تؤكد أن سورية ما زالت تريد أن تبقى بلدا مستقلا يعمد الشعب فيه إلى تحقيق أهدافه بحركة سياسية ذات مغزى كبير باعتبار أنه اتبع أسلوب الحكومة الحالية في اجراء الانتخابات كما أنه رفض المجموعات التي تطالب بتحقيق ماربها من خارج سورية"، مبينا أن "هؤلاء الموجودين في الخارج لا يعتبرون ممثلين حقيقيين للشعب السوري إذ لا نفوذ لهم داخل سورية ولو كان لديهم نفوذ لكان يمكن أن يحركوا ساكنا ولكنهم لم".

وبدأت في طهران اليوم الأحد أعمال الاجتماع الثاني لرؤساء لجان الأمن والسياسة الخارجية لبرلمانات الدول الصديقة لسورية بمشاركة وفود من 30 دولة تشترك مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية في السياسة الداعية إلى وقف العنف في سورية وإرساء الأمن والاستقرار فيها بهدف المساعدة على حل الأزمة سياسيا.

ويترأس وفد الجمهورية السورية «فاديا ديب» رئيسة لجنة السياسة الخارجية في مجلس الشعب وحضور سفير سورية في طهران «عدنان محمود».

.................

انتهى/212

سمات