وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ أبنا ــ أوضحت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير الفلسطيني، في إحاطة مشتركة جديدة صدرت اليوم الخميس، أن هذه الجرائم طاولت الأسرى كافة دون استثناء، من خلال سياسات وإجراءات جرى ترسيخها على نحو غير مسبوق، معتبرتين أن ما يجري يشكل جزءاً لا يتجزأ من حرب الإبادة الشاملة وعمليات “المحو الاستعماري” المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني.
واستند البيان إلى عشرات الزيارات الميدانية التي نُفذت خلال شهر كانون الأول/ديسمبر 2025، وشملت عدداً من السجون والمراكز، من بينها سجون عوفر والنقب ومجدو وعيادة الرملة، وقسم “ركيفت” وشطة “وجلبوع” و”جانوت”، إضافة إلى معسكرات احتجاز، أبرزها “سديه تيمان” و”جلعاد”.
وفيما يتعلق بالأسيرات، أفاد التقرير بأن 50 أسيرة محتجزات في سجن “الدامون” تعرضن لعمليات قمع ممنهجة ووصفت بالوحشية، شملت رش الغاز والاعتداء بالضرب والتقييد بالأصفاد، وإجبارهن على الجلوس في ظروف برد قارس.
كما أكد حرمان الأسيرات من المستلزمات النسائية الأساسية، بما فيها الفوط الصحية، إضافة إلى منع الرعاية الطبية، حتى عن الأسيرات المصابات بأمراض مزمنة، من بينها مرض السرطان.
وسلطت الإحاطة الضوء على الأوضاع في سجن “جانوت”، حيث يُحتجز عدد من قيادات الحركة الأسيرة، من بينهم الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات.
وأكدت المؤسستان أن هؤلاء القادة محتجزون في ظروف بالغة القسوة، مع استمرار التعذيب والعزل الانفرادي وحرمان العلاج، ما أدى إلى إصابات جسدية خطيرة، شملت كسوراً في الأضلاع وآلاماً حادة في الظهر.
أما في سجني «جلبوع» و«شطة»، فقد رصد التقرير ارتفاعاً ملحوظاً في وتيرة عمليات القمع، واستخدام الضرب والغاز والهراوات بحق الأسرى. كما أشار إلى استمرار “سياسة التجويع” في سجن النقب، حيث تقدم ثلاث وجبات يومياً بكميات ضئيلة جداً، ما تسبب في حالات هزال شديد ونقص حاد في الأوزان، إلى جانب تفشي أمراض جلدية مثل الجرب (السكابيوس)، وإصابة عدد من الأسرى بفيروسات مجهولة المصدر دون توفير العلاج اللازم.
ووثق البيان وجود أكثر من 1400 أسير من قطاع غزة محتجزين في سجون الاحتلال، يتعرضون لتعذيب وصف بالوحشي وانتهاكات صارخة للكرامة الإنسانية. كما أشار إلى أن نحو 350 طفلاً أسيراً يواجهون ظروفاً مأساوية، تشمل الحرمان من الزيارات والرعاية الطبية، والتعرض للضرب وسوء التغذية.
وختمت هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير إحاطتهما بالتأكيد أن سياسات الاحتلال تستهدف بشكل مباشر المساس بالكرامة الإنسانية للأسرى، عبر ممارسات الإذلال والتنكيل المستمرة، التي تُنفذ بصورة لحظية وعلى مدار الساعة داخل السجون.
............
انتهى/ 278
تعليقك