2 ديسمبر 2025 - 11:32
مصدر: خاص أبنا
محلل سوري: الجولاني «صنيعة بريطانية» ولا يمكن التعويل عليه في أي مشروع مقاوم

شدّد الدكتور لطف على أن جميع الشواهد تثبت أن الجولاني «صنيعة بريطانية»، ولا يمكن التعويل عليه في أي مشروع مقاوم. فأي ادعاء منه حول المقاومة ليس سوى غطاء للحفاظ على سلطته.

وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــ يبقى جنوب سوريا مسرحًا لتطورات متسارعة ومعقدة، فإن الهجوم الأخير الذي شنّه الكيان الصهيوني على منطقة «بيت جن» قد استقطب اهتمام الرأي العام والمحللين، مسلّطًا الضوء على أبعاد جديدة لاستراتيجية تل أبيب على الحدود السورية.

وذات الوقت، فإن ردود الفعل على أداء «حكومة سوريا» بقيادة أحمد الشرع (الجولاني) ومواقفه إزاء الاعتداءات الإسرائيلية، قد زادت من توتر المشهد السياسي والأمني في هذه المنطقة. 

وللوقوف على تفاصيل هذه التطورات وتقييم تداعيات المقاومة المحلية في مواجهة هذا الاعتداء، أجرينا حوارًا مع الخبير السوري البارز الدكتور رفيق لطف؛ حيث قدّم في هذا الحوار، بوضوح وتفصيل، رؤية مختلفة لأهداف إسرائيل وواقع الميدان.

أكد الدكتور رفيق لطف، في معرض إجابته عن سؤال حول طبيعة الاعتداء الصهيوني على منطقة بيت جن، أن هذه العملية، خلافًا لادعاء العدو الذي وصفها بأنها «مهمة محدودة للاعتقال»، كانت في جوهرها خطوة هجومية وجزءًا من مسار توسعي يهدف إلى تثبيت الحضور الدائم لهذا الكيان في جنوب سوريا.

وأضاف: إن الأهالي الذين يعيشون على تماس مباشر مع الحدود يدركون جيدًا طبيعة المشروع الإسرائيلي؛ فقد لمسوا الخطر عن قرب ويعلمون أن المحتل لا يغادر أي أرض يدخلها. ومن هنا، فإن ما حدث كان «مشروع احتلال» وليس عملية أمنية عابرة.

وفي معرض حديثه عن إمكانية أن يشكّل هذا الهجوم نقطة تحول، قال الخبير السوري: المفاجأة الكبرى بالنسبة للكيان الصهيوني كانت أن سقوط البنية الحكومية السابقة في الجنوب لم يعنِ نهاية المقاومة. هذا الهجوم أثبت أن الشعب ما زال متمسكًا بنفس العقيدة والروح الدفاعية.

وأضاف: إن الظروف اليوم أصعب بكثير من الماضي؛ فقوات المقاومة تواجه نقصًا في الإمكانات وفقدان الأسلحة التي كانت سابقًا بيد الدولة. ومع ذلك، تمكنوا من إلحاق خسائر لم يكن العدو يتوقعها، وهو الذي ظن أنه أمام «جولة عسكرية سهلة».

وفي شرحه لكيفية هزيمة الوحدة النخبوية الإسرائيلية، قال الدكتور لطف: إن الشباب اعتمدوا على خبراتهم المتراكمة خلال سنوات الحرب، لكن العامل الحاسم كان شعورهم بمواجهة خطر وجودي وغياب أي دعم خارجي. هذا الشعور دفعهم نحو عمليات استشهادية أربكت العدو وأوقعته في صدمة كاملة.

وأكّد الخبير السوري على أن إستعانة إسرائيل بسلاح الجو كان دليلًا واضحًا على فشل قواتها الخاصة في الميدان؛ وهي هزائم دفعت الكيان إلى انتهاج سياسة «الأرض المحروقة» ضد المقاومة وحتى المدنيين. وبحسب قوله، فإن الرسالة الواضحة للعدو هي أن غياب الجيش السابق لا يعني أبدًا توقف الشعب عن الدفاع عن أرضه.

وفي تحليله للهجوم ضمن الإطار الإقليمي الأشمل – من غزة إلى لبنان وسوريا – قال: إن ما تروّج له إسرائيل كإنجاز ليس سوى «نشوة إعلامية»؛ فالمقاومة في غزة ما زالت صامدة، ولبنان ما زال متمسكًا بسلاحه، والمفاجأة الكبرى وقعت في سوريا؛ حيث برزت مقاومة شعبية غير متوقعة قلبت حسابات تل أبيب.

وأضاف: إن الكيان الصهيوني يسعى إلى تحقيق أي مكسب – ولو صغير – لتخفيف قلق الرأي العام لديه، في وقت تتزايد فيه ظاهرة الهجرة العكسية. لكن نتنياهو لم يتمكن حتى الآن من توفير أي شعور بالطمأنينة للمجتمع الصهيوني، بينما محور المقاومة يتجه نحو مرحلة أكثر شدة وقوة.

وعن احتمال صدور رد رسمي من دمشق، قال الدكتور لطف: إن «حكومة سوريا» (بقيادة الجولاني) ليست في موقع الرد أساسًا؛ خصوصًا بعد تصريحاتها التي ساوت المقاومة بالكيان الصهيوني، بل وتباهت بأنها أخرجت إيران وقوى المقاومة من سوريا.

وأضاف: إن المواقف الأخيرة – ومنها التخلي عن مبدأ «حق الرد» – تكشف أن هذا الكيان لا ينوي أي مواجهة مع إسرائيل؛ بينما المقاومة الشعبية ستجد سبيلًا للرد المناسب كي لا يبقى دم الشهداء بلا ثمن.

وفي تقييمه لأداء الجولاني خلال عام كامل، قال الخبير السوري: منذ اليوم الأول، قدّم أوصل رسائل الطمأنة للكيان الصهيوني، واعتبر المقاومة عدوه المباشر؛ وهو مسار قاده نحو واشنطن وأوروبا، بل وشمل لقاءات مع الإسرائيليين في نقاط عدة.

وبحسب الدكتور لطف، فإن هذا السلوك أظهر أن الهدف الأساسي للجولاني هو الحفاظ على كرسيه لا حماية أرض سوريا. وقد صُدمت العديد من القوى من تبدّل خطابه ونهجه، إلى درجة أن تهديدات صريحة صدرت بأن استمرار النفوذ الإسرائيلي سيؤدي إلى تحرك ضد الكيان الصهيوني وحتى ضد القصر الرئاسي.

وأضاف: إن المعلومات التي ترددت حول السعي لتحويل جنوب سوريا إلى «منطقة منزوعة السلاح» ومنع تحليق الطائرات السورية، تؤكد أن هذا المشروع يشكّل عمليًا حزامًا أمنيًا للكيان الصهيوني، وهو ما زاد من غضب الرأي العام ضد الجولاني.

وفي ختام حديثه، شدّد الدكتور لطف على أن جميع الشواهد تثبت أن الجولاني «صنيعة بريطانية»، ولا يمكن التعويل عليه في أي مشروع مقاوم. فأي ادعاء منه حول المقاومة ليس سوى غطاء للحفاظ على سلطته.

...............

انتهاء / 232

سمات

تعليقك

You are replying to: .
captcha