18 مايو 2025 - 12:33
مصدر: أبنا
شعب غزة لن يموت من الجوع!!

كنا نأمل أن تطلب الدول العربية الثلاث التي استضافت ترامب وبإصرار، وقدمت خدماتها الكبيرة وأجرت صفقات خضمة للغاية بلغت قيمتُها تريليونات دولارات، على الأقل أن يضمن الرئيس الأمريكي، الذي يعد الداعم الرئيسي لإسرائيل، ألا يموت شعب غزة من الجوع!

وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــ في أعقاب المجاعة الواسعة النطاق في جميع أنحاء غزة، وندرة الدقيق وإمدادات الغذاء، وخطر وقوع كارثة إنسانية، كتب مرتضى نجفي قدسي في مذكرة:

بسم الله الرحمن الرحیم

قال النبي يعقوب (ع): «إِنَّمَا أَشْکُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَی اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ»

كنا نأمل أن تطلب الدول العربية الثلاث التي استضافت ترامب وبإصرار، وقدمت خدماتها الكبيرة وأجرت صفقات خضمة للغاية بلغت قيمتُها تريليونات دولارات، على الأقل أن يضمن الرئيس الأمريكي، الذي يعد الداعم الرئيسي لإسرائيل، ألا يموت شعب غزة من الجوع!

أين الضمير الإنساني؟! لقد تم تدمير غزة بالكامل، وتم فرض حصار غذائي فظيع لعدة أشهر، ولم تدخل شاحنات الطعام إلى غزة، والأطفال جائعون، وإذا وجدت الأمهات القليل من الخبز، فإنهن لا يأكلنه هُنّ، حتى يتمكن أطفالهن من البقاء على قيد الحياة! ولم يكتفوا بهذا الوضع بل قاموا بقصف خيامهم الواحد تلو الآخر، فيستشهد العشرات والمئات من الأطفال والنساء والرجال يومياً.

إنهم يقصفونهم جميعاً، ويستشهد يومياً العشرات والمئات من الأطفال والنساء والأشخاص، كل هذه الجرائم ترتكب أمام أعين ملوك العرب وزعماء العالم، فهو بالتأكيد اختبار إلهي عظيم سيجلب العقاب الشديد من الله تعالى.

جلس الزعماء العرب للتحدث مع ترامب وكأن شيئا لم يحدث في غزة وفلسطين، وكأن أكثر من 60 ألف إنسان لم يُقتلوا ظلماً، ومئات الآلاف لم يصابوا أو يتشوهوا، وأمة من ملايين البشر لم تخضع لحصار غذائي، وقضية الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني لم تكن حتى على جدول الأعمال!

يجب على الزعماء العرب أن يعلموا أنه إذا آمنوا بالله والقرآن وقبلوا أن الله مع المظلومين وليس مع الظالمين فإن الويل لهم من الانتقام الإلهي، وإذا كانوا يعتقدون أنه لا يوجد إله وأن إلههم هو ترامب، فهم مستعدون جيدًا لكسب لقمة العيش وليس لديهم أي علاقة بالجياع والمحرومين!

ولكن الوضع لن يبقى على هذا الحال بالتأكيد. إن صرخات أطفال وفتيات فلسطين المضطهدة ستهز عرش الله تعالى حتماً وتظهر قدرة ربه.

ترامب يقول إن الجمهورية الإسلامية يجب أن تشكر أمير قطر لأنه لم يسمح لنا بمهاجمته! أولا، إن حياتكم الاقتصادية وحياة الكثير من بلدان العالم تعتمد على هذه المنطقة، وهذا الاعتبار على الأقل يسلب منك للقيام بمثل هذه الخطوة الجريئة.

ثانياً، إذا كنت تستمع لأمير قطر، لماذا لا تنهي الحرب في غزة؟!

لماذا لا تفتحون الطريق لوصول الغذاء إلى الجائعين في غزة؟!

لو قررت الدول العربية والإسلامية التحرك سياسيا واقتصاديا وعسكريا بنحو خمسة في المئة دعما لفلسطين فإن القضية الفلسطينية ستحل في أقل من أسبوع. يكفي العالم العربي أن يعلن إضرابا لأسبوع ولا يبيع النفط للعالم، ثم سترون كيف ينحنى زعماء الاستكبار أمامكم بتواضع!

على أية حال، الفرص عابرة، لن يبقى الشعب الفلسطيني مظلوماً ومسحوقاً هكذا إلى الأبد، ولن يحظى الآخرون بالثروة والمجد الأبدي، إن الله تعالى لم يتخل عن حكم العالم، ومن المؤكد أن لكل جريمة عقاب، ولكن في بعض الأحيان تكون هذه الفرص من أجل إثبات مدى الظلم والإجرام الذي يعاني منه من يطالبون بحقوق الإنسان لجميع شعوب العالم.

وبطبيعة الحال، فإن هؤلاء الناس المضطهدين سوف ينالون النعم أيضًا عند الله تعالى «وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِینَ قُتِلُوا فِی سَبِیلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْیَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ یُرْزَقُونَ».

.....................

انتهى  /  323

تعليقك

You are replying to: .
captcha