وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــ بمناسبة ولادة الإمام الحسين (ع) في الخامس عشر من شهر رمضان المبارك جاءت هذه المقالة في بيان دور الإمام (ع) في إصلاح وبناء المجتمع الإسلامي.
المقدمة
بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق محمد واله الطيبين الطاهرين، ولعن الله اعدائهم وبوأهم أسفل السافلين.
اما بعد....
كانت المرحلة التي عاصرها الامام الحسن (عليه السلام) مزدحمة بالأحداث، ولاسيما التشتت الذي عانت منه الامة بعد استشهاد امير المؤمنين على (عليه السلام)، إضافة إلى التغيرات الاجتماعية والدينية ؛ لذلك أراد الامام (صلوات الله عليه) إيجاد الحلول التي تصلح وتعالج هذه المشاكل التي بدأت تتفشى بين مكونات المجتمع الإسلامي بصورة ملائمة تتناسب مع المرحلة ومشكلاتها، وبسط ذلك بطرق سهلة وراح يصلح بين الناس من خلال خطبه وحكمه، حتى صارت ملامح الإصلاح الحسني واضحة بعد انتهاجه اسلوبًا احدث طفرة عالجت الامة اجتماعيًا ودينيًا وثقافيًا بطريقة غير مسبوقة، وصنع بذلك جيلاً جديداً متمسكاً بمبادئ الدين الاسلامي وأخلاقياته التي مثلها الرسول وال بيته (عليهم السلام) وعلى وجه الخصوص الامام المجتبى(عليه السلام).
المبــــحث الأول
الإطــــار المفاهيمي للإصـلاح
المطلب الأول: الإصلاح في اللغة
يُعد الإصلاح من المصطلحات التي تستخدم في العديد من جوانب الحياة، فقد عرف ابن السكيت الإصلاح بقوله: " إن الإصلاح من المُصالَحة، ويقال بيننا وبينهم صُلح وصِلاح"([1]).
ويقول ابن منظور في لسان العرب "صلح بمعنى: الصُلاح ضد الفساد صَلَح يَصلحُ ويَصلُح صَلاحًا وصُلُوحا؛ وانشد أبو زيد:
"فكيف بأطرافي، إذا ما شتمتني
وما بعد شتم الوالدين صلوح" ([2])
اما الزبيدي فقد كان رأيه بالمعنى اللغوي للإصلاح هو"(الصَلاَح: ضد الفَسَادِ) - وقد يوصف به احاد الامة، ولا يوصف به الأنبياء والُرسلُ (عليهم السلام): وخالف فيه السبكي وصَححَ انهم يُوصفون به، وهو الذي صَححَه جماعةٌ ونقله الشهاب في مواضِعَ من شَرحِ الشفاء(كالصُّلُوح)، بالضم" ([3]).
وايضًا ذكر صاحب كتاب مقاييس اللغة معنى الإصلاح وقال: "صلح الصاد واللام والحاء أصلٌ واحدٌ يدل على خِلاف الفَساد. يقال صلُح الشيء يصلُح صلاحاً. ويقال صَلَح بفتح اللام. وحكى ابنُ السكّيت صلَح وصلُح. ويقال صَلَح صُلوحا كما قال أبو زيد في شعره"([4]).
ونظر ابن عاشور لكلمة إصلاح بانها مضادة لكلمة فساد إذ قال: " الإصلاح ضد الإفساد، بمعنى جعل الشيء صالحًا، ويقال صَلُحَ بعد أن كان فاسدًا، وايضًا صَلُحَ بمعنى وجد من اول وهلة صالحًا".([5])
وإن جوهر الحديث عن المصطلح يعني بإصلاح النفس المسيئة للفرد، وترويضها عن ارتكاب أي فعل خاطئ، وتنميتها بما يتناسب مع طبيعة الدين والمجتمع.
المطلب الثاني: الإصلاح في المنظور الاصطلاحي:
تناول عدد من العلماء والمفكرين كلمة الإصلاح من المنظور الاصطلاحي ووضعوه محل التوضيح وجعلوه أحد المفاهيم المهمة التي لها دور في تكوين الصفات الحسنة للمجتمع بشكل عام والفرد بشكل خاص، لذلك عرف عبد الإله بلقزيز الاصلاح " هو تصويب ما اعوج في ممارسة أمور الدين والدنيا عند المسلمين، والعودة بها الى الأصل الذي لم يلحقه زوائد واستحداثات"([6]). كما ان الإصلاح وسيلة التواصل بين الافراد وبين الله تعالى ،وابعاد النفس عن كل خطأ ،و عُرف الاصلاح ايضًا بأنه " التهذيب للأفراد والجماعات وتثقيفهم وحثهم على العمل الصالح، وابعاد البغض والكراهية والانانية التي هي من اهم الامراض الاجتماعية فتكًا بالناس، حيث ترمي الى التفرق والتمزق والانسلاخ عن المجتمعات الحضارية، وعرقلة ما يؤدي الى التطور والانماء والعطاء، فالإصلاح في جوهره ضد الفساد والظلم، وضد حب الذات، والتطلع الى التملك والانفراد، وهو يهيد الى الايمان والتقوى"([7]).
وإن اصلاح النفس بشكل خاص يؤدي بالفرد الى الترفع عن كل صفات سيئة، ويجعله من اهل الخير والصلاح، ومن المنصفين والامناء بين مجتمعه، كما ذكر عن الامام الصادق (عليه السلام): " صدقة يحبها الله إصلاح بين الناس إذا تفاسدوا وتقارب بينهم إذا تباعدوا"([8]).
وبذلك عرف السيد محمد علي الحسيني الإصلاح بأنه "التقريب بينهم وإزالة ما بينهم من عداوة وقطيعة، وارجاع المودة بينهم"([9]). وهذه التعريفات هي بيان لمفهوم الإصلاح واهمية وجود الناس المصلحين في مجتمعاتهم، إذ ينضوي ضمن محور التعديل والتمكين والتغيير؛ لذلك عد الإصلاح أحد العوامل المؤثرة في ارشاد الانسان الى الطريق الصواب والمحبب الى الله عز وجل ، كما جاء في قوله تعالى: {من عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهالَةٍ ثُمَّ تابَ مِنْ بَعْدِهِ وأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}([10]). وهنا أُكد في كتاب الله تعالى إن الإصلاح مضمون تربوي للنفس إما أمر بمعروف أو نهي عن منكر.
ولهذا عرف الدكتور الشرباصي الاصلاح هو " تغيير في نموذج من النماذج الاجتماعية في الوصول إلى تجسيد ذلك النموذج، وحركات الاصلاح بمعنى الكلمة تنزع إلى تخفيف مساوئ النظام الاجتماعي وتصحيح الاوضاع الفاسدة وذلك عن طريق تعديل في بعض النظم الاجتماعية دون أن يؤدي ذلك إلى تغيير البناء الاساسي للمجتمع "([11]). وذكر ايضاً بانه: "الاتيان بما هو صالحٌ ومفيدٌ للمجتمع" ([12]). وبذلك يوجد تقارب بين المجال اللغوي والاصطلاحي لكلمة(اصلاح)؛ لأنهما يؤديان إلى طريق واحد وهو التغيير وفق قواعد واسس دينية تعود بنا الى منطقة الإصلاح الحقيقي كما أراد الدين الإسلامي.
المطلب الثالث: منظومة الإصلاح في المنهج القرآني
تعد منظومة الإصلاح في القران من المنظومات المتكاملة والمتفاعلة، إذ شملت جميع المجالات التي تسهم في بناء المجتمع الإنساني من الناحية الدينية، والتربوية، والاجتماعية، والأخلاقية، فقد حافظت على المفاهيم التي جاء بها الدين الإسلامي لحماية المجتمع من الانحراف، ولهذا نجد إن كتاب الله تعالى المصدر الذي تضمن المبادئ الإصلاحية التي جاء بها نبي الرحمة محمد (صلى الله عله واله)، حيث عالج من طريقه الجوانب السلبية للمجتمع، وكون هيكلاً جديدًا يكون هوية للمجتمع المسلم، وكما ذُكر في القرن الكريم {قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إن كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إنْ أُرِيدُ إلاَّ الإصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإلَيْهِ أُنِيبُ}([13]).
وقد ورد مصطلح الإصلاح في القران الكريم على اشكال عدة، منها ما يدعو إلى الاستقامة عن طريق النصح والإرشاد للفرد كما ورد في سورة لقمان بقوله تعالى {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا أَصَابَكَ ۖ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ}([14]).
وايضًا ورد بصيغة الدعوة والالتزام بالإصلاح والابتعاد عن الأشخاص المفسدين المؤثرين بشكل سلبي على المجتمع قال تعالى {وَقَالَ مُوسَىٰ لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ}([15]).
وبهذا وضع القران الكريم مفهوم الإصلاح بطريقة تتناسب مع طبيعة الانسان وقدرته على العمل به، بإشارته الى أهمية التعريف بالطرق المبسطة والمرسلة عن طريق الانبياء والآيات التي تذكر وتبعد بني البشر عما تؤدي اليه الافعال المحرمة كقوله عز وجل {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ}([16]).
إن القران الكريم ركز على أهم ما يملكه الانسان وهو ترسيخ مبدأ المساعدة والنصح؛ ليكمل العملية الإصلاحية التي تجعله يتحول من شخص يؤثر سلبيًا على المجتمع ويفسد مع المفسدين الى شخص مغاير يدعو الى البر والإصلاح من طريق الرجوع إلى الله تعالى، وبيّن ذلك بقوله تعالى {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّـهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُون}َ([17])،وثبت ذلك بوساطة إتباع ما جاء به النبي (صلى الله عليه واله) وما نقل عن اهل بيته (صلوات الله عليهم).
ونجد بذلك نتائج عدة، وكالاتي:
احتل موضوع الإصلاح في القران الكريم مكانةً مهمة، إذ ذكر المصلح أكثر من مئة مرة وبهذا نجد ان كتاب الله تضمن المبادئ والقوانين الإصلاحية التي تسهم في بناء المجتمع الإنساني بشكل مثالي.
قال تعالى {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ ۖ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}([18]) ، ذكر ابن عاشور أن للنص دلالة رئيسية تتجلى في قوله :"إن الإصلاح الذي وجد في الآية المباركة يقصد به جعل الشيء صالحًا، والذات هي عين الشيء وحقيقته، و بهذا يكون الإصلاح كما أراد الدين الإسلامي من خلال الرضى والاطاعة لله تعالى ورسوله (صلى الله عليه واله)، فالأمر بالإصلاح هنا يقصد به اصلاح النفس، و نهيها عن الظلم وارتكاب المفاسد" ([19]).
ونرى إن المنهج الإصلاحي للإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) يتوافق مع المنهج القرآني؛ وذلك لان الإمام ركز على الهدف الأساسي للدين الإسلامي الذي تمثل بتكوين منظومة تربوية واصلاحية مقتبسة من الآيات القرآنية وطبقها على المجتمع مثل الإرشاد، والنهي عن ارتكاب المفاسد، إضافة إلى دوره في الإصلاح السياسي الذي أراد من خلاله وضع إطار عادل للخلافة الإسلامية، واوضح ذلك في خطبته (عليه السلام) بعد استشهاد ابيه أمير المؤمنين (عليه السلام) إذ قال فيها: " أيها الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا الحسن ابن علي وأنا ابن النبي وأنا ابن الوصي وأنا ابن البشير النذير وأنا ابن الداعي الى الله بإذنه وأنا ابن السراج المنير وأنا من أهل البيت الذي كان جبرئيل ينزل إلينا ويصعد من عندنا وأنا من أهل البيت الذي أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا وأنا من أهل بيت افترض الله مودتهم على كل مسلم فقال تبارك وتعالى لنبيه (صلى الله عليه واله) : { قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا } [الشورى: 23] فاقتراف الحسنة مودتنا أهل البيت" ([20]). فقد أراد الامام من خلال هذه الخطبة توجيه الناس وإرشادهم إلى الطريق الصحيح، وهو مبايعة إمام زمانهم والحجة على الأرض من بعد ابيه، وابتغى ايضًا أن يعيد للامة ما فقد من المبادئ والمقومات في ظل دولة كما في عهد الامام علي(عليه السلام) منصفة و بعيدة عن الفوارق الطبقية، وقائمة على المحاباة والتأخي بين المسلمين ، كما في قوله تعالى {فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا}([21])، بالإضافة إلى جمع المسلمين تحت راية واحدة وابعادهم عن الأفكار التي تخل بالقوانين التي جاءت بها الشريعة الإسلامية.
المبحث الثاني
منهاج الإصلاح في حياة الإمام الحسن (عليه السلام)
المطلب الأول: السيرة العطرة لحياة الامام الحسن (عليه السلام)
استعدت الأرض لتكون محطة لزواج النورين امير المؤمنين والسيدة الزهراء (عليهما السلام)، إذ إن هذا الارتباط مَثل السر المكنون للإرادة الإلهية ، وقد روي عن الامام الصادق (عليه السلام)عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: " لولا أن الله تعالى خلق أمير المؤمنين (عليه السلام) لفاطمة ما كان لها كفؤ على ظهر الأرض"([22]). وبعد هذا الزواج تزينت السماء بإطلالة مولد سبط النبي الكريم الامام الحسن المجتبى (عليه السلام)، إذ أطل على العالم الاسلامي نور العصمة في دار أذن الله أن يرفع ويذكر فيه اسمه كما جاء في كتابه الجليل {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ}([23])، ويقول السيد الأمين فيما يخص ولادة الامام المجتبى في اعيان الشيعة " انه ولد بالمدينة ليلة النصف من شهر رمضان على الصحيح المشهور بين الخاصة والعامة، وقيل في شعبان ولعله اشتباه بمولد أخيه الحسين (عليه السلام) سنة ثلاث أو اثنتين من الهجرة، وقيل غير ذلك ولكن المشهور الأثبت أحد هذين" ([24])، وفي فضل تبرك الدنيا بولادته يروي ابن الخشاب " أنه ولد لستة أشهر و لم يولد لستة أشهر مولود فعاش ، إلا الحسن و عيسى ابن مريم (عليهما السلام)" ([25])، ومن خلال هذا التشبيه نجد إن الحكمة الربانية أوضحت للمجتمع الإسلامي بصفات وريث الرسول الاكرم( صلى الله عليه واله) و إن هذه الصفات لا تقتصر على الإرث بل التشبيه بولادة نبي الله عيسى بالميزات والمكانة والإعجاز، وكذلك تسميته عن طريق جبرائيل وهذه خصوصية لم تسبق لأحد من قبل ، حيث روي عن الامام الصادق عن ابيه الباقر (عليهما السلام) قال : "أهدى جبرائيل إلى رسول الله اسم الحسن بن علي وخرقة من حرير من ثياب الجنة"([26])، ومن هذه الرواية نستنتج إن اسم الحسن لم يسمى به احدًا قط في المجتمع العربي او المجتمعات الأخرى، فقد ميز حفيد الرسول بمكانة عالية وإجلال منذ صغره ، ويعد هذا الاهتمام الرباني تجسيدًا لشخصية الامام الذي شع نوره في الأرض؛ ليصلح فيها ويكون بابًا من أبواب الرحمة كجده نبي الرحمة (صلى الله عليه واله) الذي وصفه الله تعالى بالآية المباركة{ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}([27]).
اما علمه فقد ورثه عن خاتم المرسلين ووصيه الذي كان الطريق لعلم النبوة، فقد عاش مع جده لسبع سنوات، فقد رعاه رعاية خاصة جعلته(عليه السلام) يحيط ويفقه جميع العلوم، وجاء ذلك بذكر العلماء من المقربين وغيرهم من الفرق الاخرى، ومنهم محمّد بن طلحة الشافعي قال: " كان الله عز وجل قد رزقه الفطرة الثاقبة في إيضاح مراشد ما يعاينه، ومنحه الفطنة الصائبة لإصلاح قواعد الدين ومبانيه، وخصه بالجبلة التي درت لها أخلاف مادتها بصور العلم ومعانيه، ومرت له أطباء الاهتداء من نجدي جده وأبيه فجنى بفكرة منجبة نجاح مقاصد ما يقتفيه، وقريحة مصحبة في كل مقام يقف فيه، ثم اكتنفه إلى الأصلان الجد والأب"([28]). وبذلك فقد دون التاريخ عددًا كبيرًا من الاحداث التي كان علم الامام الحسن (عليه السلام) يتغلب فيها على فطاحل العلماء من النصارى وغيرهم، إذ كان سببًا في اصلاحهم ودخولهم إلى الدين الإسلامي، كما ذكر صاحب كتاب الاحتجاج في رواية الرجل الذي جاء ليسأل امير المؤمنين فيقول له "أسألك عن ثلاث مسائل: أخبرني عن الرجل إذا نام أين تذهب روحه وعن الرجل كيف يذكر وينسى وعن الرجل كيف يشبه ولده الأعمام والأخوال؟ فالتفت أمير المؤمنين عليه السّلام إلى أبي محمد الحسن بن علي عليه السّلام فقال: يا أبا محمّد، أجبه، فقال عليه السّلام: أما ما سألت عنه من أمر الانسان إذا نام اين تذهب روحه، فان روحه متعلقة بالريح والريح متعلقة بالهواء إلى وقت ما يتحرك صاحبها لليقظة، فان أذن الله برد تلك الروح على صاحبها جذبت تلك الروح الريح وجذبت تلك الريح الهواء فرجعت فسكنت في بدن صاحبها، وان لم يأذن الله عزّ وجل برد تلك الروح على صاحبها جذبت الهواء الريح فجذبت الريح الروح فلم ترد على صاحبها إلى وقت ما يبعث.
وأما ما ذكرت من أمر الذكر والنسيان، فان قلب الرجل في حق وعلى الحق طبق، فان صلى الرجل عند ذلك على محمّد وآل محمّد صلاةً تامةً انكشف ذلك الطبق على ذلك الحق فأضاء القلب وذكر الرجل ما كان نسي، وان لم يصل على محمّد وآل محمّد أو نقص من الصلاة عليهم، انطبق ذلك الطبق على ذلك الحق فأظلم القلب ونسي الرجل ما كان ذكره.
وأما ما ذكرت من أمر المولود الذي يشبه اعمامه وأخواله، فان الرجل إذا أتى أهله فجامعها بقلب ساكن وعروق هادئة وبدن غير مضطرب فأسكنت تلك النطفة جوف الرحم خرج الولد يشبه اباه وأمه، وان أتاها بقلب غير ساكن وعروق غير هادئة وبدن اضطراب اضطربت النطفة فوقعت في حال اضطرابها على بعض العروق، فان وقعت على عرق من عروق الأعمام، أشبه الولد أعمامه، وان وقعت على عرق من عروق الأخوال أشبه الولد أخواله.
فقال الرجل: اشهد أن لا اله إلاّ الله ولم أزل أشهد بها، وأشهد أن محمّداً رسول الله ولم أزل أشهد بذلك، وأشهد أنك وصيّ رسول الله، القائم بحجته، وأشار إلى أمير المؤمنين ولم أزل أشهد بها، واشهد أنك وصيه والقائم بحجته واشار إلى الحسن"([29])، وبذلك تكونت ابعاد شخصية المجتبى (عليه السلام) في اثناء مدة حياته التي عاشها مع جده وابيه امير المؤمنين(صلوات الله عليهم) ،فكانت تتصف بالإيمان، والحكمة، والقيادة الحقة ، فقد اصلح من خلالها المجتمع الإسلامي الذي كان يعاني من الاضطراب والتشتت بعد وفاة والده(عليه السلام).
المطلب الثاني: الامام المجتبى (عليه السلام) بوصفه مصلحًا:
يُعد الامام (صلوات الله عليه) الملهم للقادة والقدوة المثالية للمسلمين؛ بسبب عصمته، وزهده وتكامل شخصيته الانسانية، وحكمته وحنكته في إدارة شؤون العباد، فقد مثل الشخصية الإصلاحية والمنقذة التي تشخص المشكلة وتنتج لها حل دون تراجع بما يتوافق مع مصلحة الدين الإسلامي؛ لذلك نرى إن منهج الإصلاح الذي اتبعه الامام المجتبى (عليه السلام) هو منهاج شامل لإصلاح مفاصل المجتمع والدولة اخلاقيًا وسياسيًا وفق الشرائع السماوية وامتدادًا لما جاء به جده النبي محمد (صلى الله عليه واله)الذي وصفه القران الكريم بالإنسان الرؤوف والحريص على امته بقوله تعالى { لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم }"([30]).
وقد حقق سبط بيت النبوة العدالة من خلال إصلاحه الفارق الطبقي الذي كان البعض يشيعوه بين افراد المجتمع الاسلامي، اذ تعامل معهم على حد سواء، دون التفريق بينهم او التعامل معهم حسب لونهم او قوميتهم، وطبق بذلك قول الرسول (صلى الله عليه واله) في خطبة الوداع " يا أيها الناس إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا لأسود على أحمر، إلا بالتقوى، إن أكرمكم عند الله أتقاكم"([31]).
ونجد هنا إن الامام الحسن (عليه السلام) طبق مفاهيم الإصلاح من طريق المساواة والنصح والحكمة والتأني في اتخاذ القرارات التي تخص أمور الامة، إذ كان صلوات الله عليه الامتداد للإصلاح السماوي الذي انزل على نبي الرحمة (صلى الله عليه واله)، وعدالة ابيه امير المؤمنين (عليه السلام)، وقد اثبت ذلك بقوله: " أيها الناس إن الأمر الذي اختلفت فيه أنا ومعاوية إنما هو حق أتركه لإصلاح أمر الأمة"([32]) ،وهذا الاثبات يدل على إن ريحانة البتول وسبط ابيها ( صلوات الله عليهم) هو صاحب الفكر الإصلاحي الذي يريد أن يغير من أحوال الرعية، ولم يكن له مأرب أخرى عندما أراد تصحيح أفكار المجتمع، إذ لم يطلب بذلك السلطة او التحكم بأحوال الناس، على عكس الكثير ممن عاصروه في حياته او في وقتنا الحاضر الذين ينطبق عليهم قوله تعالى { إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ}([33]).
واراد الامام المجتبى الوصول إلى عدة اهداف من قيادته لمشروع الإصلاح وتلخص بالآتي:
إن الهدف الأول للأمام الحسن المجتبى من قيادة المجتمع هو احداث ثورة إصلاحية تبدأ من تنظيف المراكز العليا في الدولة نزولاً إلى الافراد، وانتهج بذلك أسلوبه الخاص الذي يتناسب مع حال المجتمع في ذلك الوقت.
كشف بحكمته زيف مدعين الإصلاح ومدى طغيانهم وتحمل من أجل ذلك الكثير، إذ يقول الشيخ جعفر السبحاني " إن الإمام الحسن (عليه السلام) قد تحمّل الكثير من الإشكاليات والشبهات التي كان يثيرها سطحيو التفكير المتهوّرون، فهمًا منه للواقع الذي عاش فيه أرضية الثورة بالتدريج وأعد الأذهان والرأي العام، وإذا ما تمهّدت الأرضية تماماً انطلق الحسين بن علي بثورة على مركز الفساد"([34]).
المطلب الثالث: التطبيقات الإصلاحية في حياة الامام:
إن الامام الحسن (عليه السلام) يُعد صاحب المنهج الإصلاحي الحقيقي والفكر الصحيح؛ لأن بصيرته كانت نافذة لإصلاح أحوال المجتمع الإسلامي إذ انطلق لتطبيق مفهوم الإصلاح بشكل عملي وبحسب ما نصته الشرائع الإسلامية.
بدأ سبط رسول الله (صلى الله عليه واله) مسيرته الإصلاحية منذ نعومة اضافره، وتجلى الإصلاح عنده في عدة صور وبحسب الاتي:
اصلاح الدين و الاخلاق: روي "أن الحسن والحسين(عليهما السلام) مرا على شيخ يتوضأ ولا يحسن، فأخذا في التنازع يقول كل واحد منهما: أنت لا تحسن الوضوء فقالا:
أيها الشيخ كن حكما بيننا يتوضأ كل واحد منا فتوضئا ثم قالا: أينا يحسن؟
قال: كلاكما تحسنان الوضوء ولكن هذا الشيخ الجاهل هو الذي لم يكن يحسن وقد تعلم الآن منكما وتاب على يديكما ببركتكما وشفقتكما على أمة جدكما"([35]). وبهذا يؤكد الامام الحسن (عليه السلام) على اصلاح المرء لدينه فإن ركز المسلم وحفظ تعاليم دينه والتزم بها، سيكون من الذين يحظون بمكانة عظيمة في الدنيا والاخرة، اما الدرس الاخر فهو اصلاح اخلاق المؤمن، فالإمام بهذه الطريقة أكد على حسن الخلق عند تقديم النصح من قبل المسلم لأخيه.
وفي باب اخر يُبين الامام (عليه السلام) إن اصلاح الانسان وهدايته تكون عن طريق الالتزام بتعاليم الدين وعدم مقابلة الاعتداء بالمثل، والاقتداء بأخلاق عترة الرسول، إذ روي: "إنّ شامياً رأى الإمام الحسن (عليه السلام) راكباً فجعل يلعنه، والإمام الحسن (عليه السلام) لا يردّ.
فلمّا فرغ أقبل الإمام (عليه السلام) عليه وضحك، وقال: أيّها الشيخ أظنّك غريباً ولعلّك شبّهت، فلو استعتبتنا أعتبناك، ولو سألتنا أعطيناك، ولو استرشدتنا أرشدناك، ولو استحملتنا حملناك، وإن كنت جائعاً أشبعناك، وإن كنت عرياناً كسوناك، وإن كنت محتاجاً أغنيناك، وإن كنت طريداً آويناك، وإن كان لك حاجة قضيناها لك، فلو حرّكت رحلك إلينا وكنت ضيفنا إلى وقت ارتحالك كان أعود عليك لأنّ لك موضعاً رحباً وجاهاً عريضاً ومالا كبيراً، فلمّا سمع الرجل كلامه بكى ثمّ قال: أشهد أنّك خليفة الله في أرضه، الله أعلم حيث يجعل رسالاته، كنت أنت وأبوك أبغض خلق إليّ والآن أنت أحبّ خلق الله إليّ، وحوّل رحله إليه وكان ضيفه إلى أن ارتحل وصار معتقداً لمحبّتهم"([36]).
أوضح الامام (عليه السلام) وحجته على ارضه إن اصلاح الفرد لا يكون عن طريق العنف (القتل، او الاعتداء بالألفاظ) بل الاعتماد على الحوار واستخلاص نتيجته لتكون عبرة وسببًا في اصلاح الشخص نفسه، ودرسًا للأجيال اللاحقة.
إصلاح الدولة وتمهيد لإقامة العدل الإلهي: اضطلع الامام ابي محمد الحسن (عليه السلام) الولاية على المؤمنين بعد استشهاد ابيه الامام علي ابن ابي طالب (صلوات الله عليه) ومبايعة الناس اليه، وهدف الامام إلى الاصلاح في امة جده (صلى الله عليه واله)، وبناء دولة العدل التي تحفظ للمسلمين حياتهم وكرامتهم، ودماؤهم، وأراد ايضًا المباشرة بإصلاحات مباشرة منها اجتماعية، وسياسية، واقتصادية، الامر الذي دعا الملعون معاوية إلى التربص ومراقبة الامام عن طريق من باع ذمته مقابل الدنيا؛ خوفًا من ابن أبي سفيان على الخلافة التي حلم بالحصول عليها، تقول الرواية " لما بلغ معاوية بن أبي سفيان وفاة أمير المؤمنين عليه السلام وبيعة الناس الحسن عليه السلام دس رجلا من حمير إلى الكوفة، ورجلا من بلقين إلى البصرة، ليكتبا إليه بالأخبار ويفسدا على الحسن عليه السلام الأمور. فعرف ذلك الحسن عليه السلام فأمر باستخراج الحميري من عند حجام بالكوفة فأخرج فأمر بضرب عنقه، وكتب إلى البصرة فاستخرج القيني من بني سليم وضربت عنقه".([37]) وكان هذا الامر لابد منه كونه قرار من الامام المعصوم والمنصب من قبل الله تعالى، واراد بذلك وضع الأسس الثابتة لاتباعه من قبل الناس واعلامهم بانه القادر على تقدير الموقف.
كانت رؤية ابن ريحانة الزهراء (عليهما السلام) لإدارة شؤون دولته، رؤية سديدة تتضمن خطًا واضحًا للعدالة والإصلاح، إذ ركز على رعاية حقوق الله وحقوق الناس عامة، وأصلح ذلك في مدة قصيرة، وكان يرى بان ان الإصلاح السياسي هو مخافة الله تعالى من طريق تطبيق مفاهيم الدين وتوجيه المجتمع على أداء واجباتهم تجاه دينهم والاخرين، وأوضح ذلك بقوله (عليه السلام)" هي أن تراعي حقوق الله، وحقوق الأحياء، وحقوق الأموات. فأما حقوق الله، فأداء ما طلب، والاجتناب عما نهى. وأما حقوق الإحياء، فهي أن تقوم بواجبك نحو إخوانك، ولا تتأخر عن خدمة أمتك، وأن تخلص لولي الأمر ما أخلص لأمته، وأن ترفع عقيرتك في وجهه إذا حاد عن الطريق السوي. وأما حقوق الأموات، فهي أن تذكر خيراتهم، وتتغاضى عن مساوئهم، فإن لهم رباً يحاسبهم" ([38]). وقد عكس بهذا القول مدى التصرف الحكيم من قبل الامام (عليه السلام)، إذ أوضح من خلالها اهم الطرق واقصرها للناس عامة ليصلحوا من أنفسهم تجاه الله تعالى، وتجاه امامهم المعصوم، واتباع توجيهاته الإصلاحية وتنفيذها دون تراجع.
واستنتاجًا لذلك: تميز الامام الحسن (عليه السلام) بشخصية إنسانية متكاملة، إذ أسهم في خلق الوعي وسط المجتمع الإسلامي الذي عانى من التشتت لمدة طويلة، وأعطى العالم اجمع دروسًا في الإصلاح دون الاستعانة بالقوة، واخذ الارشاد والتوجيه منهجاً واسلوبًا اصلاحيًا له في اثناء فترة هبوط الروح الايمانية لدى المسلمين؛ لذلك أثرت وبشكل مباشر في نفوس المسلمين وعلى مر العصور، فقد اثرت الإصلاحات في بناء شخصية الانسان المسلم فكريًا، ودينيًا، واخلاقيًا.
الخاتمة:
وفي ختام البحث، توصلنا إلى نتائج عدة:
أن مصطلح الإصلاح يدل على إصلاح النفس المسيئة، وهذا ما تناوله أصحاب المعاجم اللغوية والكتب الاجتماعية.
أولى الدين الإسلامي أهمية كبرى للإصلاح فقد ذكر في القران الكريم، وتناول كافة المجالات التي توجه الانسان أن يصلح نفسه او مجتمعه.
استخدام الامام الحسن (عليه السلام) المنهج الإصلاحي الموضوع في كتاب الله تعالى الذي أنزل على جده (صلى الله عليه واله)، واراد من طريقه اصلاح التشتت الذي حصل في المجتمع الإسلامي.
اتخذ سيد شباب اهل الجنة الوعظ والإرشاد طريقةً للثورة الإصلاحية؛ ليكشف للمجتمع زيف مدعين الإصلاح الذين يبتغون السلطة لغايات دنيوية.
توجيه المجتمع الإسلامي للرجوع إلى طريق الهداية، عن طريق الخطب البليغة والدروس التي قدمها الامام المجتبى (عليه السلام)، بعد "تنازله عن الخلافة الحقة إلى أتعس خلق الله (معاوية ابن ابي سفيان) حقنًا لدماء المسلمين".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر:
القرآن الكريم
ابن السكيت، اصلاح المنطق، شرح وتحقيق: احمد محمد شاكر وعبد السلام محمد هارون، دار المعارف، مصر.
ابي الحسن علي بن عيسى الإربلي، كشف الغمة في معرفة الأئمة، دار التعارف، بيروت، 2012.
ابي جعفر محمد بن علي بن شهر اشوب، مناقب آل أبي طالب(ع)، تحقيق: د. يوسف البقاعي، دار الأضواء.
احمد بن فارس بن زكريا، معجم مقاييس اللغة، تحقيق: عبد السلام محمد هارون، مكتب الإعلام الإسلامي.
باقر شريف القرشي، حياة الامام الحسن دراسة وتحليل، دار البلاغة.
جعفر السبحاني، سيرة الائمة، دار المؤرخ العربي، بيروت.
السيد محسن الأمين، أعيان الشيعة، دار التعارف للمطبوعات، بيروت.
السيد محسن الأمين، أعيان الشيعة، دار المعارف للمطبوعات.
السيد محمد مرتضى الحسيني الزبيدي، تاج العروس من جواهر القاموس، تحقيق: الدكتور حسين نصار، مطبعة حكومة الكويت، الكويت.
السيد مصطفى الموسوي، الروائع المختارة من خطب الإمام الحسن (ع)، دار ومكتبة الهلال.
الشيخ أبو جعفر محمد بن يعقوب الكليني، الكافي، تحقيق، قسم احياء التراث مركز بحوث دار الحديث.
الشيخ الصدوق، من لا يحضره الفقيه، تحقيق: علي أكبر الغفاري، مؤسسة النشر الإسلامي، إيران، ط2.
الشيخ العلامة ابي منصور احمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي، الاحتجاج، منشورات الشريف الرضي.
الشيخ المفيد، الارشاد، مؤسسة ال البيت لأحياء التراث.
عبد الاله بلقزيز، الخطاب الإصلاحي في المغرب، دار المنتخب، بيروت.
العلامة ابي الفضل جمال الدين محمد بن مكرم بن منظور، لسان العرب، دار صادر، بيروت.
العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي، بحار الانوار، دار التعارف للمطبوعات.
محمد الريشهري، ميزان الحكمة، دار احياء التراث العربي، بيروت.
محمد الطاهر بن عاشور، تفسير التحرير والتنوير، دار التونسية للنشر، تونس.
محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر بن عاشور التونسي، التحرير والتنوير، الدار التونسية للنشر، تونس.
محمد الفقيه، اخلاقيات من وحي القران، دار المحجة البيضاء للطباعة والنشر والتوزيع، بغداد، ط1.
محمد بن طلحة الشافعي، مطالب السؤول في مناقب آل الرسول (ع)، مؤسسة البلاغ.
[1] - ابن السكيت، اصلاح المنطق، شرح وتحقيق: احمد محمد شاكر وعبد السلام محمد هارون، دار المعارف، مصر، ص40.
[2]- العلامة ابي الفضل جمال الدين محمد بن مكرم بن منظور، لسان العرب، دار صادر، بيروت، ج2، ص 516.
3- السيد محمد مرتضى الحسيني الزبيدي، تاج العروس من جواهر القاموس، تحقيق: الدكتور حسين نصار، مطبعة حكومة الكويت، الكويت، ج6، ص547.
4- احمد بن فارس بن زكريا، معجم مقاييس اللغة، تحقيق: عبد السلام محمد هارون، مكتب الإعلام الإسلامي، ج3، ص 303.
محمد الطاهر بن عاشور، تفسير التحرير والتنوير، دار التونسية للنشر، تونس، ط1، ج2، ص355.
عبد الاله بلقزيز، الخطاب الإصلاحي في المغرب، دار المنتخب، بيروت، ط1، ص15.
محمد الفقيه، اخلاقيات من وحي القران، دار المحجة البيضاء للطباعة والنشر والتوزيع، بغداد، ط1، ص 31.
الشيخ أبو جعفر محمد بن يعقوب الكليني، الكافي، تحقيق، قسم احياء التراث مركز بحوث دار الحديث، ج2، ص209.
السيد محمد علي الحسيني، معرفة الاخلاق الإسلامية، دار المحجة البيضاء، ط1، ص46.
سورة الأنعام، الآية 54.
الدكتور احمد الشرباصي، موسوعة اخلاق القران الكريم، دار الرائد العربية، بيروت، ط1، ص52.
الشيخ محمد شقير، الإصلاح الديني في الثورة الحسينية، دار المودة للترجمة والتحقيق والنشر، لبنان، ط1، ص25.
[13] - سورة هود، الآية 88.
[14] - سورة لقمان، الآية 17.
[15] - سورة الاعراف، الآية 142.
[16] - سورة الحديد، الآية 25.
[17] - سورة الحجرات، الآية 10.
[18] - سورة الانفال، الآية 1.
[19] - محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر بن عاشور التونسي، التحرير والتنوير، الدار التونسية للنشر، تونس، ج6، ص72.
[20] -باقر شريف القرشي، حياة الامام الحسن دراسة وتحليل، دار البلاغة، ج1، ص31.
[21] -سورة ال عمران، الاية103.
[22] - الشيخ الصدوق، من لا يحضره الفقيه، تحقيق: علي أكبر الغفاري، مؤسسة النشر الإسلامي، إيران، ط2، ج3 , ص249.
[23] - سورة النور، الآية 36.
[24] - السيد محسن الأمين، أعيان الشيعة، دار التعارف للمطبوعات، بيروت، ج2، ص364.
[25] - ابي الحسن علي بن عيسى الإربلي، كشف الغمة في معرفة الأئمة، دار التعارف، بيروت، 2012، ج2، ص185.
[26] - العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي، بحار الانوار، دار التعارف للمطبوعات، ج 43، ص 241.
[27] - سورة الأنبياء، الآية 107.
[28] - محمد بن طلحة الشافعي، مطالب السؤول في مناقب آل الرسول (ع)، مؤسسة البلاغ، ص338.
[29] - الشيخ العلامة ابي منصور احمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي، الاحتجاج، منشورات الشريف الرضي، ج1، ص266.
[30] -سورة التوبة، الآية 128.
[31] - محمد الريشهري، ميزان الحكمة، دار احياء التراث العربي، بيروت، ج 4، ص٣٦٢٩.
[32] - السيد محسن الأمين، أعيان الشيعة، دار المعارف للمطبوعات، ج ١، ص ٥٧٠.
[33] - سورة البقرة، الآية11.
[34] - جعفر السبحاني، سيرة الائمة، دار المؤرخ العربي، بيروت، ص 112.
[35] - السيد محمد مهدي الصدر، أخلاق أهل البيت (ع)، ص16.
[36] - ابي جعفر محمد بن علي بن شهر اشوب، مناقب آل أبي طالب(ع)، تحقيق: د. يوسف البقاعي، دار الأضواء، ج 4، ص 19.
[37] - الشيخ المفيد، الارشاد، مؤسسة ال البيت لأحياء التراث، ج2، ص 9.
[38] - السيد مصطفى الموسوي، الروائع المختارة من خطب الإمام الحسن (ع)، دار ومكتبة الهلال، ص118.
..................
انتهى / 232
تعليقك