وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــ قبل عامين من الان وفي خضم اشتداد الحرب والازمة الاوكرانية والاصطفافات الدولية بشأنها، أكد قائد الثورة الاسلامية سماحة الامام السيد علي الخامنئي ان «دعم القوى الغربية للدول والحكومات التابعة لها هو سراب بعينه»، واليوم أصبحت صحة هذه الكلمات أكثر وضوحًا.
«ان دعم القوى الغربية للدول والحكومات التابعة لها هو سراب، وليس حقيقة؛ يجب أن تعرف جميع الحكومات ذلك.» هذا جزء من كلمات قائد الثورة الاسلامية، في الاول من مارس 2023 ، واليوم مرت سنتان كاملتان على ذلك التنبؤ.
في الأيام الأولى من حرب أوكرانيا، تناول سماحة قائد الثورة الإسلامية جذور هذه الأزمة بتحليل استراتيجي، مؤكدًا أن أوكرانيا أصبحت ضحية لسياسة الولايات المتحدة في خلق الأزمات.
وأشار إلى أن تدخل الولايات المتحدة في الشؤون الداخلية لأوكرانيا، ودعم الانقلابات الناعمة والاحتجاجات الملونة، كان من الأسباب الرئيسية لهذه الأزمة.
وحذر قائد الثورة أيضًا من أن القوى الكبرى والقوى الشريرة الدولية تقف وراء جميع الحروب، وهي التي تشعل نيران الحرب في مختلف أنحاء العالم لتحقيق مصالحها.
إهانة ترامب لزيلينسكي؛ رمز النهج الأدواتي للغرب
الإهانة التي وجهها ترامب لزيلينسكي يوم امس الجمعة، هي مثال على هذا النهج الأدواتي للغرب تجاه الحكومات التابعة. فخلال أول لقاء بين زيلينسكي وترامب في البيت الأبيض، لم يرفض ترامب فقط التوقيع على اتفاقية اقتصادية مهمة مع أوكرانيا، بل قال لزيلينسكي بتهديد: «أنت على أعتاب الحرب العالمية الثالثة، ويجب أن تشكرنا.» كما أعلن ترامب في بيان رسمي بعد هذا اللقاء أن «الصفقة قد ألغيت لأن زيلينسكي ليس مستعدًا للسلام، وأمريكا لن تكون غبية.» هذا التعامل المهين أظهر أنه حتى رئيس دولة حليفة لأمريكا لن يكون له مكانة إذا لم يتبع سياسات واشنطن بشكل كامل.
أزمة أوكرانيا التآكلية واستغلال أميركا لها
مع مرور الوقت، أصبحت صحة هذا التحليل لقائد الثورة الاسلامية أكثر وضوحًا. الدعم غير المشروط من أميركا وحلف الناتو لأوكرانيا لم ينقذها من الأزمة، بل حولها إلى ساحة حرب تآكلية. أميركا، وباعتبارها أكبر مورد للأسلحة لكييف، تجني أكبر الفوائد من هذه الحرب، بينما يعاني الشعب الأوكراني من أزمات اقتصادية واجتماعية وأمنية.
في الوقت نفسه، أظهرت تعاملات الدول الغربية، وخاصة حكومة الولايات المتحدة، مع زيلينسكي أن دعمهم مؤقت وقائم على مصالحهم. تقارير حديثة تشير إلى أن دونالد ترامب، الرئيس الأميركي، خلال لقائه مع زيلينسكي، لم يضغط عليه فقط للسلام مع روسيا، بل ألغى أيضًا اتفاقية تعدين بين البلدين بسبب خلاف مع زيلينسكي. هذا الموقف أظهر مرة أخرى أن نظرة الغرب للحكومات التابعة هي نظرة أدواتية وغير موثوقة.
كما أكد سماحة قائد الثورة الإسلامية على أن الشعب إذا لم يكن داعمًا لحكومته، فإن تلك الحكومة ستنهار أمام الأزمات. وتجربة حرب أوكرانيا أكدت هذه الحقيقة؛ حيث لم يتمكن زيلينسكي من جذب دعم شعبي كافٍ لمواجهة روسيا، وواجهت أجزاء مختلفة من البلاد أزمات متعددة. هذا الوضع يشبه إلى حد كبير ما حدث في العراق خلال عهد صدام، حيث لم يكن الشعب مستعدًا للدفاع عن حكومة عميلة في الاساس لأميركا.
ثبوت رؤي سماحة الامام الخامنئي ازاء اوكرانيا
كل هذه الأدلة تظهر أن تحليل قائد الثورة الاسلاميو سماحة الامام الخامنئي حول أزمة أوكرانيا كان منذ البداية قائمًا على فهم عميق لمعادلات القوة العالمية. فالدول الغربية بدلًا من تقديم مساعدة حقيقية للشعوب، تستخدمها كأدوات لتعزيز مصالحها، وتتركها في اللحظات الحرجة. وان تجربة أفغانستان وأوكرانيا، وحتى التعامل الأخير لترامب مع زيلينسكي، هي شهادة أخرى على هذه الحقيقة.
..................
انتهى / 232
تعليقك