وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــ قال القائد الفعلي لسوريا أحمد الشرع "الجولاني سابقا والذي يحمل خلفيات تنظيم القاعدة الارهابية" يوم السبت إن: إسرائيل تستخدم ذرائع واهية لتبرير هجماتها على سوريا. لكنه أوضح أنه ليس معنيا بالدخول في صراعات جديدة حيث تركز البلاد على إعادة البناء بعد حكم الرئيس السابق بشار الأسد.
ويقود الشرع، المعروف بأبو محمد الجولاني، جماعة هيئة تحرير الشام التي كانت تتلقى دعما عسكريا وسياسيا من تركيا قادت حربا أطاحت بنظام الأسد من السلطة الأسبوع الماضي.
وعقب الإطاحة بالأسد دخلت دولة الاحتلال الصهيونية منطقة منزوعة السلاح داخل سوريا تم إنشاؤها بعد حرب 1973، وسيطرت قواتها على الجانب السوري من جبل الشيخ الاستراتيجي المطل على دمشق حيث استولت على موقع عسكري سوري لا يوجد فيه أحد.
ونفذت دولة الاحتلال مئات الضربات على مخزونات الأسلحة الاستراتيجية السورية. لتحقيق من خلالها استهداف إيران.
وأكتفت دول عربية منها السعودية والإمارات والأردن بالإدانة طالمات زعمت انها تدعو الى وحدة أراضي سوريا ما أسمته استيلاء إسرائيل على منطقة عازلة في هضبة الجولان.
وقال الشرع في حديث نشره موقع تلفزيون سوريا الإلكتروني المؤيد للمعارضة إن “الحجج الإسرائيلية باتت واهية ولا تبرر تجاوزاتها الأخيرة”، مشيرا إلى أن الإسرائيليين “تجاوزوا خطوط الاشتباك في سوريا بشكل واضح، مما يهدد بتصعيد غير مبرر في المنطقة”.
وأضاف أن الأولوية في هذه المرحلة هي إعادة البناء والاستقرار، وليس الانجرار إلى نزاعات قد تؤدي إلى مزيد من الدمار.
وأكد أن الحلول الدبلوماسية هي السبيل الوحيد لضمان الأمن والاستقرار “بعيدا عن أي مغامرات عسكرية غير محسوبة”.
في وقت تخوض دولة الاحتلال الصهيونية عدوانا عسكريا على غزة وقبله على لبنان دون أن تجلس على طاولة المفاوضات لوقف حربها على المدنيين غالبيتهم من الاطفال والنساء في غزة. ولا تعرف إلا لغة القوة .
وفيما يتعلق بروسيا التي جاءت الى سوريا بطلب رسمي من الحكومة السورية في دمشق، قال الشرع إن علاقاتها مع سوريا يجب أن تخدم المصالح المشتركة.
وتحدّث عن طبيعة الحكم القادم في سوريا انه سيتضمن إجراء انتخابات، مؤكدا أن وزارة الدفاع ستقوم بحل جميع الفصائل المسلحة في المرحلة المقبلة.
وأضاف الشرع أنه ستشكل لجان ومجالس معنية بإعادة دراسة الدستور، وأن شكل السلطة متروك لقرارات الخبراء والقانونيين والشعب السوري، كما أن الكفاءة والقدرة سيكونان أساس التقييم في الدولة القادمة.
وبشأن الفصائل المسلحة، قال الشرع إن وزارة الدفاع في الحكومة الانتقالية ستقوم بحلها ولن يكون هناك سلاح خارج سلطة الدولة السورية.
وعند حديثه عن مكونات المجتمع السوري، قال إن الإدارة الجديدة لديها "علاقات مع المسيحيين والدروز وهم قاتلوا معنا ضمن إدارة العمليات العسكرية"، مشيرا في ذات السياق إلى أن هناك فرقا بين المجتمع الكردي وبين ما سماه تنظيم "بي كي كي" في إشارة إلى حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره أنقرة جماعة ارهابية.
ولم يكشف عن موقف إدارة العمليات العسكرية التي يترأسها الجولاني تجاه الطائفة الشيعية والعلوية السورية، وماذا سيكون مصير هذين الطائفتين المسلمتين في ظل سلطتها الفعلية ؟
مما يفتح بابا مفتوحا في التعامل مع هاتين الطائفتين بصورة مختلفة على أساس طائفي مبني على "أيديولوجية" التطرف التي حملها "أحمد الشرع" "الجولاني" سابقا .
ومن الواضح ان الجولاني أطلق خطابات بعد الاستيلاء على العاصمة "دمشق" وردية تتسم بالوطنية وعدم التمييز بين الطوائف وان سوريا للجميع؛ إلا أنه قد تكون في بديات حكمه حتى تترسخ سلطاته في الحكم، عندئذ يتخذ اسلوبا مغايرا مع الطائفة الشيعية والعلوية، خاصة ان الجولاني كان يتزعم جماعة "هيئة تحرير الشام" التي تستلهم من القاعدة أفكار ارهابية متطرفة والتي لها سجل حافل بمجازر قتل استهدفت الشيعة في وقت سابق على أساس مذهبي طائفي.
وفي جانب آخر من حديثه أوضح القائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع أن الحكومة الانتقالية تتواصل مع سفارات غربية وتجري نقاشا مع بريطانيا لإعادة تمثيلها في دمشق، مؤكدا أنه "ليست لدينا عداوات مع المجتمع الإيراني".
وأضاف الشرع أن الإدارة السورية الجديدة أعطت روسيا فرصة لإعادة النظر في علاقتها مع الشعب السوري، كما أنها تجري نقاشا مع بريطانيا لإعادة تمثيلها في دمشق.
ولم يتحدث الشرع عن مصير حقول النفط السورية التي يسيطر عليها الأكراد بعد سقوط الأسد، وكان حزب البعث قد منع الشركات الأجنبية من الحصول على تراخيص للاستكشاف والاستثمار.
وتبلغ احتياطات النفط في سوريا وفقاً لإحصائيات عام 2016 حوالي 2.5 مليار برميل، مما يجعلها في المرتبة 31 بين الدول التي تمتلك موارد نفطية.
وتتركز احتياطات النفط والغاز في سوريا بشكل رئيسي في الجزء الشرقي، في محافظة دير الزور بالقرب من الحدود مع العراق وعلى طول نهر الفرات، بالإضافة إلى وجود عدد من الحقول الصغيرة في وسط البلاد. في محافظة الحسكة، تُعد حقول رميلان، سودية، وكراشوك الحقول الرئيسية لإنتاج النفط والغاز. كما يوجد في هذه المنطقة 1322 بئراً نفطياً و25 بئراً غازياً.
ويسيطر الأكراد على معظم الموارد النفطية في دير الزور والحسكة، ويستخدمونها لتلبية احتياجات المناطق الخاضعة لهم.
يُعتبر النفط في المناطق الخاضعة لسيطرة الأكراد مفتاح الحياة اليومية، حيث تحتوي هذه المناطق على نحو 1500 مصفاة تقليدية.
ومع ذلك، فإن هذه الموارد تعاني من مشكلات أبرزها الانفجارات المتكررة التي تستهدف خطوط أنابيب النفط والغاز، مما يعزز من دور شاحنات نقل النفط في هذه المناطق.
إلى جانب الأكراد، تُعد الولايات المتحدة اللاعب الأهم في الحقول النفطية السورية. فمنذ عام 2015، وسّعت واشنطن نفوذها على المناطق النفطية بذريعة محاربة داعش الارهابي ضمن إطار التحالف الدولي.
وظهرت أهمية الحقول النفطية السورية بالنسبة للولايات المتحدة جليًا من خلال تصريحات الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي قال إن سبب وجود القوات الأمريكية في سوريا هو "تأمين النفط".
وقامت واشنطن بتسليم السيطرة على الحقول النفطية لقوات سوريا الديمقراطية كوسيلة لضمان استمرار نفوذها عليهم.
وقبل سقوط نظام الأسد، كان الحد من نفوذ روسيا يمثل أولوية أساسية للولايات المتحدة. على سبيل المثال، في عام 2018، عندما هاجمت قوات فاغنر المدعومة من روسيا منشآت الغاز في "كونيكو" بدير الزور، واجهت هجومًا جويًا أمريكيًا عنيفًا. وبعد توقيع روسيا اتفاقية لمدة 25 عامًا مع حكومة الأسد للتنقيب عن الغاز في سواحل البحر المتوسط، حاولت الولايات المتحدة تعزيز موقفها في المنطقة من خلال السيطرة على الحقول النفطية السورية. في الواقع، يُعد التواجد الروسي في المنطقة وإنشاء قواعد عسكرية في البحر المتوسط أحد الأسباب الرئيسية التي دفعت الولايات المتحدة إلى استمرار وجودها في سوريا.
وتُعتبر مسألة السيطرة على آبار النفط في المناطق الشمالية والوسطى من سوريا ذات أهمية كبيرة في المستقبل. مع سقوط حكومة بشار الأسد ويُتوقع أن يكون المحور الأمريكي–الكردي وتركيا أبرز اللاعبين الرئيسيين في هذا المجال.
بعبارة أخرى، تشير التوقعات في ظل التحولات الداخلية في سوريا إلى تعزيز قوة ونفوذ قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة، التي تسيطر حاليًا على 80% من الحقول النفطية في سوريا.
صرّح وارن مونه، المحلل في مجال النفط، في مقابلة مع مجلة "فوربس"، أن الدعم الأمريكي سيؤدي إلى زيادة جهود قوات سوريا الديمقراطية للسيطرة المستمرة على آبار النفط.
فيما يتعلق باستمرار وجود الولايات المتحدة في هذه المناطق، توجد رؤيتان. الرؤية الأولى، كما يرى مونه، تتوقع أن تُبقي الولايات المتحدة على وجودها العسكري بهدف الاستفادة المستمرة من النفط السوري.
الرؤية الثانية ترى أن توجهات إدارة ترامب في الانسحاب من سوريا قد تظل ثابتة، مما يُضعف الحافز الأمريكي لدعم الأكراد. وكان ترامب قد هدد بالانسحاب من سوريا في عام 2019، لكنه في النهاية قرر الإبقاء على بعض القوات بشرط حماية صادرات النفط السوري.
أما تركيا، فهي لاعب آخر بارز، خاصة لدعمها "هيئة تحرير الشام" الذي يتزعمها "الجولاني" "أحمد الشرع"، مما يزيد من احتمال سعيها للسيطرة على آبار النفط السورية.
من جهة أخرى، تُعد أنقرة أحد أبرز معارضي المجموعات الكردية السورية، وخصوصًا قوات سوريا الديمقراطية. وقد استُخدمت هذه المعارضة كذريعة للتدخل التركي في سوريا. لذا، قد تسعى تركيا لاستغلال الظروف الجديدة في سوريا لمحاولة السيطرة على الحقول النفطية في المناطق الكردية.
الأمر الأكثر تعقيدًا هو احتمال توصل تركيا إلى تفاهمات مع المجموعات الموجودة في المناطق الغنية بالنفط، مثل عفرين، مما قد يزيد من التوترات حول حقول النفط في دير الزور والحسكة. الأهم من ذلك، أن تعاون قوات سوريا الديمقراطية مع "هيئة تحرير الشام" في إسقاط حكومة الأسد يُضيف مزيدًا من التعقيد لهذه المسألة.
إن الظروف المتشابكة، لا سيما العلاقة بين المجموعات الكردية في شمال سوريا، والحضور المباشر للولايات المتحدة ودورها الداعم لهذه المجموعات، إضافة إلى وجود تركيا كداعم رئيسي لـ"هيئة تحرير الشام" التي لعبت دورًا محوريًا في إسقاط حكومة الأسد، تشير إلى أن السيطرة على موارد الطاقة سيكون لها تأثير كبير على التوازن الجيوسياسي بين اللاعبين الحاليين في سوريا.
.....................
انتهى / 323
الجولاني يمتنع عن الحديث بشأن الشيعة والعلويين ولم يعلن عن مصير النفط السوري الذي يسيطر عليه الأكراد
تحدّث القائد الفعلي لسوريا "الجولاني" أحمد الشرع عن مواقف تنظيمه حول طوائف تعيش في سوريا والموقف الرسمي من الدول وانتهاكات دولة الاحتلال الإسرائيلي، فيما امتنع عن الحديث عن الطائفة الشيعية والعلوية في البلاد.
١٥ ديسمبر ٢٠٢٤ - ٠٧:٤٦
رمز الخبر: 1513794