وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ أصدر الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) بيانا عزّى فيه برحيل آية الله الحاج الشيخ "محمد علي التسخيري" أحد أبرز علماء العالم الإسلام والتشيع.
وفيما يلي نص بيان تعزية آية الله "رضا رمضاني":
بسم الله الرحمن الرحيم
الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ ۗ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ حَسِيبا (سوره الأحزاب، الآية 33)
لقد خسر العالم الإسلامي والتشيع أحد الأركان القويمة للفقاهة والبصيرة والوحدة، وذلك برحيل العالم المجاهد والفقيه المثابر سماحة آية الله الحاج الشيخ محمد علي التسخيري (ره).
إن هذا الرجل الجليل والخلوق ترك تاريخا طويلا من الجهاد والصبر، سواء عندما كان يناضل النظام البعثي حيث تحمل ما تحمل من عناء التعذيب والسجن، وسواء عندما هاجر إلى قم في الفترة التي مرّ بها في زمن الاضطهاد البلهوي من خلال نشاطاته الثقافية والثورية، وسواء في العقود الأخيرة خلال تحقيق المبادئ التقريبية للشريعية الإسلامية حيث تحمل همزات العدو ولمزات الصديق بكل رحب وسعة، ولم يخش رحمه الله خلال هذه السنوات الصعبة والدرب الوعر إلا الله تعالى، وقد بذل قصارى جهده حتى أيامه الأخيرة من عمره من أجل تبيلغ مهمته.
وكان الفقيد منذ تأسيس المجمع العالمي لأهل البيت (علهيم السلام) أمينه العام لهذة المنظمة المباركة، وذلك من سنة 1990 حتى سنة 1998 للميلاد، كما أنه قدم الخدمات للشيعة حتى آخر عمره كعضو في الهيئة العليا للمجمع العالمي لأهل البيت (ع).
وله أيضا مشاركات فعالة في الجمعيات الإسلامية العالمية ـ مع ما كان يعانيه من مشاكل صحية في السنوات الأخيرة من عمره ــ في دفاعه المستمر من مدرسة أهل البيت (ع) والثورة الإسلامية، ووحدة أبناء الأمة، فكانت هذه النشاطات لامعة ومؤثرة لدرجة أصبح الشباب يغبطونه عليها.
وإن هذا العالم الجليل، فضلا عن مساعيه للتقريب بين علماء مختلف الفرق الإسلامية، سجل نجاحا باهرا في مجال الحوار بين الأديان كما أنه كان محل ثقة العلماء وقادة الديانات في الشرق والغرب، وبناء عليه، كان يعد رحمة الله عليه من رجال الدين "العالم بزمانه" و"مبلغا منطقع النظير"، ولا شك فإنه كان "لسان الإسلام والتشيع الناطق" في العصر الحاضر.
وفضلا عن مشاركته وعضويته في المنظمات الدولية كـ: (مجمع الفقه الإسلامي ومنظمة المؤتمر الإسلامي) قدم أيضا خدمات كثيرة في داخل إيران من خلال نشاطه في وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي، وجمعية علماء الدين المجاهدين، ومنظمة التبليغ الإسلامي، ومنظمة الثقاقة والمواصلات الإسلامية، والمجمع التقريب بين المذاهب الإسلامية، ومجلس خبراء القيادة، فإنها سجلت صفحة مضيئة من حياته الطيبة.
كما أنه رحمه الله قدّم آثارا علمية (وذلك بقلمه الأدبي)، وتراثا ثقافيا (شد انتباه مثقفي الفريقين) وترك مؤسسات (كانت منبعا للخيرات والبركات في الأمة الإسلامية خاصة يتامى آل محمد (ص))، وستبقى باقيات صالحات قيمة له.
إذ أقدم التعازي أصالة عن نفسي ونيابة عن جميع أعضاء المجمع العالمي لأهل البيت (ع) بهذه الثلمة التي لن تنجبر إلى بقية الله الأعظم (أرواحنا له الفداء) وقائد الثورة الإسلامية المعظم، ومراجع التقليد العظام، والحوزات العلمية في قم والنجف، وعامة أتباع أهل البيت (ع) في جميع أرجاء العالم، وتلامذته ومحبيه وأقاربه، خاصة أخوته الكرام، سائلا العلي القدير أن يتغمد هذا الفقيد بواسع رحمته، وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان.
على أمل أن يجعل الطلاب وفضلاء الشباب نصب عينيهم ــ خاصة من له رغبة إلى النشاطات عبر الحدود الجغرافية ــ سيرة ونهجه كـ "أسوة شاملة لرجل دين موّفق وناجح في الساحة الدولية".
الذينَ تَتَوَفَّاهُمُ الملائکةُ طَيِّبِينَ يَقولونَ سلامٌ عليكُمُ ادخُلُوا الجَنَّةَ بما كُنتُم تَعمَلون؛
وإنا لله وإنا إلَيهِ راجِعون
رضا رمضاني
الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع)
28 ذي الحجة 1441 هـ
........
انتهى/ 278