وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : خاص ابنا
الاثنين

٣٠ سبتمبر ٢٠١٣

٨:٣٠:٠٠ م
468458

حقیقة مصحف الإمام علي (ع) عند الفریقین(2)

المدخل[القسم الثاني](تکملة القسم الثاني)

من مؤلفات الشیخ عبدالله علي أحمد الدقاق ، باحث اسلامي وعضو الجمعیة العامة للمجمع العالمي لأهل البیت(ع).

الرابع- الجفر:

تشير الروايات(44) الى وجود الجفر عند الائمة(45)، فقد جاء في رواية أبي عبيدة (سأل أبا عبدالله(ع) بعض أصحابنا عن الجفر فقال(ع): هو جلد ثور مملوء علماً)(46)، لكن بعد التأمل يظهر أن الروايات تحدثت عن أربعة جفار عند الأئمة(ع) (47) وهي:

1- كتاب الجفر: تفيد الروايات، أن النبي(ص) كان قد أملى محتواه، وكان علي(ع) يكتب ما يمليه رسول الإنسانية، وكان الاملاء والكتابة قد حصلا في أواخر حياة الرسول الأعظم(ص)، وكان الجفر يشتمل على علم المنايا والبلايا والرزايا، وعلم ماكان وما يكون إلى يوم القيامة، فهو يغاير كتاب علي(ع) (الجامعة)، لأنه كتاب الاحكام والحلال والحرام، ويغاير مصحف فاطمة(س)؛ لأنه كان بإملاء الملك، والجفر كان بإملاء النبي(ص).

2- الجفر الأبيض: وهو وعاء جلد شاة يحتوي على كتب مقدسة وهي:

أ-زبور داود.          ب- توراة موسى.

ج- إنجيل عيسى.            د- صحف إبراهيم.

هـ كتب الله الاولى(لعل المراد كتب الانبياء السابقين).

و- مصحف فاطمة(س).

ولعل كتاب علي(ع) (الجامعة) أحد الصحائف الموجودة في الجفر الأبيض(48).

3- الجفر الأحمر: وهو وعاء من جلد شاة يحتوي على سلاح رسول الله(ص).

4- جلد الثور: وهو وعاء كبير يحتوي على الجفرين الأبيض والأحمر(49).

وبملاحظة ما ذكرنا أعلاه يتجلى الفارق بين الجفر ومصحف الإمام علي(ع) فيما يلي:

أ- المصحف العلوي جمع للقرآن الكريم، بخلاف الجفر فقد تضمّن أموراً كثيرة.

ب- المصحف العلوي قد جُمِعَ بعد وفاة النبي(ص) بوصية منه-كما سيتضح من خلال البحث- بخلاف الجفر، فكل من المصحف وكتاب الجفر كان بإملاء النبي(ص) وخط علي(ع)، وهذا ما قد يوجب خلط البعض بينهما، إلا أن جمع المصحف بين دفتين كان بوصيُة من النبي(ص)، وهذا ما لم يذكر في حق الجفر.

الخامس- مصاحف الصحابة والتابعين وأمهات المؤمنين:

ذكر الباحثون في علوم القرآن(50) عدة مصاحف، وهي عبارة عن مدونات بعض الأفراد للقرآن الكريم، ويمكن تقسيمها إلى ثلاثة أقسام كما يلي:

أ- مصاحف الصحابة: وقد نسبت بعض المصاحف إلى كل من:

1- أبوبكربن أبي قحافة.      2- عمر بن الخطاب.

3- عثمان بن عفان.                      4- أبي بن كعب.

5- عبدالله بن مسعود.       6- عبدالله بن عباس.

7- عبدالله بن عمر.                       8- عبدالله بن الزبير.

9- عبدالله بن عمرو بن العاص.

10- مصحف علي بن أبي طالب، وهو محل بحثنا، وهو أسبقها.

ب- مصاحف أمهات المؤمنين: وقد نسبت بعض المصاحف إلى كل من:

1- عائشة بنت أبي بكر.    2- حفصة بنت عمر.          3- أم سلمة.

ج- مصاحف التابعين: نُسِبَ (51) إلى بعض التابعين مصاحف، وممن ُذكِرت أسماؤهم مايلي:

1- سعيد بن جبير.            2-عطاء.  3- مجاهد.          4- عكرمة.

5- عبيد بن عمير. 6- صالح بن كيسان.         7- حطان بن عبدالله.

8- محمد بن أبي موسى.  9- علقمة.          10- الأعمش.

بعد ملاحظة ما ذكر بشأن هذه المصاحف، يتضح أن الفارق بينها وبين المصحف العلوي يكمن فيما يلي:

1- المصحف العلوي كان قد جمع بوصية من رسول الله(ص)، بخلاف هذه المصاحف.

2- تضمّن المصحف العلوي مايتعلق بالقرآن من