ابنا : يقع الكتاب في 350 صفحة من القطع الوسط في أربعة أبواب، يحمل أولها عنوان: 'فضائل أهل البيت علي العموم'، والباب الثاني 'فضائل الإمام علي بن أبي طالب' (ع)، والثالث 'فضائل مولاتنا فاطمة الزهراء' (ع) والباب الرابع 'فضائل الإمامين الحسنين' (ع).
وقدم الشيخ مكداش للكتاب بتعريف أوضح فيه أنه جمع في كتابه الروايات والأحاديث الدالة علي فضل العترة النبوية الطاهرة معتمداً في ذلك علي الروايات والأحاديث الصحيحة التي وردت في أمهّات كتب أهل السنة، 'دون الواهيات والموضوعات' منها.
وأكد الشيخ مكداش أن الدافع لكتابه هذا، أمور منها:
أولاً: 'رد مزاعم الغلاة الذين يرمون أهل السنة علي وجه العموم بالنصب ويتهمونهم كلهم بعداوة أهل البيت والانحراف عنهم، وهذا شطط في القول وظلم لأهل السنة...'.
ثانياً: 'الرد علي النواصب ومن شايعهم الذين يعادون أهل البيت الأطهار ويضمرون لهم الأحقاد والبغضاء والأضغان، وإذا سمعوا برواية في فضائل أهل البيت هبّوا لتضعيفها أو تكذيبها أو تحريفها أو تأويلها أو طمسها...'.
ثالثاً: 'البيان والتوضيح' انطلاقاً من قوله تعالي: 'وإذا أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه'.
رابعاً: 'رغبة في جمع الروايات الصحيحة في هذا الكتاب لتكون مرجعاً لكل مسلم يريد التعرف علي فضائل أهل البيت النبوي'.
وحدد الكاتب في الباب الأول من كتابه 'أهل بيت النبي' صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين بأصحاب الكساء وهم: الرسول محمد (ص)، الإمام علي بن أبي طالب (ع)، السيدة فاطمة الزهراء (ع)، والإمامان الحسن والحسين عليهما السلام، مشدداً علي أن هؤلاء من يطلق عليهم 'آل النبي' أو 'عترته'.
ثم يعرض الكاتب في الباب الأول الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة في أهل البيت عليهم السلام، بدءاً بآية التطهير وآية المباهلة , و'قل لا أسألكم عليه أجراً إلاّ المودة في القربي'، مشدداً علي أن آية التطهير تختص بأهل البيت (ع) دون نساء النبي (ص) لافتاً إلي أن زوجات النبي لم يكن يجمعهن بيت واحد بل كان لكل واحدة منهن بيت، مستدلاً بقوله تعالي: 'وقرن في بيوتكن'، واذكرن ما يتلي في بيوتكن'، مشيراً إلي أنه لو كانت نساء النبي مشمولات في الآية لجاء قوله تعالي 'أهل البيوت' وليس 'أهل البيت'.
ثم ينتقل إلي الأحاديث الشريفة ومنها: حديث الكساء، وتكليف الرسول للإمام علي (ع) بتبليغ سورة 'براءة' وقوله 'لا ينبغي لأحد أن يبلغ هذا إلاّ رجل من أهلي'.
ثم ينتقل الكاتب في الباب الأول إلي التأكيد علي عصمة أهل البيت (ع) وطهارتهم من الرجس، انطلاقاً من آية التطهير وحديث الثقلين: 'إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله عز وجل وعترتي أهل بيتي..'.، وحديث: 'مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهوي'. وحديث أهل الكساء. وإكرامهم بتحريم الصدقة عليهم، وفرض حقهم في الخمس، واعتبار الصلاة عليهم واجبة مع الصلاة علي رسول الله (ص)، وأن مبغضهم ملعون ومن أهل النار ولا إيمان له، 'والذي نفسي بيده لا يبغضنا أهل البيت أحدٌ إلاّ أدخله الله النار'، 'والذي نفسي بيده لا يدخل قلب رجل الإيمانُ حتي يحبكم لله ولرسوله'، وأن محبتهم دليل علي الإيمان، واعتبارهم أمانا للأمة من الاختلاف، وأنهم مع الرسول (ص) في مكان واحد يوم القيامة، وأن المهدي (عج) منهم.
ثم يستعرض الكاتب الآيات في حق آل البيت عليهم السلام: 'سلام علي آل ياسين'، وقفوهم إنهم مسؤولون (عن ولاية علي) واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا'، أم يحسدون الناس علي ما آتاهم الله من فضله'، 'وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدي (إلي ولاية أهل البيت)، 'قل لا أسألكم عليه أجراً إلاّ المودة في القربي'.
وفي الباب الثاني يعرض الكاتب لفضل الإمام علي عليه السلام مستشهداً بالآيات والأحاديث الشريفة، ومنها آية المباهلة حيث جعله الرسول (ص) بمنزلة نفسه، وقوله (ص) يوم خيبر: 'لأعطين الراية غداً رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله'، و 'أمرني ربي بحب أربعة: وأخبرني أنه يحبهم، علي منهم – قالها ثلاثاً - وأبو ذر والمقداد وسلمان'. و 'إن الجنة لتشتاق إلي ثلاثة: علي وعمار وسلمان'. وقوله (ص) للإمام علي (ع) : 'لا يحبك إلاّ مؤمن ولا يبغضك إلاّ منافق'. و 'أنت مني بمنزلة هارون من موسي غير أنه لا نبي بعدي، وأنت أخي ووارثي'. ومنها أيضاً: 'الحق مع علي وعلي مع الحق..' وقوله للسيدة الزهراء (ع): 'لقد زوجتك سيداً في الدنيا وسيداً في الآخرة'، وعن السيدة عائشة: 'ما رأيت رجلاً قط أحب إلي رسول الله (ص) منه (أي من الإمام علي) ولا امرأة أحب علي رسول الله (ص) من امرأته (زوجة علي فاطمة عليهما السلام).
ثم ينتقل الكاتب إلي التأكيد علي أن فضائل الإمام علي (ع) أكثر من فضائل الصحابة، وأنه أولهم إسلاماً، وأعلمهم 'أنا مدينة العلم وعلي بابها'، 'سلوني عن كتاب الله فو الله ما منه آية إلاّ وأنا أعلم أنها بليل نزلت أم بنهار أم بسهل أم بجبل'، وأنه أقضاهم.
ويعرض الكاتب لحديث الرسول (ص) : 'من أحب علياً فقد أحبني ومن أحبني فقد أحب الله، ومن أبغض علياً فقد ابغضني ومن أبغضني فقد أبغض الله'. و 'من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصي الله، ومن أطاع علياً فقد أطاعني، ومن عصي علياً فقد عصاني'. و 'من آذي علياً فقد آذاني'، ليصل بذلك إلي أن طاعة الإمام علي عليه السلام هي طاعة واجبة، 'وما ينطق عن الهوي إن و إلاّ وحي يوحي'. و 'علي مع الحق والحق مع علي، ومن اتبعه اتبع الحق، ومن تركه ترك الحق عهداً معهوداً قبل يومه هذا'. 'علي مع القرآن والقرآن مع علي، لن يفترقا حتي يردا علي الحوض'. 'يا علي من فارقني فارق الله ومن فارقك فارقني'.
بعد ذلك ينتقل الكاتب إلي واقعة 'غدير خم' فيرويها بروايات متعددة المصادر وبمضمون واحد وأحاديث متشابهة للرسول (ص) ومنها: 'من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره واخذل من خذله..'.
ثم يلفت الكاتب إلي أن الإمام علي (ع) كان آخر الناس عهداً برسول الله (ص) وأنه كان يسارّه (يسر إليه) ويناجيه، عندما قبض وهو في حجره وهو الذي غسله وكفنه، ناقلاً عن الإمام علي (ع): 'أوصاني النبي صلي الله عليه وآله وسلم، أن لا يغسله أحد غيري'.
ويؤكد الكاتب انطلاقاً من الروايات الكثيرة أن الإمام علي (ع) كان علي الحق ومصيباً في حروبه : 'وقعة الجمل' و 'وقعة صفين' و 'وقعة النهروان'، بل أنه كان مأمورا بها، 'أمر رسول الله (ص) علي ابن أبي طالب بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين'.
ويختم الكاتب الباب الثاني من كتابه بالحديث عن شهادة أمير المؤمنين عليه السلام وإكرامه بهذه الشهادة، ذاكراً قول الرسول (ص) له: 'إن الأمة ستغدر بك بعدي، وأنت تعيش علي ملتي وتقتل علي سنتي من أحبك أحبني ومن أبغضك أبغضني، وإن هذه (لحيته) ستخضب من هذا (رأسه)'.
أما الباب الثالث فقد خصصه الكاتب لمناقب وفضائل السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام، ومقامها عند رسول الله (ص) ذاكراً أن النبي (ص) رفض تزويجها لإبي بكر وعمر واختزنها لعلي (ع)، واعتبارها سيدة نساء العالمين، وأنها كانت أحب النساء إلي الرسول وكان علي (ع) أحب الرجال إليه. وأن من آذاها فقد آذاه ومن أغضبها فقد أغضبه. 'إن الله يغضب لغضبك ويرضي لرضاك'، وقوله (ص): 'فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني'.
ثم يعرض الكاتب بعد ذلك لما جري بين السيدة الزهراء (ع) وأبي بكر وعمر حين طالبتهما بإرثها من أبيها، وما ردا به عليها، وقولها لهما: 'والله لا أكلمكما أبداً'، فماتت ولا تكلمهما (كما نقل عن الترمذي). ذاكراً عن عائشة أن الإمام علي (ع) دفنها ليلاً ولم يشعر بها أبو بكر.
وعدد الكاتب من أولاد الزهراء عليها السلام 'الحسن والحسين وأم كلثوم وزينب' ثم نقل عن الطبري أنه 'كان لها ابن آخر يسمي محسناً توفي صغيراً' (لكنه لم يشر إلي أنه كان جنيناً ولم يتطرق إلي سبب سقوطه من أحشائها).
وخصص الكاتب الباب الرابع للآيات والأحاديث والروايات عن مناقب الإمامين الحسن والحسين عليهما السلام، عارضاً لطفولتهما ومكانتهما لدي رسول الله، الذي طالما شدد علي أنهما سيدا شباب أهل الجنة، لافتاً إلي أن النبي (ص) عني بكل مسألة تتعلق بهما منذ ولادتهما وحتي اختيار اسميهما، معتبراً 'هذه الرعاية النبوية للسبطين الجليلين دليل علي أنهما ليسا كسائر الناس وإنما شأنهما مختلف تماماً، إذ العناية الإلهية والنبوية تتوجه إليهما لتعدهما منذ اللحظات الأولي التي يقدمون فيها علي الدنيا'.
ثم ينتقل لاستعراض الأحاديث في شأنهما ومنها: 'هذان ابناي وابنا ابنتي، اللهم إني أحبهما فأحبهما وأحب من يحبهما' 'هما ريحانتاي في الدنيا'. 'دعوهما بأبي هما وأمي، من أحبني فليحبب هذين'، و 'من أحبهما فقد أحبني ومن أبغضهما فقد أغضبني'.
وقوله لعلي وفاطمة والحسن والحسين (ع): 'أنا حرب لمن حاربكم وسلم لمن سالمكم'. وقوله (ص): 'حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسيناً'. ثم يعرض لشهادة الإمام الحسن مسموماً من زوجته جعدة طمعاً بالزواج من يزيد، ولشهادة الإمام الحسين وما جري عليه في كربلاء بأمر من يزيد والروايات والأحاديث التي نقلت عن النبي (ص) في ذلك، ومنها: 'إن جبريل عليه السلام أخبرني أن ابني هذا يقتل وأنه اشتد غضب الله عز وجل علي قتله'.
ويختم الشيخ بسام مكداش عارضاً التغييرات الكونية التي وقعت عند استشهاد الإمام الحسين (ع) ومنها: 'أن الشمس انكسفت حتي بدت الكواكب نصف النهار'، 'لما قتل الحسين احمرت السماء'، لافتاً إلي أن قتلة الإمام الحسين وأتباعهم أقدموا علي وضع أحاديث كثيرة زوراً وبهتاناً، في 'الاحتفال في يوم عاشوراء بالفرح والسرور والاكتحال والتوسعة علي العيال لإبعاد الأنظار عمّا ارتكبوه في حق الحسين (ع) وأهل بيته من فظائع عظيمة وانتهاكات شنيعة'، ومن هذه الأحاديث: 'من اكتحل بالإثمد يوم عاشوراء لم يرمد أبداً، مشدداً علي أنه حديث موضوع (كذب) .
يشار إلي أن الشيخ باسم مكداش من علماء أهل السنة من مواليد بيروت، يحمل إجازة في الشريعة الإسلامية سبق أن عمل مفتشاً علي مساجد بيروت والضواحي، في دائرة الأوقاف التابعة لدار الفتوي لمدة ثلاث سنوات قبل أن تكلفه دار الفتوي بمهمة تدريس التربية الإسلامية في عدد من مدارس بيروت.
انتهی/137