وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : خاص ابنا
الخميس

١٨ مارس ٢٠١٠

٨:٣٠:٠٠ م
174585

من تراث الامام الحسین

الحسين بن عليّ بن أبي طالب (عليهما السلام) قائد مبدئي وأحد أعلام الهداية الربّانية الذين اختارهم اللّه‏ لحفظ دينه وشريعته، وجعلهم اُمناء علي تطبيقها، وطهّرهم من كل رجس ليصونوها من أي تحريف أو تحوير. إنّ المحنة التي عاشها الأئمّة الثلاثة عليّ والحسن والحسين (عليهم السلام) كانت أكبر محنة للعقيدة والأُمّة؛ لأنّها قد بدأت بانحراف القيادة عن خط الرسالة؛ ولكنها لم تقتصر علي الانحراف عن المبدأ الشرعي في ممارسة الحكم فحسب؛ وإنما كانت تمتد أبعادها إلي أعماق الأُمة والشريعة. إنّ هذا الانحراف الخطير قد زاد في عزيمة هؤلاء الأئمّة الهداة، ممّا جعلهم يهتمون بإحكام قواعد الشريعة في الأُمّة وتعليمها وتربيتها بما يحول دون تسرّب الانحراف إليها بسرعة، وبما يحول دون تفتيتها وتمزيق قواها. ومن هنا كانت تربية الجماعة الصالحة والسهر علي تنشئتها والاهتمام بقضاياها أمرا في غاية الأهمّية، ويظهر للمتتبع والمحقّق عظمة ذلك فيما لو أراد أن يقارن بين مواقف المسلمين تجاه أهل بيت الرسول (صلي اللّه‏ عليه وآله وسلم) خلال خمسين عاما بعد وفاة الرسول (صلي اللّه‏ عليه وآله وسلم). ومن هنا كان التراث الذي تركه لنا كل من الإمام المرتضي والحسن المجتبي والحسين الشهيد (عليه السلام) بكربلاء تراثاً عظيماً ومهمّاً جدّاً. حيث نلمس الغناء في هذه الثروة الفكرية والعلمية التي وصلتنا عنهم (عليهم السلام). وللمتتبع أن يراجع موسوعة كلمات الإمام الحسين (عليه السلام) ووثائق الثورة الحسينية، وبلاغة الحسين ومجموعة خطبه ورسائله؛ ليقف علي عظمة هذه الثروة الكبري وقفة متأمل ومستفيد. وها نحن نستعرض صورا من اهتمامات هذا الإمام العظيم فيما يلي من بحوث :

في رحاب العقل و العلم و المعرفة

1 ـ سُئل الإمام الحسين (عليه السلام) عن أشرف الناس، فقال: «من اتّعظ قبل أن يوعَظ واستيقظ قبل أن يوقظ». 2 ـ وقال (عليه السلام): «لا يكملُ العقلُ إلاّ باتّباع الحق». 3 ـ «العاقل لا يحدِّث مَن يخاف تكذيبَه، ولا يَسأل مَن يخاف منعَه ولا يثِقُ بِمَن يخافُ غدرَه، ولا يرجو مَن لا يوثقُ برجائه». 4 ـ «العلم لقاحُ المعرفة، وطول التجارب زيادةٌ في العقل، والشرف التقوي، والقنوعُ راحةُ الأبدان، ومن أحبَّكَ نهاكَ ومن أبغضك أغراك»4. 5 ـ «من دلائل العالم انتقادُه لحديثهِ وعلمه بحقائق فنونِ النظر». 6 ـ «لو أنّ العالِمَ كلّ ما قال أحْسَنَ وأصابَ لَأوْشَكَ أن يجنّ من العُجْبِ، وإنّما العالِمُ مَن يكثرُ صَوابُه». 7 ـ وفي دعاء عرفةَ للإمام الحسين (عليه السلام) مقاطع بديعة ترتبط بالمعرفة البشرية وسُبُل تحصيلها وقيمة كل سبيل وما ينبغي للعاقل أن يسلكه من السبل الصحيحة والموصلة الي المقصود، نختار منها نماذج ذات علاقة ببحثنا هذا: قال (عليه السلام) : أ ـ «إلهي أنا الفقير في غناي فكيف لا أكون فقيرا في فقري؟ إلهي أنا الجاهل في علمي فكيف لا أكون جهولاً في جهلي؟ ...» . ب ـ «إلهي علمتُ باختلاف الآثار وتنقّلات الأطوار أنّ مرادك منّي أن تتعرّف إليَّ في كل شيء حتي لا أجهلك في شيء ...» . ج ـ «إلهي تردّدي في الآثار يوجب بُعد المزار فَاجمعني عليك بحذمةٍ توصلني إليك، كيف يُستَدلّ عليك بما هو في وجوده مفتقر إليك ؟ أيكونُ لغيرك من الظهور ما ليس لك حتي يكونَ هو المظهِرَ لك ؟! متي غبتَ حتي تحتاج الي دليل يدلّ عليك ؟!. ومتي بَعُدْتَ حتّي تكونَ الآثار هي التي توصل إليك؟ عميت عين لا تراك عليها رقيباً، وخسرت صفقة عبد لم تجعل له من حبّك نصيباً». د ـ «إلهي أمرتَ بالرجوع إلي الآثار فأرجعني اليك بكسوةِ الأنوار وهداية الاستبصار حتي أرجعَ إليك منها كما دخلتُ إليك منها مَصونَ السرِّ عن النظرِ إلَيْها ومرفوع الهمّة عن الاعتمادِ عليها». ه ـ «منك أطلُبُ الوصول إليك وبك استدلُّ عليك فاهدني بنورك إليك وأقمني بصدْق العبودّية بين يديك». و ـ «إلهي علّمني من علمك المخزون وصُنّي بستْرك المصون. إلهي حقّقني بحقايق أهلِ القُرب...». ز ـ «إلهي أخرِجني من ذُلِّ نفسي وطهّرني مِن شكّي وشركي قبل حلول رمسي». ح ـ «إلهي إنّ القضاء والقدر يُمنيّني، وإنّ الهوي بوثائق الشهوة أسرني، فكن أنت النصير لي حتَي تنصرني وتبصرني». ط ـ «أنتَ الذي أشرقت الأنوار فيقلوب أوْليائك حتي عرفوك ووحَّدوك، وأنت الذي أزلت الأغيار عن قلوب أحبّائك حتّي لم يحبّوا سِواك ولم يلجأوا إلي غيرك، أنت المُؤنس لهم حيث أوحشتهم العوالم، وأنت الذي هديتهم حيث استبانت لهم المعالم. ماذا وجد من فقدكَ ؟! وما الذي فقد من وجدك ؟!». ي ـ «أنت الذي لا إله غيرك، تعرفت لكلّ شيءٍ فما جهلك شيءٌ، وأنت الذي تعرّفت إليَّ في كلّ شيء فرأيْتُك ظاهرا في كل شيء . . . كيف تخفي وأنت الظاهرُ ؟ أم كيف تغيبُ وأنت الرقيبُ الحاضِرُ؟!».

في رحاب القرآن الکریم

لقد اعتني أهل البيت الطاهرون بالقرآن الكريم اعتناءاً وافرا فعكفوا علي تعليمه وتفسيره وفقه آياته وتطبيقه وصيانته عن أيدي العابثين والمحرّفين، وتجلّت عنايتهم به في سلوكهم وهديهم وكلامهم. وقد اُثرت عن الإمام أبيعبداللّه‏ الحسين (عليه السلام) كلمات جليلة حول التفسير والتأويل والتطبيق، وهي جديرة بالمطالعة والتأمل نختار نماذج منها: أ ـ قال (عليه السلام) : «كتاب اللّه‏ عزّوجل علي أربعة أشياء: علي العبارة والإشارة واللطائف والحقائق، فالعبارةُ للعوام، والإشارة للخواص واللطائفُ للأولياء، والحقائق للأنبياء»1. ب ـ «من قرأ آيةً من كتاب اللّه‏ في صلاته قائما يُكتَب له بكل حرفٍ مِئةُ حَسَنَةٍ، فإن قَرَأها في غير صلاةٍ كتب اللّه‏ُ له بكل حرفٍ عَشْرا، فإن استمَعَ القرآنَ كان له بكل حرفٍ حَسَنةٌ، وإن خَتَمَ القرآنَ ليلاً صلّت عليه الملائكة حتي يُصبِحَ، وإن ختَمَه نهارا صلّت عليه الحفَظَةُ حتي يُمسيَ. وكانت له دعوةٌ مستجابَةٌ وكان خيرا له ممّا بين السماءِ والأرضِ». ج ـ وعنه (عليه السلام) في تفسير قوله تعالي : (تُبَدُّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ ) يعني بها «أرض لم تكتسب عليها الذنوب، بارزة ليست عليها جبال ولا نبات كما دحاها أوّل مرة». د ـ وسأله رجل عن معني (كهيعص) فقال له: لو فسّرتُها لك لمشيت علي الماء. ه ـ وقال النصرُ بن مالك له: يا أبا عبداللّه‏ حَدِّثني عن قول اللّه‏ عزَّوجَلَّ (هذَانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ )، قال: «نحن وبنو اُمية اختصمنا في اللّه‏ عزّوجلّ، قلنا صدق اللّه‏، وقالوا: كذب اللّه‏ُ، فنحن وإيّاهم الخصمان يوم القيامة». و ـ وفي قوله تعالي: (الَّذِينَ إِن مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاَةَ) قال (عليه السلام): «هذه فينا أهل البيت». ز ـ في قوله تعالي : (قُل لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَي ) قال (عليه السلام): «انّ القرابة الّتي أمَرَ اللّه‏ُ بصلتها وعظم حقّها وجعل الخير فيها قرابتنا أهل البيت الذين أوجب حقَّنا علي كلّ مسلم». ح ـ وفسّر النعمة في قوله تعالي: ( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ) «بما أنعم اللّه‏ علي النبيّ (صلي اللّه‏ عليه وآله وسلم) من دينهِ». ط ـ وفسّر الصَمَد بقوله : إنّ اللّه‏ قد فَسَّرَهُ بقوله: (لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ* وَلَمْ يَكُن لَهُ كُفُواً أَحَدٌ). ي ـ وقال : «الصمد : الذي لا جوف له، والصمد: الذي قد انتهي سؤدده، والصمد: الذي لا يأكل ولا يشرب. والصمد : الذي لا ينام، والصمد: الدائم الذي لم يزل ولا يزال». ك ـ وروي أنّ عبد الرحمن السلمي علّم ولد الحسين (عليه السلام) سورة الحمد، فلمّا قرأها علي أبيه أعطاه (عليه السلام) ألف دينار وألف حُلّة وحشا فاه دُرّا ، فقيل له في ذلك، فقال (عليه السلام) : وأين يقع هذا من عطائه ؟ يعني بذلك تعليمه القرآن.

فی رحاب السنة النبویة المبارکة

لقد اعتني أهل البيت الطاهرون بالقرآن الكريم اعتناءاً وافرا فعكفوا علي تعليمه وتفسيره وفقه آياته وتطبيقه وصيانته عن أيدي العابثين والمحرّفين، وتجلّت عنايتهم به في سلوكهم وهديهم وكلامهم. وقد اُثرت عن الإمام أبيعبداللّه‏ الحسين (عليه السلام) كلمات جليلة حول التفسير والتأويل والتطبيق، وهي جديرة بالمطالعة والتأمل نختار نماذج منها: أ ـ قال (عليه السلام) : «كتاب اللّه‏ عزّوجل علي أربعة أشياء: علي العبارة والإشارة واللطائف والحقائق، فالعبارةُ للعوام، والإشارة للخواص واللطائفُ للأولياء، والحقائق للأنبياء». ب ـ «من قرأ آيةً من كتاب اللّه‏ في صلاته قائما يُكتَب له بكل حرفٍ مِئةُ حَسَنَةٍ، فإن قَرَأها في غير صلاةٍ كتب اللّه‏ُ له بكل حرفٍ عَشْرا، فإن استمَعَ القرآنَ كان له بكل حرفٍ حَسَنةٌ، وإن خَتَمَ القرآنَ ليلاً صلّت عليه الملائكة حتي يُصبِحَ، وإن ختَمَه نهارا صلّت عليه الحفَظَةُ حتي يُمسيَ. وكانت له دعوةٌ مستجابَةٌ وكان خيرا له ممّا بين السماءِ والأرضِ». ج ـ وعنه (عليه السلام) في تفسير قوله تعالي : (تُبَدُّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ ) يعني بها «أرض لم تكتسب عليها الذنوب، بارزة ليست عليها جبال ولا نبات كما دحاها أوّل مرة». د ـ وسأله رجل عن معني (كهيعص) فقال له: لو فسّرتُها لك لمشيت علي الماء. ه ـ وقال النصرُ بن مالك له: يا أبا عبداللّه‏ حَدِّثني عن قول اللّه‏ عزَّوجَلَّ (هذَانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ )، قال: «نحن وبنو اُمية اختصمنا في اللّه‏ عزّوجلّ، قلنا صدق اللّه‏، وقالوا: كذب اللّه‏ُ، فنحن وإيّاهم الخصمان يوم القيامة». و ـ وفي قوله تعالي: (الَّذِينَ إِن مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاَةَ) قال (عليه السلام): «هذه فينا أهل البيت». ز ـ في قوله تعالي : (قُل لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَي ) قال (عليه السلام): «انّ القرابة الّتي أمَرَ اللّه‏ُ بصلتها وعظم حقّها وجعل الخير فيها قرابتنا أهل البيت الذين أوجب حقَّنا علي كلّ مسلم». ح ـ وفسّر النعمة في قوله تعالي: ( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ) «بما أنعم اللّه‏ علي النبيّ (صلي اللّه‏ عليه وآله وسلم) من دينهِ». ط ـ وفسّر الصَمَد بقوله : إنّ اللّه‏ قد فَسَّرَهُ بقوله: (لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ* وَلَمْ يَكُن لَهُ كُفُواً أَحَدٌ). ي ـ وقال : «الصمد : الذي لا جوف له، والصمد: الذي قد انتهي سؤدده، والصمد: الذي لا يأكل ولا يشرب. والصمد : الذي لا ينا