وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــ في حوار أجرت قناة "إكنا" القرآنية، مع العالم الرباني الشهير والمفسر القرآني المعروف في مدينة قم الايرانية، حجة الاسلام والمسلمين الشيخ "محسن قرائتي"، تحدث عن أهمية كتاب الله تعالى المجيد، انه لم يُؤد حق القرآن الكريم .
وفي معرض الإجابة عن سؤال طرحه مراسل قناة "إكنا" القرآنية على الشيخ "قرائتي" حول حلاوة معظم حياته قضاها مع القرآن الكريم، ما هي قال : "بالتأكيد ان القرآن الكريم فيه حلاوة ولكني ما تذوقتها. جاء في بعض الأدعية اللهم ارزقني حلاوة ذکرك». وهذا يعني ان ذكر الله تعالى فيه حلاة. لو سُنحت فرصة ان يتحدث إليك شخصية كبيرة في دولة تسترق السمع إليه بشغف. وإذا تحدث الخالق إليك كيف يكون ذلك ؟ نعلم ان القرآن الكريم نزل من السماء، ولكن من أين ؟ «تَـنزیلاَ مِمَّن خَلَقَ الاَرضَ والسّمواتِ العُلَی».
فالقرآن الذي أنزله هو خالق السموات والأرض؛ لذلك له حلاوة؛ مع اني لم اتذوقه. يمكن قد وصلني نسيم من مكان بعيد، ولكن ان ازعم اني تذوقت. قد يكون كذب. وهذا مثل الاستاذ الذي يدرس وطالبه لا يفهم، العلة ليست في الاستاذ ولكنها في الطالب .
وفي جانب آخر من حديثه حول الآيات القرآنية تحتوي أسرار ونكات علمية هامة ومفيدة أوضح الشيخ قرائتي: "عندما تُدقق في كلمات القرآن، ستطلع على نكات كثيرة، وذكرتها مرات كثيرة في خطاباتي، فمثلا آية «وَ بِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً» كلمتان، أحسن لأبيك وأمك، ويمكن فيها ثلاث نكات أخرى، وهذه النكات الثلاث يمكن لي ان أفهمها، لماذا جاء بحرف "ب" ؟ في قواعد اللغة يطلق على حرف "ب" الإلصاق. إذا الصقت رسالتين واحدة بأخرى تسمى الرسالة الملصقة، وهذا يعني ألصق إحسانك بأبيك وأميك، أذهب بأمك الى الطبيب ولا تقل هذه النقود وهذه السيارة. بقم بنفسك بإنجاز العمل. ويوجد حديث في هذا الصدد «لقّمه بیدیك»، لا تقل هذا روز وهذا سمن اطبخيه وتناوليه . فبالوالدين احسانا يعني لا تكلف الآخرين بطلباتهم، نفذها بنفسك.
وأشار مفسر القرآن الكريم الى النكة الثانية، وهي انّ الآية ذكرت الوالدين بدلا عن الأبوين؛ وهو ان الوالدين يطلق على الام والأب الحقيقي فيما الأبوين نطاق مفهومه واسع؛ لذا يطلق على القائد الأب كما قال القرآن «مِلَّةَ أَبيكُمْ إِبْراهيمَ»، وهناك حديث عن النبي (ص) «أَنَا وَ عَلِيٌّ أَبَوَا هَذِهِ اَلْأُمَّةِ»، وكذلك يطلق على معلم، وأحيانا يطلق على العم.
وتابع الشيخ "قرائتي" انه لو قال القرآن احسن بأبويك فكان يشمل هذه المصاديق كلها، ولكن مرتبة الوالدين تمتاز عن الجميع. كما ان القرآن لم يقل بالوالدين المؤمنين احسانا، واطلق الوالدين دون قيد، وهذا يعني كانا كافرين أو مؤمنين، وكذلك يشمل الوالدين أحياءا وأمواتا، وهكذا لم يشر الى الزمن في الإحسان، كما لم يذكر أيا تكون، فلو كنت قائدا عليك بالتواضع لأمك، كما إذا كنت رئيسا للجمهورية، وان القرآن لم يقل انفق عليهما، فهما بحاجة الى المحبة وليس المال، وهكذا ذكر الإحسان منكرا دون الف لام، وهذا يعني مطلق الإحسان، فيشمل جميع مصاديق الإحسان التي تختارها الأم والأب.
وأشار الاستاذ المفسر الى مثال شبيه في دقة اختيار القرآن الكريم للحروف والكلمات موضحا : ان الإمام الصادق (ع) سُأل عن مسح بعض رأسه بعد إتمام غسله الوجه واليدين في الوضوء، بخلاف جميعه، كما هو الحال عند الآخرين، قال الإمام : ان الآية فيها حرف "ب" : «وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ»، ولم تقل الآية : امسحوا رؤوسكم، وهذا يعني امسحوا بعضا من رؤوسكم وليس جميعه، والإمام يريد ان ينبّه الى ان الحروف الموجودة في القرآن لها معان .
وقال الشيخ "قرائتي" ان الله تعالى خاطب الجميع ان يتدبروا القرآن الكريم، حتى الأشخاص البسطاء عليهم التدبر، يمكن لهم ان يحصلوا عن نكتة جديدة، وكان استاذ جامعي أكمل دراسته في الغرب تمكن من استنباط 2600 نكتة قانونية من تفسير "النور" الذي الّفته، مع اني لست قانونيا، ولم التفت الى انها قانونية، ولكن الاستاذ ادرك انها قانونية، لم اصدق نفسي انا الأمي ان هناك 2600 نكتة تم استنباطها من النص القرآني، دون ان التفت عليها .
وفي معرض الإجابة عن ان القرآن الكريم وصف نفسه بأوصاف كثيرة، ابرزها النور، كما يقول الفلاسفة والعقليون انه ظاهر لنفسه ومظهر لغيره، كيف يمكن عدم رؤية نور الكتاب المنير، قال موضحا : ان عدم رؤية نور القرآن الكريم يختلف من شخص الى آخر، البعض ينحجب عنه نور القرآن بسبب التعصب، والبعض الآخر بسبب الحسد، والآخرون بسبب الجهل، قال تعالى «وَإِذَا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُواً أَ هٰذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولاً»، لماذا لم ينزل القرآن على الغني، ونزل على محمد اليتيم ؟، فمن هنا حسدوا النبي على ذلك .
وتابع "قرائتي" انه في عصرنا الحاضر نعيش حالة الحسد، فمثلا يقولون لماذا كشفتم الطاقة الذرية ؟ لماذا ادركتم ذلك ؟ لماذا جاءوا ليمنعوا اختراعات الشباب المسلمين، وهل هذا غير الحسد ؟ ويقولون في امور كثيرة ليس لكم ان تمتلكونها وهم يمتلكونها . وهذا هو الحسد وناره مستعرة .
وأشار "قرائتي" الى نقطة ذات أهمية كبيرة وهي ان تفسير القرآن الكريم لم يُقام، بدرجة إحياءه، مبينا ان إقامة القرآن ليس بتجويده وترتيله وتواشيحه فقط، مضيفا انه كل شيء موجود في القرآن الكريم، وانه اذا كان هناك 200 جامعة في أقسام مختلفة، يجب ان يكون 200 نوع تفسير. كما قال تعالى «خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ»، يعني خذ الكتاب بجدية وحزم، ومازلنا لم نفعل ذلك .
وشدد "قرائتي" على ان لا يكون القرآن الكريم كتاب يوضع على الرفوف والمكتبات، وفي غرف الاستقبال، أو الاستخارة به أو قراءته في شهر رمضان فحسب، أو كتابة آياته على الجدران فقط، وإنما العمل بالقرآن والتدبر فيه وتطبيقه في الحياة، والحياة من دونه يعني انك تعيش بلا هاد ولا تخطيط .
وقال "قرائتي" موضحا في كيفية اختيار الحياة مع القرآن الكريم، ان القرآن يقول «فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّکرِ»، إذا لم يكن للإنسان مرشدا فعليه ان يسأل أهل الذكر، حتى يتعلم من القرآن ويعيش معه كما قال تعالى: «فیه آیات للسائلین».
وشدد "قرائتي" على انه يجب تبليغ القرآن الكريم لطلاب وطالبات الكليات والجامعات، لأنه سيكون مستقبل الأجيال القادمة في أيديهم، وكلما كان العمل مركزا في هذه الجماعات كلما كان منتجا أكثر .
.....................
انتهى / 323
وفي معرض الإجابة عن سؤال طرحه مراسل قناة "إكنا" القرآنية على الشيخ "قرائتي" حول حلاوة معظم حياته قضاها مع القرآن الكريم، ما هي قال : "بالتأكيد ان القرآن الكريم فيه حلاوة ولكني ما تذوقتها. جاء في بعض الأدعية اللهم ارزقني حلاوة ذکرك». وهذا يعني ان ذكر الله تعالى فيه حلاة. لو سُنحت فرصة ان يتحدث إليك شخصية كبيرة في دولة تسترق السمع إليه بشغف. وإذا تحدث الخالق إليك كيف يكون ذلك ؟ نعلم ان القرآن الكريم نزل من السماء، ولكن من أين ؟ «تَـنزیلاَ مِمَّن خَلَقَ الاَرضَ والسّمواتِ العُلَی».
فالقرآن الذي أنزله هو خالق السموات والأرض؛ لذلك له حلاوة؛ مع اني لم اتذوقه. يمكن قد وصلني نسيم من مكان بعيد، ولكن ان ازعم اني تذوقت. قد يكون كذب. وهذا مثل الاستاذ الذي يدرس وطالبه لا يفهم، العلة ليست في الاستاذ ولكنها في الطالب .
وفي جانب آخر من حديثه حول الآيات القرآنية تحتوي أسرار ونكات علمية هامة ومفيدة أوضح الشيخ قرائتي: "عندما تُدقق في كلمات القرآن، ستطلع على نكات كثيرة، وذكرتها مرات كثيرة في خطاباتي، فمثلا آية «وَ بِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً» كلمتان، أحسن لأبيك وأمك، ويمكن فيها ثلاث نكات أخرى، وهذه النكات الثلاث يمكن لي ان أفهمها، لماذا جاء بحرف "ب" ؟ في قواعد اللغة يطلق على حرف "ب" الإلصاق. إذا الصقت رسالتين واحدة بأخرى تسمى الرسالة الملصقة، وهذا يعني ألصق إحسانك بأبيك وأميك، أذهب بأمك الى الطبيب ولا تقل هذه النقود وهذه السيارة. بقم بنفسك بإنجاز العمل. ويوجد حديث في هذا الصدد «لقّمه بیدیك»، لا تقل هذا روز وهذا سمن اطبخيه وتناوليه . فبالوالدين احسانا يعني لا تكلف الآخرين بطلباتهم، نفذها بنفسك.
وأشار مفسر القرآن الكريم الى النكة الثانية، وهي انّ الآية ذكرت الوالدين بدلا عن الأبوين؛ وهو ان الوالدين يطلق على الام والأب الحقيقي فيما الأبوين نطاق مفهومه واسع؛ لذا يطلق على القائد الأب كما قال القرآن «مِلَّةَ أَبيكُمْ إِبْراهيمَ»، وهناك حديث عن النبي (ص) «أَنَا وَ عَلِيٌّ أَبَوَا هَذِهِ اَلْأُمَّةِ»، وكذلك يطلق على معلم، وأحيانا يطلق على العم.
وتابع الشيخ "قرائتي" انه لو قال القرآن احسن بأبويك فكان يشمل هذه المصاديق كلها، ولكن مرتبة الوالدين تمتاز عن الجميع. كما ان القرآن لم يقل بالوالدين المؤمنين احسانا، واطلق الوالدين دون قيد، وهذا يعني كانا كافرين أو مؤمنين، وكذلك يشمل الوالدين أحياءا وأمواتا، وهكذا لم يشر الى الزمن في الإحسان، كما لم يذكر أيا تكون، فلو كنت قائدا عليك بالتواضع لأمك، كما إذا كنت رئيسا للجمهورية، وان القرآن لم يقل انفق عليهما، فهما بحاجة الى المحبة وليس المال، وهكذا ذكر الإحسان منكرا دون الف لام، وهذا يعني مطلق الإحسان، فيشمل جميع مصاديق الإحسان التي تختارها الأم والأب.
وأشار الاستاذ المفسر الى مثال شبيه في دقة اختيار القرآن الكريم للحروف والكلمات موضحا : ان الإمام الصادق (ع) سُأل عن مسح بعض رأسه بعد إتمام غسله الوجه واليدين في الوضوء، بخلاف جميعه، كما هو الحال عند الآخرين، قال الإمام : ان الآية فيها حرف "ب" : «وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ»، ولم تقل الآية : امسحوا رؤوسكم، وهذا يعني امسحوا بعضا من رؤوسكم وليس جميعه، والإمام يريد ان ينبّه الى ان الحروف الموجودة في القرآن لها معان .
وقال الشيخ "قرائتي" ان الله تعالى خاطب الجميع ان يتدبروا القرآن الكريم، حتى الأشخاص البسطاء عليهم التدبر، يمكن لهم ان يحصلوا عن نكتة جديدة، وكان استاذ جامعي أكمل دراسته في الغرب تمكن من استنباط 2600 نكتة قانونية من تفسير "النور" الذي الّفته، مع اني لست قانونيا، ولم التفت الى انها قانونية، ولكن الاستاذ ادرك انها قانونية، لم اصدق نفسي انا الأمي ان هناك 2600 نكتة تم استنباطها من النص القرآني، دون ان التفت عليها .
وفي معرض الإجابة عن ان القرآن الكريم وصف نفسه بأوصاف كثيرة، ابرزها النور، كما يقول الفلاسفة والعقليون انه ظاهر لنفسه ومظهر لغيره، كيف يمكن عدم رؤية نور الكتاب المنير، قال موضحا : ان عدم رؤية نور القرآن الكريم يختلف من شخص الى آخر، البعض ينحجب عنه نور القرآن بسبب التعصب، والبعض الآخر بسبب الحسد، والآخرون بسبب الجهل، قال تعالى «وَإِذَا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُواً أَ هٰذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولاً»، لماذا لم ينزل القرآن على الغني، ونزل على محمد اليتيم ؟، فمن هنا حسدوا النبي على ذلك .
وتابع "قرائتي" انه في عصرنا الحاضر نعيش حالة الحسد، فمثلا يقولون لماذا كشفتم الطاقة الذرية ؟ لماذا ادركتم ذلك ؟ لماذا جاءوا ليمنعوا اختراعات الشباب المسلمين، وهل هذا غير الحسد ؟ ويقولون في امور كثيرة ليس لكم ان تمتلكونها وهم يمتلكونها . وهذا هو الحسد وناره مستعرة .
وأشار "قرائتي" الى نقطة ذات أهمية كبيرة وهي ان تفسير القرآن الكريم لم يُقام، بدرجة إحياءه، مبينا ان إقامة القرآن ليس بتجويده وترتيله وتواشيحه فقط، مضيفا انه كل شيء موجود في القرآن الكريم، وانه اذا كان هناك 200 جامعة في أقسام مختلفة، يجب ان يكون 200 نوع تفسير. كما قال تعالى «خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ»، يعني خذ الكتاب بجدية وحزم، ومازلنا لم نفعل ذلك .
وشدد "قرائتي" على ان لا يكون القرآن الكريم كتاب يوضع على الرفوف والمكتبات، وفي غرف الاستقبال، أو الاستخارة به أو قراءته في شهر رمضان فحسب، أو كتابة آياته على الجدران فقط، وإنما العمل بالقرآن والتدبر فيه وتطبيقه في الحياة، والحياة من دونه يعني انك تعيش بلا هاد ولا تخطيط .
وقال "قرائتي" موضحا في كيفية اختيار الحياة مع القرآن الكريم، ان القرآن يقول «فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّکرِ»، إذا لم يكن للإنسان مرشدا فعليه ان يسأل أهل الذكر، حتى يتعلم من القرآن ويعيش معه كما قال تعالى: «فیه آیات للسائلین».
وشدد "قرائتي" على انه يجب تبليغ القرآن الكريم لطلاب وطالبات الكليات والجامعات، لأنه سيكون مستقبل الأجيال القادمة في أيديهم، وكلما كان العمل مركزا في هذه الجماعات كلما كان منتجا أكثر .
.....................
انتهى / 323