وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــ أقيمت جلسة درس الأخلاق للأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) وعضو مجلس خبراء القيادة في إيران آية الله رمضاني، في مؤتمر انعقد لمرور 40 سنة من النشاط العلمي والتقدم في جامعة الإمام الحسين (ع).
وصرح سماحته في محاضرته: إن في بيان الخطوة الثانية للثورة الإسلامية والذي يعد برمجة للحضارة الإسلامية فإن التوجيه الأول الذي ورد في القسم الأخير منه أشير إلى التقدم العلمي ثم تطرق إلى البعد الأخلاقي والمعنوي، والعدالة ومكافحة الفساد للوصول إلى نمط الحياة الإسلامية أو على حد قولنا برمجة الحضارة الإسلامية، فإذا ما أراد المجتمع أن يصل إلى الحضارة الإسلامية عليه أن يحصل على نمط الحياة الذي عرّف الإسلام خصائصه ومقوماته بناء على المبادئ.
وينبغي لنا أن نبلغ درجة في كمال العلم والعقل التي هي من سمات الدولة الكريمة للإمام المهدي (عج) حتى نقدمها كأسوة للآخرين، فإذا ذكرنا 10 خصيصة لدولة الإمام المهدي (عج) فإحداها هي كمال العقل والعلم، ورد في الروايات أن قسمين من العلم فحسب، سيعرفهما الإنسان من 27 قسما من العلم حتى زمن الظهور، وفيتبين أن العلم ما زال في بداية الطريق ويجب أن نبذل جهودا كثيرة، وكمال العقل أيضا هكذا فهنا ورد: "کَمُلَت عقولهم"، أي هناك أرضية تتوفر في المجتمع الإنساني يكمل فيها العقل البشري، وقد أكدت الروايات حسب ما أفاده الكليني في الكافي العقل المبتني على الوحي، وعلينا أن نرسم العقلانية الدينية والدين الأخلاقي للمجتمع البشري في الوقت الراهن، وهي نقطة مهمة يجب الانتباه إليها.
عندما نبحث وندرس في مبحث العلم والفكر نرى أن الآيات والروايات تتحدث عن علم آخر يختلف قوته عن الذهن العادي، فعندما يحظى الإنسان بذهن حاد وموهبة إلهية يصبح من النخب، لكن آيات القرآن والروايات تتحدث عن علم آخر بتعبير النور، ويعود قدرته وقابليته إلى روح الإنسان ونفسه، فروي: "الْعِلْمُ نُورٌ یَقْذِفُهُ اللَّهُ فِی قَلْبِ السلیم مَنْ یَشَاءُ"، وفيعبر عنه الإمام الصادق (ع) في نصائحه لعنوان البصري قائلا: "الْعِلْمُ نُورٌ یَقْذِفُهُ اللَّهُ فِی قَلْبِ السلیم مَنْ یَشَاءُ".
وعندما يمتلك الإنسان هذا العلم يصبح مؤدبا بالآداب الإلهية، وهو كما ورد عن الإمام الصادق (ع): " إِنَّ اللَّهَ أَدَّبَ نَبِیَّهُ فَأَحْسَنَ تَأْدِیبَهُ"، فيقول العلامة جوادي الآملي أن هذا الأدب على ثلاثة أقسام: أدب مع النفس، وأدب مع الغير، وأدب مع الله، فيُربى الإنسان في هذه المجالات ثلاثة، ثم يصح هذا التعبير " فَلَمَّا أَکْمَلَ لَهُ الْأَدَبَ" فعندما يكمل أدبه يصبح كاملا.
وفي هذا الحديث ملاحظة ظريفة وهي: عندما أصبح الإنسان مؤدبا بهذه الآداب فعند ذلك الحين يفوض إليه المسؤولية خاصة المسؤولية الكبري للأمة الإسلامية، " ثُمَّ فَوَّضَ إِلَیْهِ أَمْرَ الدِّینِ وَ الْأُمَّةِ لِیَسُوسَ عِبَادَهُ"، و"لِیَسُوسَ عِبَادَهُ" بمعنى إصلاح المجتمع الإنساني والأمة الإسلامية.
وتابع سماحته أن جميع الأنبياء كان لهم دور تربوي وتعليمي، مستشهدا ببعض الآيات القرآنية في تبيين أهم وظائف الأنبياء الإلهية.
..............
انتهى/ 278