وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ الفِطنَة محلها العقل، وتنقسم إلى قسمين: فِطنة موهوبة، يهبها الله تعالى من يشاء من عباده مِمّن يراه حقيقاً بها، وفِطنة مُكتَسَبة، يكتسبها الشَّخص من تجاربه اليومية، أو تعَلُّمه، أو معاشرته للأذكياء الفَطِنين.
ورُوِيَ عن الإمام علِيَّ (ع) أنه قال: "البِطْنَةُ تَحْجِبُ الفِطْنَةَ"
البِطنَةُ هي: الاِمْتِلاَءُ الشَّدِيدُ مِنَ الطَّعَامِ، والأكل فوق الحاجة، وقد تتطور مع الشخص حتى يُدمِن عليها، وتنشأ عنها عوارض نفسية وبدنية قد تكون قاتلة أحيانا، وسنعرض لها فيما يأتي بإذن الله.
والفِطْنَةُ: الحِذْقُ والمَهارَةُ، وتأْتي بِمعنى التَّنَبُّهِ بعد الغَفلَة، يُقال: فَطِنَ إلى الأَمْرِ، أيْ: تَنَبَّهَ له بعد غَفلةٍ، وأَصْلُها: الذَّكاءُ والعِلْمُ بِالشَّيْءِ، ومِن مَعانِيها أيضاً: الإِدْراكُ، والفَهْمُ، والحِكْمَةُ، والوَعْيُ.
ولا يرتاب عاقل في أن الفطنة صِفة جليلة، وخصلة حميدة، إن اتصف بها المرء توجَّهت الأنظار إليه بالإكرام والاحترام والتعظيم، ولجأ إليه الناس في المُهِمّات والمُلمّات اعتقاداً منهم بقدرته على فَهم ما لم يفهموه، ومعرفة ما جهلوه، والكشف عمّا غاب عنهم.
والفِطنَة محلها العقل، وتنقسم إلى قسمين: فِطنة موهوبة، يهبها الله تعالى من يشاء من عباده مِمّن يراه حقيقاً بها، فيجعله من أهل الوعي والبصيرة والذكاء، ويُفَهِّمه ما لا يفهم غيره، ويعطيه قوة الملاحظة، وسرعة الفهم، والقدرة على التحليل والاستنباط والاستنتاج. وفِطنة مُكتَسَبة، يكتسبها الشَّخص من تجاربه اليومية، أو تعَلُّمه، أو معاشرته للأذكياء الفَطِنين.
إن هذه الصفة الرائعة (الفِطْنة) التي يرغب كل واحد منا أن يتصف بها، قد يكتسبها المَرءُ إذا هيّأ أسبابها، وقد يخسرها إذا توَفَّرت فيه أسباب خسارتها، ومن أسباب ذهابها الإفراط في الطعام حتى يصير مِبطاناً يلتهم كل ما يوضع أمامه.
إن مما لا يختلف فيه اثنان أن قوّة بدن الإنسان وسلامته ناتجة عن سلامة الطعام الذي يتغذَّى عليه، من حيث اشتماله على جميع العناصر الضرورية للبدن، ولذلك نَوَّع الخالق الحكيم الغذاء الذي يتغذى عليه لتوفير كل العناصر اللازمة لبدنه، ومن حيث الكمية الكافية التي يحتاجها منه، فإن أكل أقلَّ مِمّا يحتاج ضعف البدن، وإن زاد في الأكل على ما يحتاج ابْتُلِيَ بالسُّمنِ، وبأمراض بدنية كثيرة كما أثبت الطب القديم والمعاصر.
الإسلام يذهب أكثر مما تقدم في الاهتمام بالطعام الذي يتغذى عليه البدن، ويكشف عن معايير أخرى يجب أن تتوفَّر فيه، فناهيك عن لزوم اشتماله على العناصر الغذائية الضرورية، يشترط أن يكون الطعام حلالاً، ومباحاً غير مغصوب ولا مسروق، وطاهراً لم تصبه نجاسة، وينصحُ أن يُكون الشخص حين يُعِدُّه على طهارة كذلك، وأن يُباشر أكله بالتَّسمية، وأن يحمد الله بعد الانتهاء منه، فكل هذه تُخلِّف آثاراً إيجابية على البدن وعلى النفس في آن معاً.
وينصح الإسلام بالتوسُّط والتوازن في الأكل، فلا يُقلِّل عن الحاجة ولا يزيد عليها، فكلاهما مُضرٌّ بالبدن كما النفس، لكنه يُشَدِّد في التحذير من مخاطر الإفراط في الطعام زائداً عن الحاجة، لِما لذلك من آثار سلبية خطيرة على بدَن الإنسان ونفسه، ويرى المُتخَصِّصون أن الإفراط فيه يؤدي إلى قِصر العمر، وقلة القدرة على التفكير، وقلة الذكاء، والخَرَف، وفُقدان الذاكرة، وما يُعرف بالتَّوتُّر الدماغي، وتآكل خلايا الدماغ، والبَدانة، وارتفاع نسبة الدهون في الدم، والإصابة بمرض السكري، وأمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم، ومشاكل التنفُّس أثناء النوم، واللهاث الدائم في النهار، وأمراض الكِلى، والتهاب المفاصل، والسكتة الدماغية، وهشاشة العظام.
بقلم الكاتب والباحث اللبناني في الدراسات القرآنية السيد بلال وهبي
......
انتهى/ 278
ورُوِيَ عن الإمام علِيَّ (ع) أنه قال: "البِطْنَةُ تَحْجِبُ الفِطْنَةَ"
البِطنَةُ هي: الاِمْتِلاَءُ الشَّدِيدُ مِنَ الطَّعَامِ، والأكل فوق الحاجة، وقد تتطور مع الشخص حتى يُدمِن عليها، وتنشأ عنها عوارض نفسية وبدنية قد تكون قاتلة أحيانا، وسنعرض لها فيما يأتي بإذن الله.
والفِطْنَةُ: الحِذْقُ والمَهارَةُ، وتأْتي بِمعنى التَّنَبُّهِ بعد الغَفلَة، يُقال: فَطِنَ إلى الأَمْرِ، أيْ: تَنَبَّهَ له بعد غَفلةٍ، وأَصْلُها: الذَّكاءُ والعِلْمُ بِالشَّيْءِ، ومِن مَعانِيها أيضاً: الإِدْراكُ، والفَهْمُ، والحِكْمَةُ، والوَعْيُ.
ولا يرتاب عاقل في أن الفطنة صِفة جليلة، وخصلة حميدة، إن اتصف بها المرء توجَّهت الأنظار إليه بالإكرام والاحترام والتعظيم، ولجأ إليه الناس في المُهِمّات والمُلمّات اعتقاداً منهم بقدرته على فَهم ما لم يفهموه، ومعرفة ما جهلوه، والكشف عمّا غاب عنهم.
والفِطنَة محلها العقل، وتنقسم إلى قسمين: فِطنة موهوبة، يهبها الله تعالى من يشاء من عباده مِمّن يراه حقيقاً بها، فيجعله من أهل الوعي والبصيرة والذكاء، ويُفَهِّمه ما لا يفهم غيره، ويعطيه قوة الملاحظة، وسرعة الفهم، والقدرة على التحليل والاستنباط والاستنتاج. وفِطنة مُكتَسَبة، يكتسبها الشَّخص من تجاربه اليومية، أو تعَلُّمه، أو معاشرته للأذكياء الفَطِنين.
إن هذه الصفة الرائعة (الفِطْنة) التي يرغب كل واحد منا أن يتصف بها، قد يكتسبها المَرءُ إذا هيّأ أسبابها، وقد يخسرها إذا توَفَّرت فيه أسباب خسارتها، ومن أسباب ذهابها الإفراط في الطعام حتى يصير مِبطاناً يلتهم كل ما يوضع أمامه.
إن مما لا يختلف فيه اثنان أن قوّة بدن الإنسان وسلامته ناتجة عن سلامة الطعام الذي يتغذَّى عليه، من حيث اشتماله على جميع العناصر الضرورية للبدن، ولذلك نَوَّع الخالق الحكيم الغذاء الذي يتغذى عليه لتوفير كل العناصر اللازمة لبدنه، ومن حيث الكمية الكافية التي يحتاجها منه، فإن أكل أقلَّ مِمّا يحتاج ضعف البدن، وإن زاد في الأكل على ما يحتاج ابْتُلِيَ بالسُّمنِ، وبأمراض بدنية كثيرة كما أثبت الطب القديم والمعاصر.
الإسلام يذهب أكثر مما تقدم في الاهتمام بالطعام الذي يتغذى عليه البدن، ويكشف عن معايير أخرى يجب أن تتوفَّر فيه، فناهيك عن لزوم اشتماله على العناصر الغذائية الضرورية، يشترط أن يكون الطعام حلالاً، ومباحاً غير مغصوب ولا مسروق، وطاهراً لم تصبه نجاسة، وينصحُ أن يُكون الشخص حين يُعِدُّه على طهارة كذلك، وأن يُباشر أكله بالتَّسمية، وأن يحمد الله بعد الانتهاء منه، فكل هذه تُخلِّف آثاراً إيجابية على البدن وعلى النفس في آن معاً.
وينصح الإسلام بالتوسُّط والتوازن في الأكل، فلا يُقلِّل عن الحاجة ولا يزيد عليها، فكلاهما مُضرٌّ بالبدن كما النفس، لكنه يُشَدِّد في التحذير من مخاطر الإفراط في الطعام زائداً عن الحاجة، لِما لذلك من آثار سلبية خطيرة على بدَن الإنسان ونفسه، ويرى المُتخَصِّصون أن الإفراط فيه يؤدي إلى قِصر العمر، وقلة القدرة على التفكير، وقلة الذكاء، والخَرَف، وفُقدان الذاكرة، وما يُعرف بالتَّوتُّر الدماغي، وتآكل خلايا الدماغ، والبَدانة، وارتفاع نسبة الدهون في الدم، والإصابة بمرض السكري، وأمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم، ومشاكل التنفُّس أثناء النوم، واللهاث الدائم في النهار، وأمراض الكِلى، والتهاب المفاصل، والسكتة الدماغية، وهشاشة العظام.
بقلم الكاتب والباحث اللبناني في الدراسات القرآنية السيد بلال وهبي
......
انتهى/ 278