في هذا العالم، وعلى بعد عشرات أو مئات أو آلاف الكيلومترات من الناحية الجغرافية، تتباعد المسافات الشعورية سنوات ضوئية عن رقعة مُجوّعة مُحاصرة تحت حمم النيران، تتكوّم فيها أجساد مليوني إنسان، بلا مأوى آدمي، ولا غذاء، ولا بنية تحتية، ولا صرف صحي، ولا مياه نظيفة.

19 يوليو 2025 - 09:14
مصدر: وكالات

وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ـ في عالم يتفاخر بمعدلات النمو، ومؤشرات السعادة، وتتجاذبه عناوين الرفاه والصحة النفسية، ويُعلى فيه من شأن روّاد الأعمال والرؤساء التنفيذيون ومشاهير مواقع التواصل، وتقذف فيه بقايا الأغذية الفاخرة في مكبّات القمامة استجابة لـ"إتيكيت" الملاءة المالية الذي يُحذر من أخذ بقايا الطعام للمنزل مغبّة الوصم بالفقر، في هذا العالم، وعلى بعد عشرات أو مئات أو آلاف الكيلومترات من الناحية الجغرافية، تتباعد المسافات الشعورية سنوات ضوئية عن رقعة مُجوّعة مُحاصرة تحت حمم النيران؛ أنهم شعب غزة.

عامان من الدمار اليومي، أبرياء يُقتلون يوميا، ومصابون تُبتر أطرافهم، يفقدون السمع والبصر، يئنّون ألمًا، ثم يجدون أنفسهم رقما على نشرات الأخبار، بوصفهم "مصابون".

أما من لم تصبه قذائف الحضارة الغربية المستنيرة، فهم يواجهون ما تصفه المصطلحات الإعلامية بـ "التحديات".

وفي لعبة الجوع والموت هذه، يكون التحدي أن ترى الجلود ملتصقة بالعظام، وأن تستمع لأنّات الأطفال الذين تفتك بهم آلام الجوع، وأن ترى الشاب خارجا من محل إقامته المؤقت، مودّعا أهله وأصدقاءه والمحيطين به، كي يخرج لجلب كيس من الطحين، فلا يعلم إن كان سيعود.

تقرير مصور/ مشاهد توثّق الجوع في زمن التخمة والإبادة في عصر الشاشات بقطاع غزة
في عصر تطبيقات التوصيل للمنازل، يقف الأطفال المجوّعون كما الكبار في غزة لساعات وأيام طوال للحصول على لقمة، ففي غزة لا أفضلية للعُمر فكلّهم مستهدفون إسرائيليا
تقرير مصور/ مشاهد توثّق الجوع في زمن التخمة والإبادة في عصر الشاشات بقطاع غزة
أي ألم يعتصر في قلب الأم وهي ترى طفلها يذبل حتى يموت أمام ناظريها؟ أي ألم يعتصر في قلبها ثم تختار التحديق في صمت؟ أي ألم؟
تقرير مصور/ مشاهد توثّق الجوع في زمن التخمة والإبادة في عصر الشاشات بقطاع غزة
يُقال: وبضدّها تُعرف الأشياء، لكن ماذا لو اجتمع الضدان في مشهد واحد، من سيُعرّف الآخر، صمت القتلى أم صراخ الأحياء؟

تقرير مصور/ مشاهد توثّق الجوع في زمن التخمة والإبادة في عصر الشاشات بقطاع غزة
من سيبقى حيّا اليوم؟ من سيحصل على كيس الطحين اليوم؟ من سيأكل في الجنة اليوم؟ من سيبقى حيا غدا؟ من سيحصل على كيس الطحين غدا؟ من سيأكل في الجنة غدا؟ هكذا تُبنى خطة اليوم في غزة، وهكذا تُرتّب الأولويات
تقرير مصور/ مشاهد توثّق الجوع في زمن التخمة والإبادة في عصر الشاشات بقطاع غزة
ملامح الوجوه في الحروب ذاكرة تختزن المأساة وشاهد يروي قصة الخذلان
تقرير مصور/ مشاهد توثّق الجوع في زمن التخمة والإبادة في عصر الشاشات بقطاع غزة
هؤلاء يُكتبون في شريط العاجل: 8 شهداء
تقرير مصور/ مشاهد توثّق الجوع في زمن التخمة والإبادة في عصر الشاشات بقطاع غزة
كيف تستيقظ الأم من نومها؟ هل تنام؟ كيف تنظر لعينيّ طفلها؟ ما النقاش الذي يدور؟ ما الوعود التي تُطلقها كي تخفف من صراخ طفلها الجائع؟ كيف تجيب عن سؤال طفلها الوجودي باشتهائه لمكونات أكلة لا يتوفر أبسط مكوّن فيها؟

تقرير مصور/ مشاهد توثّق الجوع في زمن التخمة والإبادة في عصر الشاشات بقطاع غزة
الموت والحياة يُغلفان بالأبيض في غزة ويمتزجان في المشاهد اليومية، كيس طحين، وجثة شهيد
تقرير مصور/ مشاهد توثّق الجوع في زمن التخمة والإبادة في عصر الشاشات بقطاع غزة
الشاحنات مكدّسة على المعابر، والأجساد تتساقط، والمجتمع الدولي ملّ من التعبير عن قلقه
تقرير مصور/ مشاهد توثّق الجوع في زمن التخمة والإبادة في عصر الشاشات بقطاع غزة
الإبادة الجماعة هندسة تخصص فيها الكيان الصهيوني الغاشم، ومن خلفه أمريكا والغرب يقفون متفرجين لمد المحتل بالأسلحة الفتاكة المتطورة لقتل أكبر عدد ممكن من الأبرياء المسلمين (المكتب الصحفي الحكومي الإسرائيلي)

تعليقك

You are replying to: .
captcha