قال ممثل المرجعية الدينية في كربلاء «الشيخ عبد المهدي الكربلائي» إنه "يتعين على القيادات السياسية في البلد ان تكون على مستوى من اليقظة والحذر والوعي من ان لا تجعل المساعدة الخارجية ضد داعش مدخلا للتدخل السياسي والاقتصادي وان لا تكون المساعدة مدخلا لهيمنة القرار الاجنبي على مجمل الاحداث في العراق، لاسيما العسكرية الميدانية، وان كان العراق بحاجة الى مساعدة الاشقاء والاصداقاء في مواجهة الارهاب الا ان الحفاظ على سيادته واستقلالية قراره يحظى بأهمية بالغة ولابد من رعاية ذلك في كل الاحوال".

١٩ سبتمبر ٢٠١٤ - ١٢:٤٠
المرجعية الدينية في العراق تدعو القيادات السياسية إلى الحذر من هيمنة أجنبية بحجة استهداف "داعش"

ابنا: دعت المرجعية الدينية العليا في العراق القيادات السياسية إلى اليقظة والحذر من هيمنة أجنبية بحجة المساعدة الدولية في استهداف مواقع عصابات "داعش" الإرهابية في العراق.

وقال ممثل المرجعية الدينية في كربلاء «الشيخ عبد المهدي الكربلائي» في خطبة الجمعة التي القاها من داخل الصحن الحسيني الشريف"في الوقت الذي تبذل فيه جهود دولية لايقاف تمدد تنظيم داعش باكثر من دولة مع بشاعة جرائمه وعدم استثنائه احدا لاسيما الاقليات الدينية وامكانية امتداده وان كان ذلك يستدعي تضافر ومشاركة دول عديدة لايقاف مخاطر التنظيم ولكن هناك عدة امور لابد من ملاحظتها".

وأضاف "يتعين على القيادات السياسية في البلد ان تكون على مستوى من اليقظة والحذر والوعي من ان لا تجعل المساعدة الخارجية ضد داعش مدخلا للتدخل السياسي والاقتصادي وان لا تكون المساعدة مدخلا لهيمنة القرار الاجنبي على مجمل الاحداث في العراق، لاسيما العسكرية الميدانية، وان كان العراق  بحاجة الى مساعدة الاشقاء والاصداقاء في مواجهة الارهاب الا ان الحفاظ على سيادته واستقلالية قراره يحظى بأهمية بالغة ولابد من رعاية ذلك في كل الاحوال".

وتابع الشيخ الكربلائي ان "الحاجة الى التعاون الدولي لمحاربة داعش لا تعني عدم قدرة ابناء الشعب العراقي والقوات المسلحة في مقابلة هذا التنظيم الارهابي وبعد صدور نداء المرجعية بالوجوب للدفاع عن الوطن وما اعقبه من استجابة واسعة للمواطنين وما حصل من تقدم ميداني على الارض واذا ما توفرت الارادة الوطنية الخالصة وكانت مبادئ التضحية والدفاع عن الوطن هي الباعث للقتال فان ابناء هذا البلد قادرون على الوقوف بوجه هذا التنظيم وان طالت المعركة بعض الوقت".

وشدد ممثل المرجعية على "ضرورة تعزيز معنويات الجيش ومن التحق بهم من المتطوعين والتاكيد على انهم هم الاساس في حماية البلد من شر الارهابيين وان اي جهد اخر لا يكون الا عاملا مساعدا لهم يعجل في النصر".

وقال ان "الجهد العسكري لوحده ليس كافيا للقضاء على الارهاب ولابد من معالجة الجذور الاساسية له واستفحاله بعدة دول وحتى المتقدمة في امكاناتها العسكرية والامنية وان الفكر المتطرف لا يقبل العيش معه وهذا الفكر المتطرف الذي جرى الترويج له ودعمه من مئات المؤسسات ولعقود من الزمن هو العامل الاساس في تنامي هذا الفكر ولابد من معالجة المناشئ الفكرية والتكفيرية".

كما دعا الشيخ الكربلائي الى "ضرورة قصر يد المتطرفين من وسائل اعلامية وتجفيف منابع الاموال الطائلة التي تدعم انشطتهم وهذه الامور لابد من معالجتها".

وأشار الامين العام للعتبة الحسينية الشيخ عبد المهدي الكربلائي الى "زيارة وفد من عشائر الضلوعية للعتبة الحسينية خلال الاسبوع المنصرم وهذه المدينة الصامدة التي مازالت تقاتل داعش منذ 90 يوما وقدمت المئات من الشهداء والجرحى وعلى الرغم من قلة امكاناتها لكنها صمدت بوجه الارهابيين".

وأضاف ان "ما تتعرض المدينة من قصف من قبل عصابات داعش بغاز الكلور والهجمات المستمرة ها هم أهلها يستغيثون وهم ابناؤنا واخوتنا والواجب نصرتهم والوقوف الى جانبهم فالمطلوب من قواتنا الباسلة وطيران الجيش الاسراع بنصرة هؤلاء المقاتلين في هذه المدينة الصامدة ومنع استباحتها من الارهابيين".

وعن التفجيرات الاخيرة التي شهدتها العاصمة بغداد ومنها مدينة الكاظمية المقدسة أمس أوصى ممثل المرجعية الدينية العليا "الاجهزة الامنية المكلفة بحماية المدن لاسيما المقدسة الى اليقظة والانتباه ووضع الخطط المناسبة للحد من التفجيرات".

وأشار الكربلائي الى ان "المجاميع الارهابية اتخذت خططا جديدة لارباك القوات الامنية ومنها تفجير المفخخات واطلاق قذائف الهاون وفي وقت واحد كما حصل امس في الكاظمية ولابد ان لا يقتصر دور القوات الامنية في المدن الساخنة وعليها الصبر الدائم والسهر ليلا ونهارا لحماية المواطنين ووضع الخطط الفاعلة التي تتغير بالظروف والاحوال لاسيما واننا مقبلون على زيارات دينية مليونية".

ومع بدء وزراء الحكومة استلام مهامهم الوظيفية دعا ممثل المرجعية الدينية الى "ضرورة التفاتهم للاخفاقات التي حصلت سابقا في العديد من الوزارات ودراسة اسبابها ومعالجتها وتقويم النجاحات في البعض الاخر والعمل بجدية في مكافحة الفساد وبكل اشكاله ومحاسبة المقصرين وعدم المجاملة في ذلك لمجرد الانتماء لهذا او ذاك او للحزب والكتل مع مكافأة المخلصين".

كما دعا الكربلائي الوزراء الجدد الى "الاستعانة بذوي الاختصاص والخبرة والكفاءة ومن يحمل هم وخدمة المواطن ومنحهم الصلاحيات وتكليفهم في المواقع المهمة وان لا يكون المعيار في اختيار الاشخاص في مواقع المسؤولية المهمة لمجرد انتماء هذ الشخص للوزير او هو من كتلته او اقربائه وانما على اساس الخبرة والكفاءة وحسن الادارة والشجاعة في اتخاذ القرارات فمن الاخطاء السابقة قيام بعض الوزراء باستبدال اشخاص كفوئين باخرين لمجرد الانتماء للوزير"، مطالبا الوزراء  بالتواجد الميداني المستمر والاطلاع على المعوقات  الموجودة في العمل ومتابعة الموظفين والانفتاح على المواطنين".

...............

انتهى/212

سمات