اعرب العالم السني البارز في لبنان «الشيخ ماهر حمود» عن اعتزازه بلقاء "الامام الخميني (رض)" خمس مرات، أربع منها كانت مع جمهور في حسينية "جمران"، وقال: "هذا الرجل أنا أحبه كثيرًا وأعلن في كل لحظة ان اختلافي معه في المذهب وعدم تقليدي له في المذهب لا يقلل من شأني عنده".

٢ يونيو ٢٠١٤ - ٠٨:٥١
الاختلاف في المذهب لم يكن يقلل من شأن أهل السنة عند الإمام الخميني (رض)

ابنا: اكد العالم السني البارز في لبنان «الشيخ ماهر حمود» أن الاختلاف في المذهب لم يكن يقلل من شأن أهل السنة عند الإمام الخميني (قدس سره)، والخلاف داخل صفوف القيادة أمر طبيعي عنده.

واعرب الشيخ ماهر حمود في حديث مع وكالة الانباء الايرانية "ايرنا" عن اعتزازه بلقاء الامام الخميني (رض) خمس مرات، أربع منها كانت مع جمهور في حسينية "جمران"، وقال: "هذا الرجل أنا أحبه كثيرًا وأعلن في كل لحظة ان اختلافي معه في المذهب وعدم تقليدي له في المذهب لا يقلل من شأني عنده".

وروي الشيخ حمود عن أحد لقاءاته بالإمام فقال: "وقتها تقدمنا لكي نسلم عليه صافحناه ووقفنا معه لحظات وقد أتصور وقتها «السيد عيسى الطبطبائي» حدثًه عني أنني رجل من لبنان ولم أكن معروفا بالشكل الذي يجعله يخوض معي كلاما او شيئًا، انما ابتسم وهز رأسه".

الامام الخميني (رض) كان متواضعا جدا

واضاف الشيخ حمود : "المرة الخامسة والاخيرة التي التقيت فيها الإمام كانت في خريف 1987 بعد مؤتمر قداسة الحرمين حيث كان اجتماعا مصغرا، شارك فيه سماحة المرجع «السيد محمد حسين فضل الله» و«سماحة الشيخ المجاهد سعيد شعبان» والسيد الكبير المرحوم «ساجد النقوي» من باكستان وشخص آخر، إضافة الي سفير ايران في السعودية في ذلك الوقت «محمد علي هادي» وكانت جلسة رائعة اذكر منها أمرين مهمين سماحة السيد محمد حسين فضل الله قال له أنت رجل مهم وقائد ثورة قال الإمام له انا لم افعل شيئا، الشعب هو الذي فعل. «الشيخ سعيد شعبان» انتقد بعض الخلافات الموجودة في صف القيادة الإيرانية فيقول له الامام الخميني (رض) نحن ستون مليونًا ومن الطبيعي ان يكون هناك بعض الخلافات".

وتابع الشيخ ماهر حمود: "الحقيقة انطبع هذا الحوار في ذهني كثيرا لانه دل على تواضع كبير للامام الخميني (رض) وانكار للذات كما يقال وعرفان للجمهور وللشهداء وللعلماء الذين قدموا للثورة وفضلا عن هذا طبعا عن رؤيتنا لبيته والاغراض التي كان يستعملها كالراديو والمسبحة... كلها امور تدل على تواضع وزهد وصلة بالله في نفس الوقت".

احب هذا الرجل كثيرا وعدم تقليدي في المذهب لايقلل من شاني عنده

وقال الشيخ حمود: "طبعا هذا الرجل انا احبه كثيرا وأعلن في كل لحظة ان اختلافي معه في المذهب وعدم تقليدي له في المذهب لا يقلل من شأني عنده، لأن الجزء الرئيسي من الاسلام المتعلق بالموقف السياسي ومواجهة اسرائيل والاستكبار العالمي وهو أهم واصعب جزء في الاسلام.. هو قام بحمله على أحسن وجه ودعا الامة الى ذلك.

وحول وصاياه وتعليماته للبنانيين وخاصة لعلماء لبنان قال الشيخ حمود: "كانت كلمات عامة، أما الكلمات الخاصة فقد تكلمت عنها سابقا.. لا وقته كان يسمح ولا موقعنا كان يسمح للحوار الخاص.. بدون شك كلماته العامة كانت كافية حقيقة والحمد لله اننا فهمناها ووعيناها ونقلناها الى جمهورنا المتواضع، ونحب ان نكون على الطريق".

واضاف: "أظن ان كتاباتي اليومية والاسبوعية والخطب لا تزال تدل على التزامنا بهذا الاتجاه وللتفاؤل المستقبلي حول مستقبل هذه الامة الذي يجب ان يمر في هذا الطريق، يعني لا أتصور أن يأتي وقت تلغي فيه هذه التجربة او ان تهمل وان يقال على انها مبنية على باطل ثم يأتي بتجربة أخرى لنستمر على طريق فلسطين. الذي سيحصل هو ان هذه التجربة سيتم اتمامها بطريقة او بأخرى.. الشعب الايراني والشعوب العربية والفلسطينيين طبعا وغيرهم.. ولكن ان يأتي أحد يقول هذا كله خطأ مثلا لانه مرتبط بفهم مذهبي معين هذا خيال، الحقيقي واليقيني ان هذه التجربة ستؤسس لمرحلة زوال اسرائيل التي اصبحت قريبة انشاء الله".

الامام الخميني (رض) يشكل قفزة نحو الامام

وحول فكر الامام وحركته الثورية قال الشيخ حمود: "لا شك ان الإمام الخميني (رض) يشكل قفزة نحو الأمام لم نكن نتوقعها في زماننا.. نحن ابناء حركة اسلامية واسعة كانت تطمح الى الحياة السياسية ونعيش وقتها في عقدة نقص امام التيارات اليسارية التي حققت على الصعيد الوطني اكثر من الاسلاميين الذين كانوا منبوذين الى حد ما ومتهمين في دينهم وغير ذلك. الذي حصل انه فجأة عندما خرجت ثورة الامام الخميني (رض) قضت عمليا على الكثير من الاوهام التي نشرت في حق الاسلام وأهم هذه الاوهام الشعار الذي كان يرفعه اليساريون، "الدين أفيون الشعوب"، جاءت هذه الثورة المتجددة والعظيمة واظهرت ان الدين ليس أفيونًا للشعوب بل محرك للثورات وللشعوب بالاتجاه الصحيح".

واضاف الشيخ حمود: "الأمر الثاني كان تشكيكا من العلمانيين والمستشرقين وغيرهم بان الاسلام غير قادر على ان يبني دولة في العصر الحديث وهذا ايضا بسرعة ظهر انه ليس صحيحا.. الأمر الثالث لعله الأهم كانت التيارات والحركات الاسلامية او الدول التي تدعي انها اسلامية، كانت تعتبر في الصف الاميركي ضد الصف اليساري و المعسكر الشيوعي معتقدين ان الخطر الالحادي اكبر من الخطر الامبريالي والاميركي، وفجأة ايضا ظهر الامام الخميني (رض) بموقف واضح ضد الاميركي والاسرائيلي لم يكن احد يستطيع ان يسابقه اليه".

وراي الشيخ حمود أن "هذه المواقف (مواقف الإمام) كلها كانت مغطاة بدعم شعبي واسع جدا كان يتمناه اي زعيم في العالم او اي ثورة يسارية او غير يسارية في العالم وبالتالي يعني فعلا بسرعة وبأشهر قليلة اصبح الاسلام على الساحة السياسية فاعلا ومتقدما للآخرين ورافعا شعار فلسطين يقدمه على كل الشعارات وصادق في ذلك كما ثبت فب السنوات الطويلة".

واضاف قائلاً: "بالتالي اشعرنا الامام الخميني (رض) والثورة الاسلامية اننا دخلنا في صلب الحياة السياسية ومن بابها الواسع انما وبكل صراحة كنا ايضا نخشي من الالتباس الديني في بعض المفاهيم التي يختلف عليها السنة والشيعة وكنا نخشي من الفتنة المذهبية ومن التحريض المذهبي منذ اليوم الاول. وللاسف صدقت توقعاتنا وحُركت في وجه الثورة الاسلامية المشاعر المذهبية البغيضة بل وحركت الحرب المفروضة - حرب صدام التي دًعمت أميركيا وعربيا رجعيا في وجه الثورة الاسلامية التي لم تكن مستعدة لخوض معارك ولكنها استطاعت ان تقف وان تصد وان تحرك".

ايران لاتزال في الموقع الريادي في مكافحة اسرائيل واميركا  

واردف الشيخ حمود: "المهم بعد مرور 35 عاما حتي هذه اللحظة نشعر باننا نتقدم علي الطريق الصحيح وان كل الاتهامات المتراكمة علي الثورة الاسلامية في ايران عمليا لمن يستطيع ان ينظر بعينين قد باءت بالفشل وان ايران لا تزال تحتفظ علي الموقع الريادي الاول في التحريض علي اسرائيل واميركا وفي دعوتها الي وحدة الامة نجحت في كثير من المحطات ونجحت في المحطات الرئيسية وقد لا تكون نجحت في ميادين اخري طبعا هذا امر طبيعي".

واشار  الشيخ حمود إلي الاختلاف المذهبي حول بعض القضايا التي تحتاج إلي توافق وتفاهم حول القواسم المشتركة فيها من أجل توحيد جمهور المسلمين، واكد "اننا نستطيع ان نتجاوز هذه المسألة في اول محطة حقيقية جديدة تسجل فيها المقاومة انتصارا حقيقيا علي اسرائيل او علي المؤامرة التي تحيق بنا، كما حصل هذا الانتصار علي المؤامرة في سوريا".

واختتم الشيخ حمود: "لكن انا بالتأكيد أرفع شعارًا وأدعو الاسلاميين والوطنيين بعد فشل التجارب الاسلامية الاخري والوطنية الي اعتماد ايران وقيادة الامام الخامنئي في خط يصطف خلفه كل من يريد ان يحقق شيئا علي طريق فلسطين ولو اختلفنا علي بعض التفاصيل يعني كل يستطيع الاحتفاظ بطريقته وباجتهاداته السياسية والفقهية لكن هذا هو الثابت الوحيد منذ 35 عاما علي طريق فلسطين".

.................

انتهى/212

سمات