16 ديسمبر 2025 - 18:41
امرأة دنماركية غير مسلمة تسعى لمكافحة الإسلاموفوبيا من خلال ترجمة القرآن

قامت إيلين وولف، وهي امرأة دنماركية غير مسلمة حاصلة على درجة الدكتوراه في اللغة العربية، بترجمة القرآن الكريم بهدف تعريف شعب الدنمارك بدين الإسلام.

قامت إيلين وولف، وهي امرأة دنماركية غير مسلمة حاصلة على درجة الدكتوراه في اللغة العربية، بترجمة القرآن الكريم بهدف تعريف الشعب الدنماركي بالإسلام. ووفقًا لتقرير قناة الجزيرة، فقد نُشرت ترجمة القرآن الكريم إلى اللغة الدنماركية، التي أنجزتها إيلين وولف، وهي مستشرقة دنماركية، بلغة أكاديمية سليمة تمامًا، في 544 صفحة. وصرحت وولف، التي أمضت ثلاث سنوات في ترجمة القرآن الكريم إلى الدنماركية، بأن الهدف من هذه الترجمة ونشرها هو تعريف الشعب الدنماركي بالإسلام. وقالت: "من خلال تقديم هذه الترجمة، سيتعرف الدنماركيون على الإسلام، وسيتم تبديد بعض المفاهيم الخاطئة والأكاذيب والاتهامات التي وُجهت لتشويه صورة الإسلام". كما وصفت مترجمة القرآن الكريم الدنماركية مبادرتها بأنها رد على حزب اليمين المتطرف في بلادها. 

على عكس ترجمات القرآن في بلدان أخرى، هذه الترجمة باللغة الدنماركية حصراً، ولا تجمع النص مع النص العربي الأصلي. والسبب في ذلك هو اعتقاد المترجمة الدنماركية بأن الاقتصار على اللغة الدنماركية يزيد من تركيز القارئ على المعنى، ولا ترغب في إرباك القارئ بين اللغتين، حتى لو لم يكن يتقن أياً منهما. تجدر الإشارة إلى أنه على الرغم من رغبتها في استخدام لغة بسيطة وسهلة، إلا أن ترجمتها قوية ومعبرة وذات مستوى أدبي رفيع. كما أن هذه الترجمة لا تستخدم أسباب النزول للآيات، وهو ما يعتبره البعض نقطة ضعف رئيسية فيها. كذلك، في هذه الترجمة للقرآن، لم يُذكر اسم الله، واستُخدم بدلاً منه اسم الله. مهمة شاقة قالت إيلين وولف إن ترجمة القرآن لم تكن مهمة سهلة، بل كانت مهمة شاقة ومرهقة للغاية، واستغرقت منها أكثر من ثلاث سنوات لإنجازها. 

فيما يتعلق بفكرة هذا العمل، قالت إن فكرة ترجمة القرآن الكريم راودتها قبل 25 عامًا، عندما شجعها أستاذ جامعي على القيام بذلك. حصلت على شهادة الدكتوراه في اللغة العربية، ولم تتمكن من إتمام ترجمة القرآن الكريم بسرعة حتى تلقت دعمًا ماليًا من رجل أعمال دنماركي. وهي تعتقد أن ترجمة القرآن الكريم فرصة جيدة لشعب الدنمارك للتعرف على الدين الإسلامي بلغة بسيطة وسلسة، لا سيما بعد الأزمة التي اندلعت في البلاد عقب نشر رسوم كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم). آراء المسلمين حول هذه الترجمة.

 على الرغم من الارتياح الكبير الذي شعر به المسلمون في الدنمارك عقب نشر هذه الترجمة، فقد أُثيرت آراءٌ عديدة حول هذا العمل. أكد عبد الواحد بيدرسن، أحد أئمة الجالية المسلمة الدنماركية، أن هذه الترجمة تفتح آفاقًا جديدة لفهم القرآن الكريم للدنماركيين، وتساهم في بناء وعيٍ عام بتعاليم الإسلام. وأضاف أن هذه الترجمة، رغم فائدتها الكبيرة للجيل الثاني من المسلمين الدنماركيين الذين يواجهون صعوباتٍ جمة في قراءة القرآن وفهمه باللغة العربية، إلا أن كونها من إعداد شخصٍ غير مسلم يُقلل من قيمتها، لافتقارها إلى المعرفة الدينية والروحية، وعدم تناولها سيرة النبي وتفسير القرآن، وهما عنصران أساسيان لفهم معاني القرآن. ونتيجةً لذلك، أضاف، يصعب قبول هذه الترجمة كمصدرٍ رسمي وشامل في الدنمارك. 

أكد جهاد الفرا، رئيس المركز الإسلامي في الدنمارك، رأي بيدرسن، قائلاً إن غياب ترجمة القرآن الكريم من قِبل مسلمين لا يملكون الإمكانيات المادية أو المؤهلات الأكاديمية يُعدّ قصوراً يجب معالجته. وأعرب عن أمله في أن تتزايد الجهود المبذولة لتوسيع نطاق هذه الترجمات والارتقاء بها إلى مستوى الكمال، لتصبح مرجعاً موثوقاً للأقلية المسلمة. ومع ذلك، يرى الفرا أن ترجمة معاني القرآن الكريم من قِبل باحثة دنماركية، بأسلوب أكاديمي وموضوعي، يمكن أن تحظى بقبول عامة الناس في الدنمارك، لأنها تُرجمت من قِبل أكاديمية غير مسلمة بلغة سليمة وموضوعية. وأكد أن ترجمة معاني القرآن الكريم دون الخوض في تفسيره عملٌ نافعٌ لمن يُنصفون الإسلام في المجتمع الدنماركي.

تجدر الإشارة إلى أن أول ترجمة للقرآن الكريم في الدنمارك نُشرت عام ١٩٦٧ على يد عبد الله مادسن، وهو مسلم دنماركي. ومع ذلك، ورغم بيع أكثر من ١٠٠٠٠ نسخة منها، لم تلقَ هذه الترجمة قبولاً لدى المسلمين الدنماركيين لاحتوائها على العديد من الأخطاء النحوية والمصطلحات الصعبة. وقد صحّحت إيلين وولف هذه الأخطاء في ترجمتها، التي تُعتبر ثاني ترجمة للقرآن الكريم إلى اللغة الدنماركية تُنشر في الدنمارك.

تعليقك

You are replying to: .
captcha