5 مايو 2025 - 13:39
بقائي: موقف ايران ثابت بشأن الاستخدام السلمي للطاقة النووية

اكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية على ان تاريخ البرنامج النووي الإيراني يعود إلى سبعينيات القرن العشرين، وان موقف إيران المبدئي بشأن حق الشعب الإيراني في الاستخدام السلمي للطاقة النووية هو موقف ثابت يرتكز على المنطق والقانون الدولي.

وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــ خلال المؤتمر الصحفي الاسبوعي اليوم الاثنين، وردا على سؤال حول هدف زيارة وزير الخارجية الى باكستان وما إذا كانت الزيارة إلى الهند ستتم مباشرة بعد هذه الزيارة، اوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية "اسماعيل بقائي" بأن هذه الزيارة تأتي  في إطار المشاورات الوثيقة والمستمرة مع دول الجوار،لافتا الى ان هناك علاقات وثيقة ومشاورات مستمرة مع باكستان.

وفي هذا السياق، افاد المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية بأنه سيتم تناول القضايا الإقليمية، وخاصة تلك المتعلقة بفلسطين المحتلة ولبنان وسورية خلال هذه الزيارة، وايضا من المقرر أن يعقد الوزير عراقجي اجتماعات مع رئيس الوزراء ورئيس باكستان. علاوة على ذلك، فان وزير الخارجية سيقوم بزيارة الهند يوم الخميس لحضور اجتماعات اللجنة الاقتصادية المشتركة.

موقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية بشأن حق الشعب الإيراني في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، موقف ثابت
و ردا على سؤال حول تصريحات الرئيس الأميركي الليلة الماضية بأن إيران ليست بحاجة إلى استخدام الطاقة النووية،قال بقائي: نحن لا نتفاوض علنا ولا في وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي، ولكن ما هو واضح هو أن المواقف المبدئية للجمهورية الإسلامية الإيرانية بشأن حق الشعب الإيراني في الاستخدام السلمي للطاقة النووية هي موقف ثابت يستند إلى المنطق والقانون الدولي.
واشار بقائي الى ان البرنامج النووي السلمي الإيراني له تاريخ طويل، ويعود إلى سبعينيات القرن العشرين.مضيفا انه في ذلك الوقت، كان الجميع يعلمون أن موارد لأحفورية كانت أكبر مما هي عليه اليوم، وكانت احتياجاتها أقل.
وتابع ان الجميع يدرك مسألة الاختلالات في قطاع الطاقة، ولذلك فإن الحديث عن وجود موارد ضخمة من الوقود الأحفوري في إيران وعدم الحاجة إلى الطاقة النووية ليس واقعي ولا يستند الى اي اساس علمي.
موضوع المفاوضات يقتصر على القضية النووية ورفع العقوبات
وفي رده على سؤال لوكالة "إرنا" بشأن تأجيل اللقاء بين إيران والترويكا الأوروبية الذي كان من المقرر عقده في روما الجمعة الماضية،وحول تصريحات وزير الخارجية الفرنسي الداعية لإدراج القضايا غير النووية في أي اتفاق محتمل، اوضح بقائي انه لم تكن هناك مشكلة إلغاء ولم تكن هناك رسالة محددة.
واضاف انما الموضوع وبكل بساطة، ان هذا اللقاء كان من المفترض أن يعقد بالتزامن مع المفاوضات الايرانية-الامريكية غير مباشرة التي تم تأجيلها لأسباب لوجستية، تم تأجيل هذا اللقاء أيضا ولذلك فان ايران مستعدوة بالتأكيد لعقد اجتماع آخر بموافقة الأطراف.
واستطرد بقائي، "انه وفيما يتعلق بالقضايا الأخرى التي أثارتها فرنسا، فقد كان الأمر غريبا بالنسبة لنا، ولكن الحقيقة هي أن مثل هذه التصريحات صدرت من قبل، ولعل الهدف من إطلاق هذه التصريحات هو أنهم يسعون إلى نوع من المساومة خارج غرفة المفاوضات وهو أمر غير مقبول بالنسبة لنا. ويقتصر موضوع المفاوضات على القضية النووية ورفع العقوبات.

ننتظر بيان سلطنة عمان بشأن مستقبل المفاوضات
وفيما يتعلق بمسار عملية المفاوضات الايرانية-الامريكية غير المباشرة،اكد بقائي على ان ايران اثبتت عمليا التزامها بمواصلة طريق الحوار والدبلوماسية،وقد شاركت في هذه الجولات العديدة من المفاوضات بجهوزية تامة ، مشيرا الى ان تغيير موعد المفاوضات أو تأجيلها ، والذي تم توضيح اسبابها في تغريدة لعرقجي وفي بيان وزير الخارجية العماني، جاء بناء على اقتراح الوسيط وزير الخارجية العماني وبالتوافق بين الطرفين.
لذا، وبهذا الخصوص ، وكون ان ايران ليس اديها تواصل مباشر مع امريكا ،فانها تنتظر بيان سلطنة عُمان بشأن مستقبل المفاوضات، معربا عن ثقته بأن الوقت والمكان المناسبين لمواصلة المفاوضات سيتم تحديدهما، خاصة بالتنسيق مع الأصدقاء العمانيين، وسيتم تزويد ايران بالمعلومات في الوقت المناسب.
معيار إيران هو سلوك أمريكا وموقفها على طاولة المفاوضات
وحول موقف ايران من التغييرات في مجلس الأمن القومي الأمريكي الزاعمة بأن مستشار الأمن القومي الأميركي السابق تعاون مع نتنياهو دون علم ترامب ومحاولته فرض آراء نتنياهو على فريق التفاوض الأمريكي،اعتبر بقائي بأن قضية تغيير منظومة صنع القرار ورسم السياسات الأمريكية فيما يتعلق بموضوع المفاوضات هي قضية تهم الامريكان.
واضاف اما بالنسبة لايران ، فإن المعيار والأساس لاتخاذ الموقف والقرار بشأن قضايا التفاوض هو ما يتم رفعه رسميا من قبل الجهة الأمريكية المختصة، وهو ما سمعناه ورايناه من سلوك ومواقف الطرف الآخر الرسمية على طاولة المفاوضات.
إيران تنتهز كل فرصة لدعم الشعب الفلسطيني
وفيما يتعلق بتصريحات رئيس وزراء الكيان الصهيوني بشأن عدم تعاون الكيان مع محكمة العدل الدولية وحضور إيران جلسات المحكمة،اوضح بقائي بان هذه القضية ليست جديدة ففي العام الماضي، شاركت ايران في مداولات التصويت الاستشاري بشأن حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير.
وتابع المتحدث باسم وزارة الخارجية بأن مشاركة وزارة الخارجية في عملية ابداء الرأي بالتصويت الاستشاري الأخير جاءت منسجمة مع سياسة إيران في الاستفادة من كل فرصة لدعم الشعب الفلسطيني، لافتا الى انه وفي وضع حيث تكون الإبادة الجماعية واضحة وجلية، يتعين تناول السؤال الفرعي. ولم تعارض القرار سوى الولايات المتحدة وبريطانيا، في حين أكدت بقية الدول على ضرورة استمرار وكالات الإغاثة في عملها بغزة.
التصديق على المعاهدة الشاملة بين إيران وروسيا
وردا على سؤال حول آخر التطورات المتعلقة بالتصديق على المعاهدة الشاملة بين إيران وروسيا، افاد بقائي بأن اتفاقية الشراكة الاستراتيجية يجري متابعتها بشكل جدي ،وقد استكمل الجانب الروسي عملية التصديق على هذه المعاهدة داخل بلاده، وفي المقابل تتابع ايران هذه المسألة بشكل سريع.
أميركا ليست في وضع يسمح لها بإملاء مواقفها على لبنان
وفيما يخص الضغوط الأمريكية لنزع سلاح المقاومة الفلسطينية واللبنانية،اكد بقائي على ان قضية السلاح والدفاع عن الوطن ليس لها علاقة بأطراف ثالثة، وخاصة بأن تلك هي جزء من الصراع القائم، وبالتالي فان امريكا ليست في وضع يسمح لها بإملاء مواقفها ومطالبها على الأطراف اللبنانية.
وتابع لافتا الى ان هذه القضية يجب أن تتم على يد لبنان بأكمله، مضيفا انه وفي الأساس فإن حق المقاومة هو جزء من حق الدول في الدفاع عن نفسها، وهو حق معترف به في القانون الدولي كحق غير قابل للتصرف، وخاصة في منطقتنا، حيث نواجه كيانا يسمى الكيان الصهيوني، فمن المؤكد أن كل الدول سوف تكون حريصة على عدم نزع سلاحها في مواجهة مثل هذا الكيان.

القوات المسلحة الايرانية سترد على أي عدوان بكل قوة
وردا على التهديدات العسكرية للكيان الصهيوني،اكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية على ان القوات المسلحة الايرانية لن تتردد في الرد بشكل حاسم وبكل قوة ويقظة على أي عدوان وأي مغامرة صهيونية.
إذا صدقت امريكا بموقفها، فمن الممكن حل العديد من القضايا
وفيما يتعلق بتوجهات الرئيس الأمريكي بشأن العقوبات ودعواته المتزامنة للمفاوضات،رأى بقائي بأن مثل هذه الرسائل المتناقضة التي أصدرها مسؤولون أمريكيون مختلفون لن تكون مفيدة، ولكنها لن تؤثر سلبا على إصرار ايران على التمسك بمواقفها المبدئية.
ومضى يقول بأن ايران مستعدة للدخول ومواصلة المسار الدبلوماسي والحواري لحل القضايا المتعلقة بالقضية النووية ورفع العقوبات، مؤكدنا انه وفي الوقت نفسه على مواقف ايران المبدئية بنفس الوضوح، وستظل ايران ثابتة على هذا المسار.
كما لفت بقائي الى انه اذا كانت الأطراف الأمريكية صادقة في مطالبها بأن لا تمتلك الجمهورية الإسلامية الإيرانية قنبلة نووية؛ يمكن حل العديد من المشاكل، مؤكدا على ان ايران صرحت وبوضوح مرارا وتكرارا  وأثبتت عمليا أنها لم ولن تسعى الى عسكرة برنامجها النووي.
مشاركة ايران في اجتماع مجموعة البريكس في البرازيل
وعن اجتماع وزراء خارجية مجموعة دول البريكس في البرازيل، والذي عقد يومي 28 و29  نيسان/ ابريل،اشار بقائي الى ان هذه القمة تزامنت مع زيارة الرئيس الايراني الى جمهورية أذربيجان،لذا لم يكن من الممكن مشاركة وزير الخارجية فيها ،لكن مساعده في الشؤون الدبلوماسية الاقتصادية حضرها ومثل ايران.
ولفت بقائي الى انه تم طرح قضايا مهمة للغاية في اجتماع مجموعة البريكس، بما في ذلك فيما يتعلق بتوسيع التعاون فيما بين بلدان الجنوب وتعزيز التفاعلات بين البلدان النامية، ومعارضة الأحادية، والتأكيد على الحفاظ على المنظمات والمؤسسات المنبثقة عن الأمم المتحدة وتعزيزها.
واضاف بانه خلال هذه القمة شارك المسؤولون الحاضرون أيضا في اجتماعات جانبية حيث التقى مساعد وزير الخارجية في الشؤون الدبلوماسية الاقتصادية بعدد من المشاركين في القمة.
وتابع بقائي ،فيما يتعلق بمجموعة البريكس، فإن المهم هو أن هذه المنظمة أنشئت على أساس ميثاق الأمم المتحدة، الذي يشجع في حد ذاته على إنشاء ترتيبات إقليمية ودولية لحل القضايا والتحديات في مختلف المجالات، بما في ذلك الاقتصادية والاجتماعية والقانونية،معتبرا أن ذلك يعزز المعايير الدولية والقانون الدولي والمنظمات الدولية.
الاتحاد الاقتصادي الأوراسي ومجموعة البريكس لهما دورا هاما في العلاقات التجارية
وافاد بقائي بان أمين المجلس الأعلى للأمن القومي سافر إلى البرازيل لحضور اجتماع مماثل، وهو في الواقع اجتماع لمستشاري الأمن القومي لدول أعضاء مجموعة البريكس، وعقد عدة اجتماعات مع نظرائه ودول أعضاء مجموعة البريكس.
وبيّن ان من الإنجازات المهمة التي حققتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية في المجال الاقتصادي وتعزيز علاقاتها مع الدول الأعضاء أو الشريكة في هذا الاتحاد الاقتصادي، عقد اتفاقية التجارة الحرة بين إيران والدول الخمس الأعضاء في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي والتي دخلت مراحلها النهائية من الدخول حيز التنفيذ.
وتابع قائلا: ووفقا للمعلومات المتوفرة لدي هي أنه بعد دخول الاتفاق حيز التنفيذ فإن أكثر من 80 بالمئة من السلع الإيرانية المصدرة إلى هذه الدول الخمس سوف تخضع للتعريفات الجمركية الصفرية، وهذا بدوره سوف يسهل إمكانية زيادة التجارة بين تلك الدول وإيران.
وبناء على ذلك، رأى بقائي ان كل من الاتحاد الاقتصادي الأوراسي ومجموعة البريكس يلعب دورا هاما في المساعدة على توسيع علاقات الجمهورية الإسلامية الإيرانية مع الدول الأعضاء في هذين المنتديين، وخاصة فيما يتعلق بالقضايا الاقتصادية.

سمات

تعليقك

You are replying to: .
captcha