وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــاختتمت في العاصمة صنعاء اليوم، أعمال المؤتمر الثالث “فلسطين قضية الأمة المركزية”، الذي انعقد بمشاركة محلية وعربية وإسلامية ودولية واسعة، تحت شعار “لستم وحدكم وقد أكد المشاركين في كلمات لهم في ختام المؤتمر على ضرورة تضافر الجهود لدعم الشعب والقضية الفلسطينية وإسناد المقاومة لمواجهة الوحشية الصهيونية، الأمريكية
وفي الاختتام الذي حضره عضو المجلس السياسي الأعلى الدكتور عبدالعزيز بن حبتور، ونائب رئيس مجلس الشورى ضيف الله رسام،
عبر مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين، عن الشكر للجنة التحضيرية على انعقاد المؤتمر في ظل الفعاليات والأنشطة الرسمية والشعبية المستمرة والمكرسة لمساندة الشعب والقضية الفلسطينية ونصرة غزة ومحور المقاومة بصورة عامة.
وأشاد بالمواقف المشرفة لضيوف اليمن المشاركين في أعمال المؤتمر الثالث “فلسطين قضية الأمة المركزية”، والتي تعكس عزتهم وشجاعتهم التي لا تقل عن شجاعة الشعب اليمني وصموده في مواجهة الطغيان الأمريكي والصهيوني والامبريالية العالمية.
وقال العلامة شرف الدين “نشيد بحضورهم وكسرهم للحصار على اليمن، وهم يعلمون أن الشعب اليمني يعاني من ويلات الحصار الأمريكي وأذنابه في المنطقة، فنقدم لهم الشكر الجزيل ونتمنى لهم طيب الإقامة في اليمن، وعليهم أن يعلموا بأن الشعب اليمني ليس كما يصوره الأعداء، وإنما هو شعب سلام وإسلام وإيمان، يتوق للحرية والعزة والكرامة”.
مؤكدًا علم الجميع بأن ما يجري في فلسطين ظلم لا يمكن السكوت عليه.
وقال “ومع ذلك يُقدمون مصالحهم الشخصية ويكبتون قناعاتهم، ويميتون ما في ضمائرهم من حقائق واضحة مثل القضية الفلسطينية التي وجب مناصرتها ودعمها في مواجهة وحشية الكيان الغاصب والعدو الأمريكي”..
مشيدًا بالمواقف البطولية في مواجهة الأنظمة المستبدة.
وعبر مفتي الديار اليمنية عن الحمد لله بأن جعل اليمنيين في صف المدافعين عن الحق، وأهله والمظلومين والمحرومين في فلسطين وفي غيرها.. مباركًا للجميع نجاح أعمال المؤتمر، متمنيا أن تكون مخرجاته مثمرة وذات فائدة وأعطت أكلها.
وأضاف “من خلال كلمات المشاركين الكل يعتز بما سطره الشعب اليمني بقيادة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، وبالجهود المثمرة من الحكومة والجيش والشعب اليمني الذي يحضر أسبوعيًا طيلة الحرب العدوانية على غزة لأكثر من 15 شهرًا ومع ذلك ما يزال وسيظل مستمرًا في عطائه نصرة لغزة ومساندة للمقاومة الفلسطينية”.
بدورة أكد وزير الخارجية البوليفي الأسبق “فرناندو هواناكوني”، أن المشاركة الواسعة في المؤتمر الثالث لفلسطين بصنعاء تمثل تأكيدا على أهمية العمل المشترك وتوحيد خط التضامن مع الشعب الفلسطيني.
وأعلن التضامن مع الشعبين اليمني والفلسطيني.. وقال “إننا اليوم أمام مشهد عالمي جديد وهذا وقت التغيير والتطوير لنهضة الشعوب، ويفترض أن يكون القرار بأيدينا بعيدا عن السيطرة الإمبريالية”.
وأضاف ” علينا أن نحمي وندافع عن أنفسنا، واليوم نحن مع فلسطين لأنها تجمع وتمثل الكل، والذي يحصل في فلسطين يمكن أن يحصل علينا إذا صمتنا”..
مؤكدا أن “فلسطين يوحدنا فيها الدم، والعدو الذي نواجهه هو نفس العدو الذي يرتكب أبشع الجرائم بحق الشعب الفلسطيني”.
واشار الى أن بوليفيا لديها عنصر الليثيوم ولن تعطيه لأوروبا أو أمريكا، والوقت حان لإنشاء نظام عالمي جديد.. مؤكدا للشعب الفلسطيني “بأنه ليس وحده، فنحن معه، وسندافع عن فلسطين”.
وخاطب وزير خارجية بوليفيا الأسبق، الشعب اليمني، قائلاً :”أنتم لستم وحدكم، فنحن أخوتكم، وبوليفيا وأمريكا اللاتينية معكم لأن نضالكم هو نضالهم، وسيأتي اليوم لننتصر ونقيم النظام الجديد والبدء بحياة جديدة للبشرية بدون هيمنة الإمبريالية”.
بدورها أكدت عضو البرلمان الأوروبي الأسبق “كلير دالي”، أن الشعب الفلسطيني يعاني منذ 77 عامًا من طغيان الصهاينة.
وأشارت إلى ما يرتكبه الصهاينة من جرائم في فلسطين منذ النكبة..مستشهدة بما طال فلسطين وغزة من تدمير متعمد للبنية التحتية واستهداف للمدنيين والأعيان المدنية منذ 17 شهرًا في انتهاك للإنسانية والقوانين الدولية.
وأوضحت “دالي” أن ما يحصل في غزة ليس عرضيًا وإنما مقصود ومتعمد بدعم أمريكي وأوروبي..وقالت “المسألة ليست تضامن فحسب، وإنما دفاع عن القضية الفلسطينية في المواجهة الأمريكية، ورسالتنا من محور المقاومة في اليمن: لن يسود ظلمكم على فلسطين، وبإمكان الصهاينة أن يفعلوا ما يُريدون، لكن أفعالهم دليل على ضعفهم”.
من جانبه بارك رئيس مركز دراسات القدس بجامعة ماليزي “امينو رشيدي”، انعقاد المؤتمر الدولي الثالث لفلسطين في العاصمة صنعاء والذي جمع أحرار اليمن والعالم ومحبي الحرية.
وقال “فخورون بوجودنا معكم في اليمن، لنجددّ التزامنا بإنقاذ غزة وتحرير فلسطين ومن أجل أن ننقذ العالم من المجرمين والمستكبرين”.
وأشاد بكرّم الضيافة وحفاوة الاستقبال الذي حظي به في اليمن، وقبل ذلك بشجاعة اليمنيين التي تأسر القلوب وتوحد الصفوف لمحاربة الوحشية الصهيونية والفاشية الأمريكية وعملائهم.
واعتبر رشيدي، انعقاد المؤتمر فرصة لتدارس الخيارات الكفيلة بمنع الوحشية الصهيونية والأمريكية، التي تستهدف المدنيين في فلسطين واليمن.. متسائلًا “أمام ذلك كيف نستطيع أن نقول إننا مع السلام ونبقى صامتين، يكفي ما حصل، لابد أن نقف معًا كأفراد ومنظمات وقادة وشعوب لإنقاذ العالم من الإرهابيين الحقيقيين الذين لن يدعونا في سلام ويسعون لتدميره”.
في حين أشاد المعارض والناشط الإعلامي الأمريكي “جاكسون هينكل”، بمستوى الترحيب والاستضافة التي وجدها في اليمن.. وقال “لم أرى في حياتي مثل هذا الترحيب الحار مثلما رأيته في اليمن، والذي أثر فيني بشكل كبير خصوصاً بعد ما قامت به بلادي من عدوان سافر على اليمن”.
ووصف اليمنيين بأنهم أكثر إنسانية وتواضعا، معبرا عن الامتنان على حسن الضيافة وحفاوة الاستقبال.
ووجه الناشط الأمريكي رسالة لحاملة الطائرات الأمريكية ” ترومان” ولجميع العاملين فيها، ولكل شخص في هذه الحاملة التي تقوم بالحرب على الله” بأنكم ستهزمون ولن تنجحوا”.
وأكد أنه لا يمكن لأي شخص مهما بلغت قوته أن يشن حرب على الله وينجح فيها.. مستغرباً من الأعمال العدائية التي يشنها الجنود على حاملة الطائرات وبقية الجنود الأمريكان على الشعبين اليمني والفلسطيني ولم يأخذوا في الحسبان أنهم محاسبين في اليوم الآخر.
وأضاف ” إن القادة الذين يأمرونكم بارتكاب هذه الجرائم لا يكترثون بمصالح الشعبين الفلسطيني واليمني، وإنما همهم الأول المال، وهم يصفون المناضلين في اليمن بأنهم إرهابيين، بينما هم يدافعون عن المظلومين”.
ولفت “هينكل” إلى أن أمريكا التي تدعي بأنها أرض وموطن لكل الأحرار في العالم، لكن الواقع مختلف، فالأحرار الحقيقيون في العالم هم المتواجدون في هذه القاعة.
وأكد أن الأحرار هم أبناء فلسطين ولبنان وغزة والضفة واليمن، ومحور المقاومة الذين يناضلون ضد المشروع الصهيوني.. وقال” أنتم الأحرار الحقيقيون في هذا العالم، لأن أفعالكم لم تسيرها أي مصالح مالية، وإنما أهداف أفعالكم تحقيق الحياة والعدالة والحق للجميع”.
ووصف الناشط الأمريكي”زعماء العالم العربي بالصهاينة العرب، الذين يخدمون المصالح الأمريكية والصهيونية وليسوا القادة الحقيقيين للعالم العربي”.. مؤكداً أن القادة الحقيقيين هم في اليمن” من ناحيته أشاد الإعلامي والناشط البريطاني – مدير مكتب “آر تي” في لبنان “ستيفن سويني” بحسن الإعداد والتنظيم للمؤتمر الدولي الثالث “فلسطين قضية الأمة المركزية” الذي عقد بالعاصمة صنعاء.
وعبر عن الفخر والاعتزاز بكسر الحصار على اليمن والمشاركة في المؤتمر مع شعب يقف مع فلسطين بصورة ثابتة ويواجه قوى الاستكبار العالمي.. وقال” راودتني بعض التساؤلات أثناء القدوم إلى اليمن، هل أنت خائف أو تشعر بالخوف، وكان الجواب، أشعر بالخوف من ماذا، بل أشعر بالفخر لأني أقف مع شعب ثابت ضد الإمبريالية العالمية”.
وأضاف “إنني مع الشعب الذي يحارب الإمبريالية والصهاينة، ومن يقف إلى جانبه يشعر بالقوة والشجاعة، وهذا الشيء لا يستطيع نتنياهو وترامب أن يفهماه”.
وأكد “سويني” أن أنصار الله يمثلون محور المقاومة وهم من يدافعون عن الحق والمظلومين، ولهذا السبب لا يستطيع الآخرون الانتصار عليهم.. لافتا إلى أن فلسطين هي قضية اليوم وهي الهدف التي سعى ويسعى جميع الأحرار لتحريريها، الأمر الذي اقتضى تقديم التضحية والفداء من أجل القدس، وفي المقدمة رموز النضال والاستشهاد أمثال “الحاج قاسم سليماني، والمهندس، ويحيى السنوار، وإسماعيل هنية”.
وقال: “شاهد الجميع أكبر تضحية عرفتها الأمة في سبيل القدس والشعب الفلسطيني باستشهاد شهيد الأمة السيد حسن نصر الله”.. مبيناً أن الشهيد نصر الله لا يزال يعيش في قلوب الإنسانية والشعب الفلسطيني، وعلى المجتمع الدولي إدانة المجرمين نتنياهو وترامب، وليس المدافعين عن فلسطين.
وأشاد بدور أنصار الله وكل الأعمال التي قاموا بها في مواجهة النازية الجديدة التي تتزعمها إسرائيل وأمريكا في ارتكاب أبشع جرائم الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني في غزة.
ودعا الجميع إلى محاصرة إسرائيل ووقف العلاقة والتواصل التجاري معها.. مؤكداً أنه لا يمكن أن يحل السلام في المنطقة والعالم مادامت إسرائيل موجودة، كونها كيان إرهابي”.
وأشار إلى أن النظام الصهيوني أضعف من بيت العنكبوت، وإسرائيل لن تستطيع أن تقف لحظة واحدة بدون الدعم الأمريكي والنقابات العمالية في مختلف أنحاء العالم والمافيا في بريطانيا”.
ونوه بالأعمال البطولية للقيادة الثورية والشعب اليمني الذين يقفون ضد جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني، والمطالبة بدعم الحصار الذي يفرضه اليمن على السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، والوقوف مع خيارات المقاومة حتى تحقيق النصر المؤزر.
فيما أكد الإعلامي اللبناني علي الرضا سبيتي، أن العدو الصهيوني ومن يقف معه من قوى الاستكبار، حاولوا كسر إرادة الأمة، لكنهم اصطدموا بجدار الصمود الذي شيدته المقاومة برجالها العظماء وأبطالها الذين صنعوا التاريخ بدمائهم الزكية وكتبوا للأمة ملحمة العزة والفداء.
وقال “من قلب اليمن الثائر، من صنعاء التي لم تساوم يومًا على قضايا الأمة، نقف اليوم لنعلنها مدوية فلسطين قضيتنا والقدس بوصلتنا والمقاومة خيارنا حتى التحرير”.
وأشاد برجال المقاومة الأبطال في فلسطين ولبنان واليمن الذين جعلوا أجسادهم جسورًا نحو النصر وعلى رأسهم سيد شهداء الأمة حسن نصر الله والشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، وأحمد ياسين، وعبد العزيز الرنتيسي، وفتحي الشقاقي، وعماد مغنية، ومحمد الضيف وكل المجاهدين والقادة العظماء ممن حملوا راية الجهاد ومضوا في طريق التحرير.
وأوضح سبيتي أن العلاقة بين اليمن ولبنان، وبين غزة وجنوب لبنان، ليست مجرد علاقة دعم ومساندة، وإنما تحالف الأحرار في وجه الطغاة ووحدة الموقف في وجه الاستكبار، ووحدة الدم والمصير.
وأضاف “أراد العدو عزل المقاومة، فجاءه الرد من اليمن وأحرار الأمة، بأن فلسطين ليست وحدها وغزة ليست وحدها والقدس أمانة بأعناق الأحرار حتى يوم النصر والتحرير”.. مؤكدًا أن الدم الذي سال في فلسطين ولبنان واليمن، هو دم واحد في معركة واحدة وضد عدو واحد.وأكد الإعلامي اللبناني سبيتي، على ضرورة أن يكون هذا المؤتمر “منبرًا لدعم المقاومة، لتكن كلمتنا موحدة: فلسطين قضية الأمة المركزية، والقدس لن تكون إلا عاصمة فلسطين، والمقاومة هي الطريق الوحيد نحو التحرير”.
وتم في اختتام أعمال المؤتمر، عرض فيديوهات مسجلة، تضمنت كلمات من قبل ناشطين وصحفيين وإعلاميين وأكاديميين من مختلف بلدان العالم، أشادت في مجملها بتنظيم اليمن للمؤتمر الدولي الثالث “فلسطين قضية الأمة المركزية”.
عقب ذلك، كرّم عضو المجلس السياسي الأعلى الدكتور بن حبتور، ومفتي الديار اليمنية، ونائب رئيس مجلس الشورى والوزراء، ورئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الدكتور عبدالرحيم الحمران، ونائب رئيس اللجنة الدكتور أحمد العرامي وأعضاء اللجنة، ضيوف اليمن المشاركين في المؤتمر، بدروع وشهادات تقديرية
وقد ناقش المؤتمر الذي استمر أربعة أيام 173 بحثًا وورقة عمل تم توزيعها على مختلف محاور المؤتمر، مقدمة من مشاركين وباحثين وناشطين من “اليمن، فلسطين، لبنان، تونس، ليبيا، مصر، الهند، ماليزيا” وعدد من الناشطين من عدة دول أجنبية.
وتناول المؤتمر سبعة محاور توزعت على الرؤية القرآنية للصراع مع العدو الصهيوني القضية الفلسطينية نموذجاً، واستراتيجيات العدو الصهيوني في إنشاء إسرائيل الكبرى وأطماع العدو الصهيوني في اليمن، ومخاطر التطبيع وأهمية المقاطعة.
كما تضمنت محاور المؤتمر، الأبعاد الاستراتيجية لعملية طوفان الأقصى، والصهاينة العرب، والنشأة والمظاهر وآليات المواجهة، ودلالات معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس ومراحلها وآثارها، وأهمية انتفاضة الجامعات الأمريكية والأوروبية.
تعليقك