وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــ التقى قائد الثورة الإسلامية، الإمام الخامنئي، صباح اليوم (الأحد) 2/2/2025، بالأساتذة والقراء والحفاظ المتميزين المشاركين في الدورة الحادية والأربعين للمسابقات الدولية للقرآن الكريم في جمهورية إيران الإسلامية، وبارك سماحته حلول ذكرى ولادة الإمام الحسين (ع)، وتحدّث عن شأن القرآن الكريم لافتًا إلى أن ألفاظ القرآن ونظمه ومفاهيمه وتبيانه للسنن الإلهية، وكل ما فيه، معجزة.
وأكد الإمام الخامنئي في هذا الصدد، قائلًا: «لو تم الاستفادة من هذه المعجزة العظيمة، فسوف تُحل جميع مشكلات البشر، وستنتظم حياة المجتمعات البشرية».
كما عدّ سماحته استمرار المعجزة القرآنية والنبوية بركةً عظيمة للإنسان وعالم الوجود، مؤكدًا: «كلّما راجعنا القرآن الكريم، يجب أن ندرك أنه معجزة النبي (ص)، وهذه قضية مهمة جدًا».
وتابع قائد الثورة الإسلامية في تبيين مفهوم «التوكل» القرآني، قائلًا: «وفقًا لما ورد في كلام الله المجيد، مَن يتوكل على الله فإن الله يكفيه؛ لذا إذا تم استيفاء شروط التوكل، فإن هذا الوعد الإلهي سيتحقق حتمًا».
ورأى الإمام الخامنئي أن الثقة واليقين بوعد الله الصادق هو الشرط الذهني للتوكل، وأضاف: «يجب أن نكون على يقين تام، دون أي سوء ظن، أنه بإذن الله، كل أمر مستحيل سيصبح ممكنًا».
كما عدّ الإمام الخامنئي أن انتصار أهالي غزة على الكيان الصهيوني والنظام الأمريكي نموذجًا لتحقّق المستحيل، وقال: «لو قيل إن غزة الصغيرة ستواجه قوةً عسكريةً عظمى كأمريكا وتنتصر، لما صدّق أحدٌ أن هذا الأمر ممكن! لكنه تحقق بإذن الله».
ولفت قائد الثورة الإسلامية إلى أنّ الشرط الثاني لتحقق قول الله تعالى {مَن يَتَوَكَّل عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} هو الحضور في ميدان العمل، وقال: «لقد جعل الله جزءًا من مسؤولية كل عمل في عاتق الإنسان نفسه، وإذا قام الإنسان بمسؤولياته مصحوبةً باليقين بوعود الله، فإن أي عمل، مهما بدا مستحيلًا، يصبح ممكنًا بلا شك».
وأشار الإمام الخامنئي إلى اصطفاف الاستكبار ضد شعوب كثيرة حول العالم، وليس فقط مع الشعب الإيراني، وقال: «الفرق ما بين الشعب الإيراني والشعوب الأخرى هو أن الشعب الإيراني يجرؤ على قول هذه الحقيقة بأن أمريكا معتدية، كاذبة، مخادعة، ومستعمرة، ولا تلتزم بأي مبدأ من المبادئ الإنسانية؛ ولهذا السبب يردد شعار 'الموت لأمريكا'، في حين لا يجرؤ الآخرون على التعبير عن هذه الحقائق والوقوف في وجه أمريكا وأداء دورهم في مقارعة الاستكبار، ولذلك لا يصلون إلى نتيجة».
في جزء آخر من حديثه، رأى الإمام الخامنئي أنّ صبر وجهود الشعب الإيراني على مدى 46 عامًا ونيّف في مواجهة اصطفاف جميع المستكبرين في العالم سببًا في نمو البلاد على الأصعد كافة، وأضاف: «لم يتأثر الشعب الإيراني بالضربات في هذه المواجهة قط، بل شهد نموًا وتقدّمًا في جميع المجالات».
كما عدَّ قائد الثورة الإسلامية تربية آلاف الشباب واليافعين من قرّاء وحفّاظ القرآن في جميع أنحاء البلاد مثالًا على التقدم الروحاني للبلاد، وأضاف: «لقد تقدّمت البلاد في الجوانب المادية أيضًا، وأنجز الشباب أعمالًا متنوعة وعظيمة، وسوف تستمر أنواع التقدّم هذه بالتوكل على الله حتى يبلغ الشعب القمة المنشودة».
يُذكر أنه في بداية هذه المراسم، قدّم بعض المشاركين المتميزين في المسابقات الدولية الأخيرة للقرآن الكريم في مدينة مشهد المقدسة وجمع من الشباب القرآنيين المتميزين تلاوات عطرة لآيات من كلام الله المجيد، وتأدية بعض التواشيح والابتهالات.
........
انتهى/ 278
تعليقك