٢٢ يناير ٢٠٢٥ - ٢١:٠٢
تيك توك ينصاع للضغوط الأميركية ويحجب «فلسطين»

وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ـ في تطور مفاجئ أشعل منصات التواصل الاجتماعي، أجرى تطبيق تيك توك، الذي يُعدّ إحدى أكثر المنصات شعبية حول العالم، تحديثاً لشروط الخدمة الخاصة به لتضمين عبارة «فلسطين الحرة» ضمن قائمة الخطابات التي تعتبرها المنصة «خطاب كراهية».

جاء هذا التحديث بعد أيام قليلة من احتفال العديد من المستخدمين الأميركيين بعودة التطبيق إلى العمل، بعد فترة من الحظر في الولايات المتحدة بسبب مخاوف الحكومة الأميركية من سرقة بيانات المواطنين من قبل الصين. وقد تفاجأ المستخدمون، خصوصاً أولئك الذين يدعمون القضية الفلسطينية، بهذا القرار الذي اعتبروه تحيزاً واضحاً ضد حرية التعبير وحقوق الشعب الفلسطيني.


هل يدعم تيك توك فلسطين؟


دافع تيك توك عن نفسه أكثر من مرة ضد التصّور القائل بأنّه يفضّل وجهات النظر الفلسطينية، وأكد على أنّ خوارزميته لا «تنحاز إلى أي طرف». لكن خلال حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، وبسبب طبيعة خوارزمية تيك توك التي تمنح حرية أكبر من بقية المنصات، ولأن عدد مناصري فلسطين أكبر بكثير من عدد الإسرائيليين على الإنترنت، علا الصوت الفلسطيني ووصلت صور المجازر إلى كل الشاشات.


هل تيك توك إسرائيلي؟

يرى بعضهم أن هذه الخطوة الجديدة قد تكون محاولة من تيك توك لتجنب أي اتهامات بالتحيز في ظل الضغوط السياسية التي تواجهها الشركة في الولايات المتحدة. فقد عاد التطبيق بشكل غير مستدام، إذ إن عودته هي لمدة 75 يوماً مشروطة بالتوصل إلى حلّ يرضي الطرفين في الولايات المتحدة. لكن من جهة أخرى، يرى النقاد أنّ هذا القرار الجديد بتشديد الرقابة على المحتوى الفلسطيني يمثل انتهاكاً لحرية التعبير ويشكل تضييقاً على أصوات المستخدمين الذين يسعون إلى الإشارة إلى معاناة الشعب الفلسطيني وقضيته.

ردود الفعل

ردود الفعل على هذا التحديث كانت سريعة وحادة، إذ غرّد العديد من النشطاء والمستخدمين معبرين عن استيائهم من هذا القرار، معتبرين بأنّ تيك توك قد مات وباع روحه من أجل الاستمرار في العمل. وأثار هذا التحديث موجة من الانتقادات اللاذعة على المنصات الاجتماعية، حيث عبّر كثيرون عن شعورهم بالخذلان تجاه التطبيق الذي كان يُعتبر منصة للحرية والتعبير، متهِمين إياه بالخضوع لضغوط سياسية من أجل الحفاظ على استثماراته وانتشاره في أسواق معينة. ورأى بعضهم أنّ هذه الخطوة قد تؤدي إلى تآكل الثقة في التطبيق، خصوصاً في صفوف المستخدمين الذين كانوا يرون فيه أداة رئيسية لحرية التعبير.

كما أشار آخرون إلى أن هذا القرار قد يكون له تأثير سلبي على سمعة تيك توك، خصوصاً في العالمين العربي والإسلامي، حيث تعتبر القضية الفلسطينية قضية مركزية تحظى بتأييد واسع. وهناك من وصف التحديث بأنه «انصياع للضغوط من القوى الكبرى» التي تسعى لتقليص مساحة النقاش حول قضايا حساسّة، مثل فلسطين، التي تجمع شريحة واسعة من الشباب العربي والغربي حولها.

من جانب آخر، أعرب بعضهم عن قلقهم من أن يكون هذا القرار بداية لمزيد من القيود على المحتوى السياسي على المنصة، ما قد ينعكس سلباً على حريات التعبير في المستقبل. في الوقت نفسه، طرح بعضهم تساؤلات حول مدى قدرة تيك توك على الاستمرار في جذب المستخدمين الجدد، الذين كانوا في البداية يتوقعون من التطبيق أن يكون منصة مفتوحة وآمنة للنقاشات المتنوعة.

تعليقك

You are replying to: .
captcha