وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ـ أجج الاعتداء على مقام الشيخ «الخصيبي» في محافظة حلب شمالي سوريا من قبل عناصر تابعة للفصائل المسلحة، غضب الطائفة العلوية في محافظات عدة، لما لهذه الشخصية من رمزية دينية لدى أتباع المذهب العلوي كون الشيخ «الخصيبي» يعتبر أحد مؤسسيه، وكبار علمائه.
عمت التظاهرات مدن اللاذقية وطرطوس وجبلة وبانياس وحمص تنديداً بالاعتداء، وعلت الهتافات بـ«لبيك يا خصيبي»، ليسارع عناصر «هيئة تحرير الشام» إلى النزول نحو الشوارع ومحاولة احتواء الموقف، بعد تقديم الإدارة العامة التي تشرف حالياً على مقاليد الحكم في سوريا وعوداً إلى وجهاء الطائفة العلوية وأبنائها بمحاسبة المسؤولين عن إضرام النار في المقام، وتصفية 5 من خدامه، وبالفعل فضت للاحتجاجات خلال ساعات.
وبنية تهدئة الشارع، أصدر خدّام المقام بياناً يشرح أن الفيديو الذي تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي لإحراق المقام، ليس جديداً، إنما وقع قبل أسابيع، عند دخول المسلحين إلى محافظة حلب، وأكد خدّام المقام مسارعتهم إلى التواصل مع أعيان الطائفة العلوية والجهات المعنية لضبط مثل هذه التصرفات، ومحاسبة المسؤولين عن العمل، منوهين إلى أنّ الغاية من نشر الفيديو في هذا التوقيت رغم وقوعه قبل أسابيع هدفه فتنوي، وغايته دفع الناس إلى رد فعل يهدد السلم الأهلي.
من جانبها، أكدت وزارة الداخلية السورية أن الفيديو المنتشر قديم، ويعود لفترة تحرير مدينة حلب كما نفذه مسلحون مجهولون، مشيرةً إلى أنّ أجهزتها تعمل ليل نهار على حفظ الأملاك والمواقع الدينية، والهدف من إعادة نشر هكذا مقاطع هو إثارة الفتنة بين أبناء الشعب السوري في هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها سوريا.
والشيخ «الخصيبي» هو أبو عبد الله الحسين بن حمدان الخصيبي، أحد مؤسسي المذهب العلوي، ولد في جنبلاء العراقية عام 260 هـ، والده العلامة الفقيه أبي الحسين حمدان بن الخصيب الجنبلاني. عاش في بغداد 25 عاماً، وقضى حياته فيما بعد بين الكوفة وحلب، التي توفي فيها، عام 358 هـ، وأصبح له مزار هناك بالقرب مما يعرف بـ«ثكنة هنانو»، ويطلق عليه الحلبيون اسم «مقام الشيخ يبرق»، نسبة إلى البرق.
أحد وجهاء الطائفة العلوية قال لـ «الأخبار» إن «الشيخ الخصيبي يعتبر أبو المذهب العلوي، وأحد مؤسسيه، ومن الشخصيات الدينية البارزة التي لعبت دوراً مهماً في نشوء وتطوير هذا المذهب، وأسهم في توثيق عقيدته، عبر تأليف العديد من الكتب التي تناولت مواضيع دينية فقهية وعقائدية، مثل أسماء النبي، وأسماء الأئمة، والإخوان، والمائدة، والهداية الكبرى».
وتعليقاً على التظاهرات التي شهدتها عدة مناطق سوريّة عقب نشر مقطع الاعتداء المصور، أكد أحد الوجهاء العلويين أنّ «احتواء الغضب عكس وعي الشارع السوري، ودرايته بأنّ إيقاد الفتنة بلباس طائفي لن تجلب للسوريين إلا سنوات إضافية من الحرب والدماء، داعياً أبناء المذهب إلى ضبط النفس، وإبلاغ الجهات المعنية بأي اعتداءات قد تطال المقدسات الدينية في عموم سوريا».