وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ أنا قاسم سليماني قائد فيلق « صاحب الزمان » السابع التابع لمحافظة كرمان. ولدت سنة 1958 م في قرية «قنات ملك » من ضواحي كرمان، حائز شهادة البكالوريا، متزوج ولديّ ولدان، صبي وبنت. قبل الثورة كنت موظفًا في «مصلحة مياه » كرمان، وبعد انتصار الثورة الإسلامية وفي الأوّل من شهر أيار سنة 1980 م، التحقت بحرس الثورة الإسلاميّة.
لا يكفي أن نعرف قاسم سليماني من خلال ال «نيوز ويك » وكتّاب الصحف، أو من مواقف خصومه وثنائهم عليه حتى.. ظننّا سنقرأ في هذا «الكتاب » شيئًا من سيرته وأعماله هو؛ لكنّنا وجدناه صادعًا باسم رفاقه الشهداء، متألّمًا لفراقهم ومشتاقًا إليهم، مكبرًا بطولاتهم وذاكرًا مآثرهم.. ولا يتحدث عن نفسه.
عندها عرفناه! عرفناه بقيّةً منهم، درسَ في كتابهم، وتخرّج من مدرستهم لا الأكاديميات الحديثة..هم ارتقوا شهداء مستبشرين، وهو يرتقي في الميدان، مقارعًا طواغيت الاستكبار،.. منتظرًا.. وما بدّل تبديلا!
يسرّ مركز المعارف للترجمة أن يقدّم، كتاب «الحاج قاسم »، ضمن سلسلة «سادة القافلة » التي تصدر تباعًا عن دار المعارف الإسلامية الثقافية.
من مقدمة الكتاب
على الرغم من أنّ الحاج قاسم سليماني ينبغي أن يُعرّف كمجاهد يمتدّ تاريخه الجهادي إلى نيّف وثلاثين عامًا، إلا أنّ الغرض من هذا الكتاب ليس التعرّض لأي مرحلة من حياته الجهادية إلا ذكريات سنوات الدفاع المقدَّس. واهتم هذا الكتاب بجمع وتوثيق ونشر الذكريات التي وردت فقط على لسانه.
برواية حاج قاسم ( بتصرف)
مع اندلاع الحرب وهجوم النظام العراقي على مطارات الباد بقيت مدة أحرس الطائرات الموجودة في مطار كرمان. وبعد مضيّ شهرين أو ثلاثة على اندلاع الحرب، انطلقنا إلى جبهات سوسنكرد ضمن القوّات الأولى المرسلة من كرمان والتي كان تعدادها 300 شخص تقريبًا، بصفة قائد فصيل.
في الأيام الأولى لالتحاقي بالجبهة اعتقدت أنّ العدو قادر على القيام بأي شيء، لكنّنا تمكّنا في أوّل هجوم لنا من إرغامه على التقهقر من جانب طريق سوسنكرد إلى الحميدية، وكبّدناه خسائر أيضًا. وقد أدّى هذا الأمر إلى زوال التصوّر الخاطئ عن العدو من ذهني.
كنت مولعًا جدًا بالخطط والقضايا العسكرية، وكذلك الجبهة، وبسبب هذه المحبة وطِئتُ أرض الجبهة في مهمة تمتد 15 يومًا، ولم أرجع إلا بعد أن وضعت الحرب أوزارها.
وكذلك في عمليّات «والفجر »8 ، وبصرف النظر عن النصر الذي تكلّلت به، فقد تذوّق الإخوة حلاوتها برغم مشاقّها ومعاناتها، وكان لفرقة «ثار الله » من مدينة كرمان الدور الأساس في هذه العمليات.
أما أصعب اللحظات التي عايشها القادة في الحرب هي لحظات فقد الأحبة وارتقائهم شهداء، والأصعب من ذلك إذا ما كان الشهيد السعيد يشكّل ركنًا وأساسًا في المواجهات. عندما استشهد «]حسن[ باقري » و «]مجيد[ بقائي) شعرنا أنّ رحيلهما قد أحدث صدعًا في المعركة. لقد كان الشهيد باقري «بهشتي » الجبهة وكان أمثاله بمثابة قطب الرحى التي يستند عليها قادة الحرب للتخلّص من ضغوط العدو وإيجاد الحلول.
في بعض الأوقات، كانت شهادة أحد القادة تؤثر بي كما لو أنها شهادة أفراد كتيبة بأكملها. ومن أمثال هؤلاء، كان الشهيد القائد «الحاج يونس زنكى آبادي)»
الكتاب: قاسم سليماني ذكريات وخواطر
اعداد: على اكبر مزدآبادي
ترجمة: (عزت فرحات)مركز المعارف للترجمة
نشر: دار المعارف الإسلاميّة الثقافيّة
الطبعة الأولى: ٢٠١٧ م – ١٤٣٨ هـ.
...........
انتهى/ 278