وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء – ابنا ــ نص كلمة قائد الثورة على ما يلي:
بسم الله الرحمن الرحيم
أتقدم بالشكر الجزيل للإخوة الهمدانيين الذين حملوا على عاتقهم والحمد لله هذا المشروع المناسب بهممهم العالية: تكريم مكانة المرحوم الشيخ تألهي (رحمة الله عليه). شخصيات مثل الشيخ تألهي في همدان كالجواهر المجهولة المركونة في زاوية ما. وقد كان أهالي همدان وشباب همدان والحزب اللهيين في همدان يغترفون منه ومن المرحوم الشيخ آقانجفي، بيد أن طاقات هؤلاء الأجلّاء وأمثالهم أكبر بكثير من هذا. الحق أن شخصاً مثل المرحوم الشيخ آقانجفي أو المرحوم الشيخ تألهي في همدان بوسعه أن يكون مصدر وأساس تحركات عظيمة.
وبالطبع فإن همدان كما أشار السادة تربة خصبة بالعرفاء والمتألهين، هكذا هي، وفيها من قبيل المرحوم الآخوند الملاحسين قلي همداني وتلامذته والمرحوم الشيخ محمد بهاري، وقد كان المرحوم السيد على عرب من تلامذة المرحوم بهاري ومن تلامذة المرحوم الآخوند الملا حسين قلي همداني. وبالطبع فإن الشيخ تألهي لم يدركهم، أي إن المرحوم الشيخ محمد بهاري مع أنه جاء من النجف إلى همدان وفارق الحياة في همدان ومقبرته موجودة الآن في بهار، ولكن مع ذلك – يفترض أن ولادة الشيخ تألهي كانت في العقد الثاني من القرن الرابع عشر، أي في سنة 1217 أو 1318 [هجري قمري] – ولم يدرك المرحوم الشيخ بهاري، لكنه أدرك تلك الحركة وتلك السلسلة. والواقع أن المرحوم الشيخ تألهي هو بقية السيف من هذه السلسلة من العرفاء الكبار في همدان. وأنا أتعجب عندما أرى أن هذه الروح ذاتها لا تزال موجودة لدى شباب همدان. عندما ينظر المرء في سيرة شهيدنا العزيز هذا – الشهيد شيت سازيان – (2) يلاحظ فيها تلك الرشحات العرفانية ذاتها، وكأن حركة في عوالم المعنى تحصل وتهز قلوب الشيب والشبان وتجتذبه إليها، فيما يشبه عمود النور – الممتد من السماء إلى الأرض فيغترف منه كل إنسان بقدر صلاحيته وأهليته وقابليته – يشاهد المرء مثل هذا الشيء.
وأظن أنني التقيت المرحوم الشيخ تألهي ذات مرة في همدان، ولم تكن لي معاشرة له وجلسات ولقاءات معه. ذات مرة عندما عندما زرت همدان في إحدى أسفاري خلال فترة الدفاع المقدس التقيته هناك، لكنني كنت أعلم أن الشباب المتدين والمناضل وشباب الجبهات والحرب وساحات المعركة كانوا على اتصال واستئناس به. وهذا شيء عجيب: شيخ كبير السن في حدود السبعين من العمر أو أكثر يحيط به الشباب المتحمس المندفع من عشاق الجبهات وما شابه، وكانوا يؤمنون ويقتنعون به، لاحظوا هذه حالة مهمة. رجل الدين الجيد وعالم الدين الصالح ينبغي أن يكون هكذا كالشمس التي تشع وتتألق، وحين يقتربون منه سوف يستنيرون بنوره تلقائياً، وهكذا كان، وقد كان المرحوم الشيخ آقانجفي أيضاً هكذا، كان هو الآخر نورانياً بحق يضيء الأجواء من حوله.
نتمنى أن يديم الله تعالى هذه البركات والخيرات إن شاء الله. حسناً ما فعلتم إذ أقمتم هذا المؤتمر، وإذا استطعتم أن تؤمّنوت للناس كلماته وصوته – من قبيل الجلسات التي كانت له مثلاً – ونصائحه والدروس الأخلاقية التي كانت للمرحوم الشيخ تألهي فأعتقد أن ذلك سيكون مفيداً جداً لمن يطّلع عليه. وتكريم أمثال هؤلاء الأجلاء هو تكريم للدين والأخلاق والعرفان والمعنوية والحقيقة، وكلما كرّمتم هؤلاء تكونون في الواقع قد كرّمتم تلك المعارف الإلهية الحقيقية الضرورية لبلادنا. ولحسن الحظ فإن العناصر الشابة الثقافية المتوثبة ليسوا بقلائل في الوقت الحاضر في أنحاء البلاد، بل هم كثر جداً، ويجب الانتفاع من وجودهم أولاً لتوفير فرصة الاستفادة من هذه الكنوز المعنوية وثانياً لنشر المعارف وتربية الشباب والناشئة على هذا الصراط المستقيم.
وفقكم الله إن شاء الله وأعلى من درجاتهم، وحشر شهداء تلك المنطقة إن شاء الله مع عظماء وأولياء الدين ومع شهداء صدر الإسلام وشهداء كربلاء، وألحقنا بهم إن شاء الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الهوامش:
1 – في بداية هذا اللقاء – الذي أقيم في إطار لقاء الجمعية – تحدث السيد عباس صالحي وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي، وحجة الإسلام والمسلمين حبيب الله شعباني ممثل الولي الفقيه وإمام جمعة همدان وعضو مجلس التخطيط والبرمجة، والسيد محمد كاظم حجازي (أمين عام المؤتمر).
2 – الشهيد علي شيت سازيان (قائد استخبارات – عمليات لواء أنصار الحسين).
......
انتهى/ 278