وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ نوّه آية الله التسخيري بأفكار الشهيد الصدر “ره” في باب نظام المرجعية والحوزة العلمية، وقال في هذا الشأن: من أفضل النماذج التي تثبت أنّ المرحوم الشهيد الصدر “ره”كان منظّرا ممتازا هو نظرياته المتعلقة بالحوزة العلمية، وضرورة مأسسة المرجعية، فقد كان يطالب بألا تكون مسألة المرجعية جهدا فرديا يحتاج الوصول إليه إلى وقت طويل، بحيث يبذل العالم جهودا جبارة وسنوات طوال وربما يصبح في آخر عمره مرجعا علميا أو لا يصل إلى ذلك، وفيما يتعلق بالمرجعية فقد طرح مسألة “المرجعية الرشيدة” وهي المرجعية الملمّة بالمسائل السياسية والاجتماعية المعاصرة، والتي بمقدورها وضع الحلول الناجعة لمشكلات الناس.
ولفت سماحته إلى الآراء الإصلاحية للعلامة الشهيد حول الكتب الدراسية الحوزوية بقوله: لقد دعا المرحوم الشهيد إلى ضرورة إصلاح الكتب الحوزوية وتطويرها؛ بل وحتى إصلاح الرسائل العملية، وكان يقول في كتاباته: عدّلوا الجزء الفلاني من الرسالة العملية حتى يستطيع الجميع الاستفادة منها بالشكل الأمثل،
فمثلا يبحث المكلف في الرسالة العملية عن حكم إسقاط الجنين هل هو حلال أم حرام، فأين يمكنه أن يجد جواب مسألته؟ فالمرحوم الشهيد غيّر ترتيب الرسالة العملية فباتت تضم أربعة أقسام: العبادات، والمعاملات، والسلوك الفردي، والسلوك الاجتماعي، وهذا ما طبّقه عمليا في رسالة “الفتاوى الواضحة”، وفي مقدمتها أورد الشهيد”ره” بحثا جميلا بموضوع العلاقة مع المرسل والرسول والرسالة، وفي نهايتها أورد بحثا حول العبادات، فيه يطرح عددا من الأسئلة المهمة، ومنها: لماذا لم تتغير العبادات في عصر الفضاء والتطور العلمي الهائل عمّا كانت عليه في العصور القديمة؟ فيجيب بأنّ هذا الأمر تابع لاحتياجات الإنسان، والعبادة تلبي هذه الاحتياجات، وحاجة الإنسان فيما يتعلق بالخالق لا تتغير مع تغير العصور والأزمان.
حلقات الشهيد الصدر خطوة في طريق إصلاح الكتب الحوزوية
وأضاف آية الله التسخيري: جاء كتاب الحلقات للشهيد الصدر في إطار تطوير الحوزة العلمية، فقد كان يقول: كل كتاب ندرسه في الحوزة يعبّر عن فكر مؤلّفه؛ فالكتاب لم يؤلّف بهدف التدريس، بل وضعه مصنّفه ليعبر عن أفكاره وآرائه، والشهيد الصدر في الحلقات الثلاث عالج وحلل جميع المسائل في الذهن تحليلا ممتازا، وبيّنها عبر ثلاثة أسطح، والإنسان يشعر بوضوح أنّ شخصا عالما متبحرا هو من قام بمعالجة وتحليل هذه المسائل.
وأشار رئيس المجلس الأعلى للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية إلى خطاب سماحة السيد قائد الثورة الإسلامية الموجه إلى مؤتمر تكريم آية الله السيد محمد باقر الصدر”ره”، وقال مخاطبا الحضور: دعا السيد القائد في خطابه طلاب الحوزة العلمية الشباب أن يتخذوا الشهيد الصدر”ره” أسوة لهم سلوكهم وفي حياتهم العلمية، ولا شكّ أنّ الشهيد الصدر يمثّل أسوة حسنة للطلاب الشباب.
ونوّه آية الله التسخيري في نهاية كلمته بالكتاب المنتشر حديثا “الحوزة والمتطلبات” (بالفارسية: حوزه وبایستهها)، أقوال وكتابات الشهيد آية الله السيد محمد باقر الصدر حول الحوزة وعلماء الدين والمرجعية” إعداد سماحة السيد أميد مؤذني، وأضاف: عند السيد مؤذني معرفة ممتازة بفكر الشهيد الصدر”ره”، وأنا على ثقة أنّ هذا الكتاب سوف يكون مفيدا لطلاب الحوزات العلمية، وأنا متيقن أنكم سوف ترون هنا أيضا دليلا جديدا على أنّ الشهيد الصدر “ره”كان منظّرا بارعا في الأمور العلمية والعملية.
.........
انتهى/ 278
المصدر : موقع الاجتهاد
الاثنين
١٦ ديسمبر ٢٠١٩
٣:٤٨:٠٠ م
994331
آية الله التسخيري: حلقات الشهيد الصدر خطوة في طريق إصلاح الكتب الحوزوية
صرح عضو الهيئة العليا للمجمع العالمي لأهل البييت (ع) آية الله التسخيري: جاء كتاب الحلقات للشهيد الصدر في إطار تطوير الحوزة العلمية، فقد كان يقول: كل كتاب ندرسه في الحوزة يعبّر عن فكر مؤلّفه.