وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ
ناجيتُ ذكراكَ حتى عطّرتْ كلمي *** كأنّ ذكراكَ قــــــــرآنٌ جرى بفمي
وهزّني لكَ من أرضِ الحِمى وترٌ *** جسَّ العواطفَ في ضربٍ من النغمِ
قد أرقصَ القلـبَ حتى خلته حــبباً *** على كؤوسِ الولا يطفو من الضرمِ
فرحت ألثمُ مـثوىً فيه قد عكــفت *** روحُ البطـــــــــولةِ والإقدامِ والشممِ
قبلتــــــــــــه بفمي حتى أسلت به *** قلبي فضّرجته من أدمعــــي ودمي
هذه الأبيات من قصيدة (أبا الشهداء) وهي من أروع قصائد الشاعر الكبير عبد المنعم الفرطوسي (رحمه الله) وتربو على السبعين بيتاً وقد قرأها في جمعية الرابطة الأدبية في ذكرى عاشوراء عام (1371هـ/1952م) فكان لها صدى كبير وواسع في الأوساط الأدبية وهزت كبار شعراء النجف حينها وكما دلت هذه القصيدة وغيرها من أشعاره على شاعريته الكبيرة فقد عرفته الأوساط العلمية والمدارس الحوزوية كرجل دين ومدرس للفقه في الحلقات الدراسية، وشهدت له منابرها كثيرا من المواقف الدينية والوطنية.
منارة العلم
النجف الأشرف منارة العالم الإسلامي ومركز إشعاعه الوضّاء، فلم تزل هذه المدينة التي تشرّفت بمثوى سيد البلغاء والمتكلمين في كل عصورها، زاخرة بكبار العلماء وصفوة العباقرة والأدباء.
ولهذه المدينة المقدسة خصيصة تميّزت بها عن باقي المدن فهي منبع العلم ومنهل الفكر ومنجم الأدب وجذوة الشعر، وقد حافظت على ثقافة القرآن الكريم ومفاهيم الإسلام الحنيف في عهود مظلمة طغت فيها التيارات الأجنبية المستوردة على البلاد الإسلامية وتحكمت بها الأفكار الدخيلة تبعاً للسيطرة الاستعمارية، فصمدت هذه المدينة الخالدة بوجه تلك التيارات وبقيت مناراً شامخاً تنير سماء الأدب والعلم وتغذي العقول وتفيض بالعلوم فأنجبت أعظم شعراء العربية وأعظم قادتها ومفكريها.
وقد امتازت المدرسة النجفية عن غيرها، كون خريجيها إلى جانب فضلهم العلمي والفقهي والأصولي فأنهم تسنموا ذروة الأدب العربي فكان كثير من العلماء الكبار قد أضافوا إلى علميتهم الصبغة الأدبية العالية حتى ليحس القارئ لهم إنهم قد تفرّغوا لهذا الجانب، كما كان لشعرائها جوانب علمية مضيئة.
وكان من الذين طغى الجانب الأدبي على الجوانب العلمية الأخرى فيه الشاعر العلامة الشيخ عبد المنعم الفرطوسي الذي جمع بين العلم والأدب وقد عرفته الأوساط العلمية في النجف الأشرف مدرساً للفقه والأصول كما عرفته شاعراً بارزاً من شعرائها الكبار وفي طليعة مدرستها الشعرية كما عرفته أيضاً مجاهداً صلباً في مواقفه الدينية والوطنية والاجتماعية المشرفة.
نسبه وسيرته
ولد الفرطوسي في قرية تسمى (الرقاصة) من ناحية المجر الكبير في مدينة العمارة عام 1335هـ/1917م وهي نفس السنة التي هاجر فيها والده الشيخ حسين مع أفراد أسرته من النجف الأشرف إلى العمارة اثر الاضطرابات والحوادث الناشئة من احتلال الانكليز بغداد.
وتنتمي أسرة الفرطوسي إلى (آل فرطوس) وهي قبيلة عربية تقطن في مناطق جنوب العراق وترجع في النسب إلى آل غزي وكانت أسرة الفرطوسي قد هاجرت من العمارة إلى النجف الأشرف في عهد جدها الأكبر الشيخ حسن مؤسس الأسرة العلمية وقد برز من هذه الأسرة الكريمة العديد من أعلام الفقه والأدب منهم: الشيخ حسن ـ جد عبد المنعم ـ صاحب كتاب (مرآة الفقه والفقاهة)، وقد ترجم له المحقق الكبير الشيخ محمد حرز الدين صاحب كتاب (مراقد المعارف) في كتابه (معارف الرجال) فقال : (هو الشيخ حسن الفرطوسي نجل الشيخ عيسى نجل الشيخ حسن المعاصر للشيخ الكبير جعفر كاشف الغطاء مستجاب الدعوة).
ويظهر من هذه الترجمة إن هجرة هذه الأسرة كانت في القرن الثاني عشر الهجري لأن وفاة الشيخ كاشف الغطاء كانت عام 1228هـ وكان الشيخ حسن الفرطوسي ــ جد عبد المنعم ــ الذي ترجم له الشيخ حرز الدين من مشايخ إجازة الشيخ كاشف الغطاء في الاجتهاد.
نشأ عبد المنعم في محيط علمي ــ أدبي وترعرع في أحضان أسرته العلمية فكانت بداياته على يد معلمه ووالده الذي شمله بعناية فائقة ولكن عبد المنعم سرعان ما فقد هذا العطف الأبوي فقد توفي والده وهو في الثانية عشرة من عمره فشملته أمه بحنانها.
وكانت هذه المرأة الصالحة قد بذلت كل جهدها في سبيل تعليمه وإكمال مشواره العلمي رغم ضيق المورد المالي الذي يصل هذه الأسرة من نتاج الأرض الزراعية والذي كان عبد المنعم يجمعه ويدفعه لوالدته فكان العبء ثقيلاً عليه بعد وفاة عمه فكان يلاقي مشقة كبيرة في أسفاره إلى المجر الكبير لجمع نتاج أرضه التي ورثها عن أبيه والذي هو كل مورده ومورد أفراد أسرته الخمسة.
ورغم هذه المعاناة فقد كان متميزاً بين أقرانه، ففي الخامسة عشرة من عمره تقلّد الزيّ الديني (العمامة) فأصبح أكثر مسؤولية تجاه أسرته ومجتمعه، وأخذت دراسته تظهر تقدّماً ملحوظاً فدرس على يد كبار العلماء في ذلك الوقت، فدرس (كفاية الأصول) للمحقق الخراساني على يد أستاذه الشيخ مهدي الظالمي، ودرس (الرسائل) و(المكاسب) للشيخ الأنصاري على يد أستاذه السيد العلامة المحقق باقر الإحسائي كما حضر في عدة بحوث علمية خارجية في الفقه والأصول على يد كبار العلماء والمحققين منهم السيّد أبو الحسن الأصفهاني، والسيّد محسن الحكيم، والسيّد عبد الهادي الشيرازي، والسيّد أبو القاسم الخوئي، والشيخ محمّد طاهر الخاقاني.
ولم تمض فترة طويلة حتى أصبح مُدَرِّساً يشار إليه بالبنان، فأخذ يدرس المنطق وعلم المعاني والبيان ومبادئ علوم الفقه. ومنذ ذلك اليوم بدأت شاعريته بالانتشار فأصبح من كبار شعراء النجف ودخل مضمار التأليف فألف وصنف العديد من الآثار العلمية والأدبية يقول عنه الأستاذ علي الخاقاني في شعراء الغري: (أديب شهير، وشاعر مجيد، فاضل محقق) ويقول الشيخ جعفر آل محبوبه ماضي النجف وحاضرها: (هو من الشعراء المجيدين والأدباء النابغين، سريع البديهة، كثير الحفظ)
قال الشيخ محمد هادي الأميني: ((عالم فاضل مجتهد جليل، من كبار الشعراء والأدباء النابغين)). (4)
دراسته وآثاره
وعن دراسته في النجف الأشرف يتحدث الفرطوسي في مقدمة ديوانه عنها فيقول: العلوم التي درست فيها هي: علم النحو، والصرف، والعروض، والمعاني والبيان، والمنطق، والأصول، والحديث، والفقه، والكلام، وتخصصت في تدريس علم المعاني والبيان ثم يشير الفرطوسي إلى استفادته كثيرا من دراسته لكتابي (كفاية الأصول) للمحقق الخراساني على يد أستاذه الشيخ مهدي الظالمي و(المكاسب) للشيخ الأنصاري على يد أستاذه باقر الإحسائي كما يشير أيضا إلى دراسته على يد العلماء المحققين الكبار ويخص منهم السيد الخوئي الذي يصفه بأنه: (منبع من العلم لا ينضب معينه يتحدر من ذهن متفجر بالحكمة وهبه الله من المعارف ما شاء أن يهبه لمثله من أوليائه الأبرار).
أما آثار الفرطوسي في الميدان العلمي فقد ترك ثمانية آثار علمية خطية هي:
1 ــ رسالة في شرح شواهد الآيات القرآنية الواردة في مختصر علم المعاني والبيان إلى باب المسند إليه.
2 ــ رسالة في شواهد الشعر في المختصر مع ترجمة شعرائها وإيضاح أسرار البلاغة التي تحتوي عليها إلى باب المسند إليه.
3 ــ شرح موجز لحاشية ملا عبد الله في علم المنطق.
4 ــ أرجوزة شعرية نظم بها الأشكال الأربعة والضابطة من الحاشية.
5 ــ شرح مختصر للجزء الأول من كفاية الأصول
6 ــ شرح مطول لرسائل الشيخ الأنصاري.
7 ــ رسالة كبيرة في باب الاستصحاب من الرسائل.
8 ــ شرح لمقدمة البيع في المكاسب للشيخ الأنصاري.
ديوانه
أما آثاره الأدبية فقد ترك ديواناً ضخماً مكوّناً من جزأين وقد نسقه الشاعر على سبعة أبواب هي:
1. من وحي العقيدة، وقد اشتمل على مدح ورثاء أهل البيت (عليهم السلام).
2. صور من المجتمع، وضم القصائد الوطنية والسياسية والتي صور فيها الشاعر الحياة الطبقية في المجتمع والتعاليم الاصلاحية معالجة الفساد الاداري.
3. دروس، وضم من الشعر ما قاله الشاعر في التوجيه والاخلاق والعرفان.
4. في محراب الطبيعة، وضم صوراً من مناظر الطبيعة وحياة القرية وأخلاقها وعاداتها.
5. طلائع الآمال، وهي قصائد ألقاها الشاعر في استقبال وفود العلم والأدب ورجال الإصلاح الذين زاروا النجف الأشرف.
6. الحب والجمال، وهو شعر عاطفي وجداني.
7. دموع وعواطف، وهي قصائد ألقيت في مآتم رجال العلم والأدب وقادة الاصلاح.
وفاته
في أواخر حياته فقد بصره وبسبب الأحداث التي مر بها العراق في فترة الثمانينيات غادر النجف إلى الإمارات العربية وتوفي فيها سنة (1404هـ/ 1986م)، ونقل جثمانه إلى النجف الأشرف ودفن فيها.
شعره وشاعريته
تميز شعر الفرطوسي بالرصانة والمتانة والصياغة اللفظية وقوة المعنى وقد عده الشيخ محمد هادي الأميني من كبار الشعراء في عصر يعج بالشعراء الكبار وفي مدينة زخرت أجواؤها بالشعر والأدب يقول عنه الشيخ الأميني في معجم رجال الفكر والأدب في النجف: (عالم فاضل مجتهد جليل، من كبار الشعراء والأدباء النابغين).
أما شعره فقد طغت عليه مسحة الحزن والألم جرّاء النكبات التي تعرّض لها في حياته فقد قدّر له ان يشهد موت أخيه الأصغر جبار وابنه علي في حياته مما أثر كثيراً في نفسه ولكنه كان مؤمناً بقضاء الله وقدره:
لقد شهدَ الدهرُ المحددُ نابـــــــــــــهُ *** عليَّ بأنّي قـد أبنتُ بـه الكســــــــرا
وما أنكرت مني الصروفُ صـلابة *** تعوَّدتها ما أقبلت زُمـراً تتــــــــرى
وكنتُ إذا جازت مسـاحة إصبـــــعٍ *** الي صروفُ الدهـرِ جاوزتـها شبرا
تتـوق لأنغام الخطــوب صبابــــــة *** وتهتـز نفسي مـــن تقاطـيــعها بشرا
رضىً بقضاءِ اللهِ إن كان قد قضى *** عليَّ بأن أشقـــى وطوعاً لما أجرى
وصبراً يراعَ الحرِّ انّكَ مثلُــــــــــهُ *** غريبٌ فلا تستعظمِ الخطبَ والأمرا
ترومُ بأن تحيا من الدهرِ مطـــــلقاً *** ويحكمُ إلاّ أن تمـــــــــــوتَ به أسرا
شعر الولاء النبوي
يضع في باب (من وحي العقيدة) وهو يتضمن قصائده الولائية في مدح ورثاء أهل البيت مقدمة لكل قصيدة فيه ففي مقدمة قصيدته (المبعث النبوي) التي ألقاها في جمعية الرابطة الأدبية يوم المبعث النبوي وقد كتبها عام (1370/1950) يقول : من أفق الغار المظلم، وفي تلك الصحراء المجدبة تتفجر أنوار من المعارف، وينابيع من الحضارة الخصبة من فقير يتيم يغزو العالم بدعوته الإلهية ونهضته الإصلاحية الاجتماعية فيطوف صداها في أجوائه هو النبي الكريم محمد صلوات الله عليه وعلى آله الطاهرين
يقول من هذه القصيدة التي تبلغ (60) بيتا:
صوتٌ من الحقِّ يطوي السهلَ والحدبا *** ذوى فأرجفتِ الدنيا له رهــــــــــبا
وبسمةً مــــــــن فـمِ التوحيدِ قد سطعتْ *** على الحياةِ فأضحى الشركُ مكتئبا
ويقظة من سبـــــــاتِ الجهلِ قد كشفتْ *** عن العقولِ بأنوارِ الهــــــدى حجبا
من أرضِ مكة مهــــد البدو قد سطعتْ *** لنا الحضارةُ فانشـــدْ عندها العجبا
من ظلمةِ الغارِ والصـــــــحراءُ مجدبة *** تفجّرَ النورُ كالبــــــركانِ وانسـكبا
من اليتيمِ تعالى اليتمُ مفخــــــــــــــــرةً *** أهكذا تخضــــــــعُ الدنيا لمن وثـبا
ويقول منها:
بُعثتَ بالعدلِ والتوحيدِ محتـــــضناً *** رســـــــــالةً كنـــــــتَ فيها مشفقاً حدبا
رسالة تسعدُ الدنيـــــــــــــا وتنقذُها *** من الشقــــــــــــاءِ وقد أودى بها نصبا
رسالة مهدُها قلبُ الرســـــولِ وفي *** أنصارِهِ حيـــــــن ضاقتْ آنستْ رحبا
رسالة تتبنّى كل مـــــــــــــــــوهبةٍ *** غُذيت فيها فكنـــــــــــــتَ ابناً لها وأبا
بعثتَ والحقُّ من عينيـــــكَ منبعثٌ *** نوراً ومن شفتيكَ الصدقُ قد لهبا نوراً
وبين جنبيــــــــكَ نفسٌ في عقيدتها *** تجاهدُ الشـــــــــركَ والتضليلَ والريبا
وبين جنبيكَ من نورِ الهدى وضحٌ *** دمُ الجهادِ عليهِ قد جـــــــــــــرى ذهبا
ومنها أيضا:
يا هادياً بلســـــــــانِ الذكرِ أمته *** فليسَ ينطــقُ تضليلاً ولا كذبا
أنتَ الأمينُ على وحي بعثتَ به *** للدينِ أكـــمل فيه كل ما وجبا
نصَّبتَ فيه علياً للــــورى علماً *** يومَ الغديرِ بخمٍّ رغمَ من نصبا
بلّغت ما جاءَ نصَّاً فـــي ولايته *** فبانَ من فضلِهِ ما كان مُحتجبا
وفي مقدمة قصيدته (الباب الذهبي) في حق أمير المؤمنين وسيد الوصيين والتي تبلغ (70) بيتا يقول: عدل صارم لا نضام في ظله نملة في حبة من رزقها، ولا تطمع رحم بسوى حقها، حياة مخصبة من المعارف مجدبة من المغريات، بيت بسيط مظلم ما فيه غير سرير وحصير ورحى وأقداح من الطين ومدرعة بالية، يشيد الحق على أساسه صروحا من الذهب، وشموعا تنافس الشهب، هذا علي وتلك حياته وهذه عقباه وهي المثل الأعلى للإنسانية.
أبا الحقِّ والحــــــقُ يسمو عُلاً *** اذا كان فيكَ اسمه يشــــفعُ
حياتكَ وهي حيــــــاةُ الفقيــــر *** يحيط بها فقرُه المــــــــدقعُ
وقوتك قرصُ الشعيـرِ الــــذي *** تسدُ به الرُّمَــــــــقُ الجوّعُ
وكلُّ إدامِكَ بعد المخــــــــيض *** جريشٌ من الملحِ لا يجرعُ
ومدرعة الصوفِ وهي النسيج *** وفي كل آونةٍ تـــــــــــرقعُ
ومن جنسِ هذا النتاجِ الشريف *** إزارُ الزكــــــــيةِ والبـرقعُ
وهاتيكَ عقباكَ وهــــي الخلود *** وعقبى ســـواكَ هي البـلقعُ
هو العدل إن الأصــــولَ التي *** على العدلِ تغرسُ لا تقطعُ
أما عن (عيد الغدير) فيقول الفرطوسي في مقدمة قصيدة حملت هذا العنوان والتي تبلع (65) بيتا: صوت من الحق، ونداء من الوحي يهبط به الروح الأمين على النبي محمد (ص) لإتمام دعوته وإكمال رسالته: يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ.
الوحيُ أنزله فيـــــها وطافَ به *** صوتٌ من الحقِّ في أجوائِها انطلقا
يا أيها المصطفى بلّغ جموعهمُ *** نصَّ الغديرِ ولا تخشَ الورى فـرقا
فقام فيهمْ كما أوحـــى الإلهُ له *** مبلّغاً خــــــــــــــاطباً في نطقهِ ذلقا
هذا عليٌّ إمام الحـــــــق بينكم *** وفي إمــــــــــــامتِهِ القرآنُ قد نطقا
ومن قصيدة (مولد الزكي) والتي كتبها عام (1952) وتبلغ (53) بيتا يقول:
إمام هدىً قد أصـــلحَ الله أمة *** به أفســــدتها المغرياتُ مراميا
غداة أطالَ البغيُّ منها قوادماً *** تســـفُّ بها من جهلها وخوافيا
وكشر عن أنيـابهِ الظلمُ مالئاً *** صدورَ الفيافي أذؤباً وضواريا
وفي (مولد العبقري) وهي قصيدته في مولد سيد الشهداء والتي تبلغ (58) بيتا يقول:
قدوةُ الناهضيــــن في كل جيلٍ *** وإمامُ الأحرارِ فـي كل حيِّ
أنتَ روحٌ من الجهادِ عصوفٌ *** يتلظى مــــــــن الدمِ العربيِّ
مضريٌّ له التفانــــــــي شعارٌ *** والتفاني من شيمةِ المضريِّ
سنَّ للعزَّ والإباءِ نظامــــــــــاً *** هوَ درسٌ لكــــــــلِّ حرٍّ أبيِّ
كما ضم الديوان قصائد كثيرة يطول الحديث عنها فالحديث عن شعر الفرطوسي يحتاج إلى دراسة مطولة في خصاصه ومميزاته وفد يكون هذا الموضوع المختصر فاتحة لموضوع يكشف هذه الخصائص والمميزات
محمد طاهر الصفار
........
انتهى/ 278
المصدر : العتبة الحسينية المقدسة
الجمعة
١ نوفمبر ٢٠١٩
٣:٤٧:٣٦ م
985426
كان الشاعر الشيخ عبد المنعم الفرطوسي من الذين طغى الجانب الأدبي على الجوانب العلمية الأخرى فيه، وقد جمع بين العلم والأدب وقد عرفته الأوساط العلمية في النجف الأشرف مدرساً للفقه والأصول كما عرفته شاعراً بارزاً .