وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء – ابنا ـ قدموا من الهند التي تبعد عن كربلاء المقدسة بحدود اربعة الاف كيلومترا محبين لإمامهم ملبين لبيك يا حسين، لم يكتفوا بتحمل عناء السفر والانفاق الكثير والسير لمسافة 80 كيلومترا من مدينة النجف الاشرف الى مرقد الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء، وشغل بالهم اللقطات التي شاهدوها في التلفاز وهي تعكس المسيرة المليونية نحو مدينة الشهادة والفداء، واكثر ما شد انظارهم وتعلقت به قلوبهم هي الخدمات التي تقدمها المواكب الحسينية، فقرروا ان يجدوا مساحة من الارض لينصبوا عليه موكبا حسينيا ويكونوا خداما للحسين، ورغم هدوئهم وسكينتهم وطبيبتهم وحيائهم، جلسوا في موكب عند العمود (502) في طريق يا حسين وقرروا عرض الامر على صاحبه وكان لهم ما ارادوا فاستنهضوا هممهم وقدموا مختلف الخدمات حتى وصل الامر الى ان يستقطبوا اطباء فوق الاختصاص ليعالجوا المرضى واسعاف المصابين.
ابناء بومباي في كربلاء
استقبل علي نعيم الكرعاوي في موكبه هنود من مدينة بومباي كانوا يمرون قبل اربع سنوات زائرون سيرا على الاقدام في طريق يا حسين من مدينة النجف الاشرف الى مدينة كربلاء المقدسة، ويسرد حالهم بالقول جلسوا في موكبي ليرتاحوا قليلا وانا اولي الغرباء (واقصد بهم ممن هم من جنسيات اخرى لاننا كلنا اخوة واحبة يجمعنا الحسين)، اوليهم اهتماما خاصا عندما يحلون في موكبي، فدار حديث بيني وبينهم واسعفني بعض ما اعرفه من كلمات وجمل باللغة الانكليزية وما يعرفونه هم من العربية والفارسية، فأبدوا دهشتهم واعجابهم بل وذهولهم من حجم الخدمة التي يقدمها العراقيون الى المشاية، وتسائلوا عن امكانية ان يكونوا خدام للحسين وكيف يفعلون ذلك، فطرحت عليهم الخدمة في موكبي كل عام ففرحوا فرحا شديدا، فباشروا على الفور بتوزيع الماء على الزوار وشاهدتهم غير مصدقين بما يفعلون.
في العام الثاني تعلموا طريقة تقديم الخدمات فهذا يقدم الماء واخر يوزع العصير وثالث يملئ المواعين بالطعام ورابع يعد الشاي ويوزعه واصبحت بين الطرفين صداقات طيبة وثقة في التعامل، وخصصنا لهم امكنة لتقديم الخدمات وساعدناهم في عمليات شراء معدات ومستلزمات تقديم الخدمة وكان عددهم خمسة اشخاص فازداد عددهم الان الى ستين شخصا وجلبوا معهم نسائهم في الخدمة، ففتحت لهم ثلاث دور سكنية تابعة لي واصبحوا يعدون العدة من قبل حلول موسم الزيارة الاربعينية لستمروا بتقديم الخدمة لعشرة ايام، مشددا بأن أهم ما يميزهم هو الطاعة لكل امر نطلبه منهم.
اطباء فوق الاختصاص
عندما شعروا قبل ثلاث سنوات بالزخم الهائل للزائرين وحصول حلات اغماء او تعب او حالات مرضية لاشخاص مصابين بأمراض مزمنة او حوادث عرضية، قرروا افتتاح مركز طبي واستقدموا بعد استحصال الموافقات الاصولية من وزارة الصحة اطباء هنود بتخصصات طبية عالية وباشروا بتقديم الخدمة والادوية التي جلبوها من ارقى المناشىء العالمية، فضلا عن تعزيزهم من المذاخر العراقية بما يحتاجونه، ومن المواقف المميزة ان احدى الطبيبات الهنديات المتطوعات تنهض من النوم في ساعات الفجر فتقف في الموكب تخدم الزائرين وتساعد في تقديم الافطار لغاية الساعة التاسعة والنصف صباحا ثم تعود الى عملها لتقديم الخدمات الطبية، هكذا يوضح الهندي زين الدين لوكالة نون الخبرية.
ويضيف ان الهنود يستمرون في الخدمة 24 ساعة يوميا ويصرون على العمل حفاة للتأسي بالزائرين ولا يتمتعون باستراحة الا في الاوقات بين خمس وجبات فقط ينامون قليلا ويخدمون كثيرا.
حلم اصبح حقيقة
الخدام الهنود ادريس وحكيمي يقفان يوزعان الحليب والبيض على الزوار العراقيين والعرب والاجانب، فيقولان نشعر بسعادة غامرة ونحن نقف لخدمة السائرين على الاقدام زحفا نحو الحسين عليه السلام، كنا نشاهد هذه الصور في التلفاز فتسيل دموعنا شوقا وحبا وكنا نبتهل الى الله ونتوسل بالإمام الحسين عليه السلام ان نتشرف بخدمته وحقق الله لنا ما اردنا انه شرف ما بعده شرف.
ونجلب العصائر والمعجنات الجاهزة من الامارات ونوزعها في اوقات مخصصة بين وجبات الافطار والغذاء والعشاء، واتفقنا ان يطبخ الموكب بأيدي عراقية الاكلات العراقية ونحن نطبخ الاكلات الهندية لكي لا نؤثر على ذائقة الزائر العراقي او الايراني لما تتضمنه الاكلات الهندية من نسبة توابل عالية، ونوزع تلك الاكلات على الزائرين الهنود والباكستانيين والاسيويين وهناك من الزائرين الايرانيين والعراقيين يتناولنها كل عام، وما يثير الاعجاب انه بعد المباشرة في الخدمة الحسينية ونشر هذا الموضوع والصور لتقديم الخدمة للزائرين وزخم الاعداد البشرية التي تتناول الطعام او تستريح او تصلي في الموكب على مواقع التواصل الاجتماعي صارت له شهرة كبيرة في اوساط الشيعة في الهند، فوردت اسئلة كثيرة عن كيفية الوصول اليه في العراق خلال الزيارة الاربعينية، فتم تصميم نموذج لمخطط دلالة ساعد الاف الزائرين الهنود على الوصول الى الموكب، وسخروا عدد من السيارات وسائقين خاصين توصلهم الى مدينة كربلاء لاداء الزيارة واعادتهم الى الموكب.
..................
انتهى / 232