وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء – ابنا ـ سارت الام وهي تحتضن صورة ضابط في الجيش العراقي استشهد في معارك الشرف ضد عصابات "داعش" الارهابية ومعها صبية وصبي يحملون رايات للحسين عليه السلام من منطقة المنصورية في اطراف الناصرية الى مدينة الشهادة والبطولة كربلاء الفداء، بسطاء في ملابسهم وهيئتهم اغنياء بحبهم للحسين، عائلة انقسمت الى نصفين شباب تطوعوا في الجيش العراقي ليحرسوا الوطن ونساء ورجال يحييون الشعائر الحسينية، لكن لرفع هذه الصورة قصة عجيبة.
اخذيني وياج
حملت صورة اخيها الشهيد على صدرها وسارت الى كربلاء وهي تردد وفيت وياك خويه عون.. وتفسر ما رددت بالقول..
ــ اجاني بالطيف وكالي خويه ليش عفتيني اخذيني وياج للحسين..
ــ كتله خويه انت رحت يم رب كريم شلون اخذك وياي..
ــ كلي خوية روحي تحوم يمكم وما اكدر اعوف الحسين..
ــ كتله خويه بس كلي شلون اخذك وياي..
ــ كلي خويه شيلي صورتي من تمشين للحسين وحطيهه على الشباج اريد اسلم على ابو عبد الله..
هذه المحاورة سردتها شقيقة الشهيد المقدم عون رحيم ثامر الذي استشهد في قاطع الكرمة بقضاء الفلوجة لوكالة نون الخبرية، وكانت تسير بسكينة وهدوء مع ابنائها وتقول عنه انه كان حسينيا للنخاع، وله فضل على عائلاتنا، فاثر في عائلته المكونة من زوجتين وخمس ابناء وبنات، عائلاتهم كانت تحيي الشعائر منذ عهد الطاغية المقبور بشكل سري، وبعد ازاحة نظامه الدموي كان الشهيد يسير مع جميع افراد عائلته الى كربلاء بل اثر في عائلاتنا وجعلنا نسير مجموعة من العائلات سويا الى كربلاء، وكان يردد دائما الحسين هو الطريق الى الجنة والشهادة ايا كان سببها ونوعها فهي في النتيجة اللحاق بابي الاحرار الإمام الحسين عليه السلام.
ابناء مقاتلون
تخلف ولداه (كرار وحيدر) عن السير الى كربلاء منذ اعوام لانهم تطوعوا جنودا في الجيش العراقي لمقاتلة الارهابيين، ولانهم يريدون ان يأخذوا بثأرهم من الدواعش فوجدوا ان حماية الزائرين والدفاع عن العراق لا يقل اهمية عن تجديد الحزن والسير الى كربلاء المقدسة، وهو من زرع حب الحسين والتضحية والاقدام في نفوسهم، لانه تربى على يد والده العاشق الحسيني الذي كان يصطحب معه الشهيد واخوته واخواته من سوق الشيوخ الى كربلاء المقدسة في زمن المنع والظلم الذي مارسه الدكتاتور وزبانيته على الشعب العراقي، وكان يسير بنا ليلا في طرق زراعية مظلمة ووعرة ليبعدنا عن عيون ازلام السلطة وطعامنا تمر وخبز وسرنا على هذا النهج لمدة 15 عاما، فأخذ الابناء منهج الاباء والاجداد في السير على طريق امام الاحرار ابي عبد الله الحسين عليه السلام.
بعد استشهاد اخيها المقدم عون رحيم ثامر استمرت اخته (ام قاسم) على ما علمهم من العشق الحسيني بالسير الى كربلاء المقدسة مصطحبه ولدها قاسم وهو طفل رضيع ما زال ملفوفا بالقماط وابنتها زهراء وتضع ولدها في صندوق بلاستيكي من النوع المستخدم في تسويق الفواكة والخضر وتمسك بيد ابنتها، تبكي وهي تسير وتتذكر مواقف لها مع اخيها الشهيد وتحاوره (بهذا الموكب وكفنا يا عوف...اهنا صلينا.. واهنا كتلك خوية تعتبت اريد ارتاح.. وكتلي سلام الله على زينب وصبرها).. وتكمل حديثها بعد ان كفكفت دموعها، سنبقى على نهج الحسين اوفياء وخدمة وثوار نعطي الدماء ونبذل الاموال لان الحسين هو الحق ومن يعاديه هو الباطل.
اشبال حسينيون
ابن اخت الشهيد الصبي (قاسم محمد) سار على نهج عمه منذ خمس سنوات، يقول في حديث لوكالة نون الخبرية، كنت اسير مع اهلي وامي صغيرا فرحا رغم التعب لكني لم اكن افهم القضية الحسينية بشكل واضح، الا اني الان وبعد ان اصبح عمري 15 عاما وشرحت لي والدتي لماذا استشهد خالي ومن هم الاعداء الذين قاتلهم وما علاقة ما جرى بقضية الحسين عليه السلام، فتعلق قلبي بالامام الحسين وانتظر الزيارة الاربعينية بلهفة لاني اشعر ان من يسير الى الحسين هو ناصر له وهازم للاعداء سواء من قاتل الحسين او من يريد الشر بالعراق الان، مبينا انه يسير كل عام بالرغم من اجراءه لعملية جراحية لرفع اكياس مائية من جسده، أما اخته زهراء التي بلغ عمرها اثنى عشر عاما فتقول انا حسينية رغم صغر سني لاني اشارك في التشابيه بدور سكنية بنت الحسين عليهم السلام وخالي كان يوصينا بحب الحسين والنجاح في المدرسة وانا الان في الصف الخامسة وقد اثرت في زميلاتي في صفي من خلال سرد رحلة السير وما فيها من صور وخدمات وقصص ومواقف، وكذلك عن دوري في التشابيه والتدريب عليه من قبل ابو مهند صاحب موكب احباب ام البنين وادائه يوم العاشر، ودعوتهن الى المسير نحو كربلاء المقدسة، واستجابت نحو 25 طالبة من زميلاتي واصبحن يمشين الى مدينة الشهادة مع اهلهن.
..................
انتهى / 232