وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ ولد الشهيد السيد أسد الله بن السيد ميرعلي المدني عام 1323 الهجري الشمسي بمدينة آذرشهر التابعة لمحافظة آذربيجان الشرقية في إيران.
دراسته وتدريسه
قصد في عنفوان شبابه قم المقدسة لطلب العلم والكمال، وانهمك في دراسة العلوم الدينية على الرغم من المشاكل، واستبداد الشاه رضا خان في عصره، وبعد مدة سافر إلى النجف الأشرف لإكمال دراسته الحوزوية واستلم بأمر السيد الحكيم مقعد تدريس اللمعة والرسائل والمكاسب والكفاية ليصبح خلال فترة وجيزة أحد الأساتذة المعروفين في الحوزة العلمية في النجف الأشرف.
من أساتذته
السيد أبو الحسن الموسوي الإصفهاني، السيد محسن الطباطبائي الحكيم، السيد محمد الحجة الكوهكمري، السيد محمد تقي الخونساري، السيد عبد الهادي الشيرازي، السيد أبو القاسم الخوئي، الإمام الخميني.
من تلامذته
السيد محمد تقي الطباطبائي التبريزي، السيد محمود الموسوي الدهسرخي.
نشاطه السياسي
وكان الشهيد الغالي أول نشاط له هو مواجهته للبهائية في مدينة آذرشهر، ثم أخذ يحارب مظاهر الطاغوتية والاستبداد، وفي عهد عبد الكريم قاسم ـ حاكم العراق آنذاك ـ خرج السيد المدني يرتدي الكفن بين الناس ليتمكن من تحريك أهالي الكاظمية وبغداد والنجف، لأن الحكومة العراقية كانت تواجه الإسلام من خلال نشرها للفكر الماركسي.
و هو أول من لبى نداء الإمام الخميني الراحل، إذ عطل دروسه ، وأقام مجالس الخطابة للكشف عن الوجه الكريه للنظام البهلوي ، فكان رفيق الإمام ونصيره الذي وقف يحارب الظلم والظالمين إلى جانبه.
بعد انتصار الثورة الإسلامية
وكان الشهيد الغالي السيد المدني في زمرة من اصطف لمواجهة عملاء الاستكبار وعناصره كجندي مستعد ومحارب مقدام يسارع إلى أي خندق يتطلب وجوده وفداءه بإشارة من الإمام.
وانتخب السيد المدني في انتخابات مجلس خبراء الدستور نائباً عن مدينة همدان، ثم عينه الإمام إماماً للجمعة فيها بصلاحيات مطلقة إبان اختلال الأوضاع هناك .
وعندما بدأ الأُصوليون والقوميون والمنافقون مؤمراتهم لإفناء الثورة وتحريفها أخذ السيد المدني في الكشف عن طبيعة الليبراليين والمنافقين ومواجهتهم، فكان البيان المشترك للعلماء وموقفهم الصريح والحاكم قبال هذه الحركة الزاحفة، دور فاعل في رفع الستار عن وجه هذا التيار الغامض المخادع الخطر .
وكان للسيد المدني دور فاعل في تعزيز معنويات جند الإسلام في الحرب المفروضة من النظام البعثي، إذ كان يذهب بنفسه إلى جبهات القتال ليكون إلى جانب المقاتلين، ويشاركهم في أدعيتهم ومجالسهم تشجيعاً لهم على مواصلة حربهم المقدسة ضد الاستكبار العالمي حتى النصر النهائي.
زهده وتقواه
وكان الراحل إنساناً ورعاً زاهداً لم تنسه المناصب والمقامات يوماً الزهد وبساطة العيش، فالحياة البسيطة غير المتكلفة كانت من سمات هذا العالم الرباني، وإذا دُعي إلى مكان كان يشترط أولاً ألا تُوضع في السفرة ألوان الطعام، وإذا جاءوا بأكثر من نوع من الطبيخ اعترض عليهم، وكان هو يُطعم الضيف من طعامه البسيط الذي اعتاد على أكله، كان يُراعي زي العلماء بكل معنى الكلمة، ويُحارب حياة البذخ علناً وعملاً.
حياته البسيطة وتقواه كانت من خصاله المعروفة التي يتحدث بها العامة والخاصة، كان يعيش كأفقر الناس في وقت هو فيه أمين أموال الناس، حيث تأتيه الأموال الشرعية من المدن الكبرى في إيران، إلا أنه لم يكن ليمد يده إليها أبداً.
عندما كان يقول له أصدقاؤه: إن لك حقاً في الانتفاع بهذه الأموال، فلماذا لا تنتفع بها؟ يُجيب: أشهد الله أني لم استعملها إلى الآن ولن استعملها إلا في حال الاضطرار.
مشاريعه
أسس الشهيد مدرسة شعبية باسم المدرسة الدينية في قرية دره مراد بيك وصندوق تعاون الشؤون الاجتماعية وثانوية شعبية دينية ومدرسة في همدان ومؤسسة المهدية.
مناصبه
وتقلد الشهيد مناصب منها ممثلا لمدينة همدان في مجلس خبراء القيادة وممثلا لولي الفقيه في تبريز وإمام جمعة تبريز .
شهادته
واستشهد آية الله المدني في 11 ايلول/سبتمبر1981 على يد زمرة المنافقين، وأُعلن الحداد العام في ايران، ودفن بجوار مرقد السيدة فاطمة المعصومة بنت الامام الكاظم (عليهما السلام) في مدينة قم المقدسة.
.......
انتهى / 278