وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ـــ ابنا ــ والامام الصدر له دور أصيل في تأسيس الخلايا الاولى للمقاومة الاسلامية الباسلة التي حققت للامة والعرب وللبنان خاصة، ما عجزت الجيوش العربية عن تحقيقه في حروبها ضد الكيان الصهيوني الغاصب.. فالامام موسى الصدر وباعتراف العدو قبل الصديق، هو صانع التحدي والصمود بوجه المستكبرين، وهم كانوا قد شعروا بخطورة هذا العالم الربانيّ المجاهد على مخططاتهم، واحسوا بمدى غيرته على الحرّمات والمقدسات وعلى انسانية الإنسان، فتواطأوا في ما بينهم للتخلص منه وقرروا تغييبه، دون أن يدركوا ان مسيرته قد انطلقت منذ ستينيات القرن العشرين وقد انتصرت في القرن الحادي والعشرين خلال حرب تموز - آب عام 2006 انتصاراً مدوياً، وهي مسيرة متواصلة وتتحدى العدو الصهيوني الغاصب بامكانات اصبحت هائلة :
أمُوسى التُّقى يابنَ الأصالةِ يا صدْرُ
رَدانا الأسى قُـلْ أينَ غيَّبَـكَ الغَدرُ؟
فقَدْنا بكَ القَرْمَ المُدِلَّ قوافلِاً
على قِمَمٍ تعلُو وديدَنُها البِرُّ
وقد جعَلتْ لبنـانَ حِصنَ مُقاوِمٍ
يصونُ الحِمى رِدءَاً وشارَتُهُ النصرُ
ألا إنّ أبنـاءَ النبيِّ محمدٍ
أنارُوا لنا دربَ الثَباتِ وهم بَـكْـرُ
فهُم ترجمانُ الوحيِ قُرآنِ ربِّنـا
وليس كما زيدٌ تـأوَّلَ أوعَـمـرُو
ألم تـرَ كيف السبطُ الحسينُ بكربلا
قضى ظامِئاً و التَفْدِياتُ هي النَحْـرُ؟
ولكنهّ نهجُ الفداءِ بصائرٌ
تجود يساراً بل يلينُ بها العُسرُ
فآلُ رسولِ اللهِ طُـرّاً مَآثرٌ
قرابينُ إصلاحٍ وهمْ للهدى الفَجْرُ
بَنو فاطمٍ صانُوا الذِّمارَ أكارِمَاً
فقد ثبَّتوا النهجَ القويمَ وهم نَـذْرُ
وأحفادُهُم ركبٌ يَسيرُ بنهْجِهِم
الى غايَةٍ يمضي بها العُسرُ واليُسرُ
و (موسى) و(نصـرُ اللهِ) ذُخْـرا محمدٍ
وقد جاهدا بالحَزْمِ مَنْ جِنسُهُ الشَرُّ
سَما بِهِما لبنانُ مَجداً وعزّةً
فبُورِكَ لبنانٌ بهِ (النَصرُ) و(الصَدرُ)
فلا دولةٌ للظالمينَ وبطشِهِم
وثمَّةَ صنديدٌ يلوذُ بهِ الصبْرُ
وإنَّ فُتوحاتِ المُقاوِمِ فَرحةً
لَمِنْ نهضةٍ سارتْ بأمرِكَ يا صَدْرُ
فيومئذٍ كانَتْ مرابِعُ أهلِنا
يجولُ بها الباغي وما دُونَهُ زَجْرُ
فقلتَ ألا هبُّوا بَنِي العزمِ هبّةً
فلا عِزَّ يبقى إنْ أضيعَ لكم خِدْرُ
عليكم بِ "إسرالَ" الجرائمِ إنها
عدوَّتُكم تبغِي ولا ينفَعُ النَظْرُ
ألا أيُّها الصدرُ الإمامُ تحيّـةً
وإنَّ جَـزاءَ المفتدي الفَذِّ لَـلشُـكْرُ
لَفَقْدُكَ يا ابنَ الاكرمينَ رزيَّةٌ
علينا جميعاً أيها القائدُ الحُرُّ
لقد زالَ عارُ الحاكمينَ بِـذِلَّةٍ
فهل يا تُرى نحظى برُؤياكَ يا بدرُ
لِتشهدَ أبناكَ الاُباةَ كتائباً
تكافِحُ تمضي لا يُنازِعُها الغَدْرُ
كتائِبُ أبْطالٍ أطاحُوا بفتنةٍ
وَقَبلُ بِتموزٍ أهَلُّوا وقد بَرُّوا
أذاقُوا بَني صهيونَ شرَّ هزيمةٍ
الى رِفعَةٍ ساروا وبيرقُهُم نَصْرُ
وتلميذُكَ المِقدامُ قائدُهُم إلى
ملاحِمَ يَسمُو مِنْ عزائمِها الفَخرُ
ستبقى مَناراً في القلُوبِ وقِبلَةً
إلى أمَلٍ زاهٍ ومَعْلَمُهُ البَدْرُ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم الكاتب والاعلامي
حميد حلمي البغدادي
...........
انتهى / 278
المصدر : وكالة الحوزة
السبت
٣١ أغسطس ٢٠١٩
١:٥٢:٥٧ م
972911
قصيدة في ذكرى الامام المغيّب السيد موسى الصدر (أعلى الله درجاتهِ في الخالدين) يوم ٣١ آب ١٩٧٨ م.