وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء – ابنا ـ وتوجه السيد عبد الملك الحوثي في كلمته اليوم بمناسبة يوم الولاية، بالتهاني للشعب اليمني والأمتين العربية والإسلامية بمناسبة عيد الغدير ويوم ولاية أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه السلام.
وقال في هذه المناسبة :
أَعُوذُ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله الملك الحق المبين، وأشهد أنَّ سيدنا محمداً عبده ورسوله خاتم النبيين.
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد، كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد، وارض اللهم برضاك عن أصحابه الأخيار المنتجبين، وعن سائر عبادك الصالحين.
أيها الإخوة والأخوات:
السَّـلَامُ عَلَـيْكُمْ وَرَحْـمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه؛؛؛
بمناسبة هذا اليوم المبارك الأغر الثامن عشر من شهر ذي الحجة، الذي هو يوم عيد الغدير، المناسبة الإسلامية العظيمة والمهمة، المناسبة التي تضمنت الإعلان التاريخي العظيم، الذي نزل الأمر من الله -سبحانه وتعالى- إلى رسوله وخاتم أنبيائه محمد -صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله- لتبليغه في مثل هذا اليوم: الثامن عشر من شهر ذي الحجة، من السنة العاشرة للهجرة، أثناء عودة الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- من حجة الوداع، في هذه المناسبة المباركة يحتفل شعبنا العزيز في كثيرٍ من المحافظات والمناطق، ويتجمع الناس لإحياء هذه المناسبة بتعابير وأشكال متعددة، تتضمن فقرات، وتتضمن كلمات، وكذلك ما يتعلق بالشعر، ومظاهر أخرى من الابتهاج وإظهار السرور والفرح في هذه المناسبة، والتفاعل مع هذه المناسبة، نحن أولاً نتوجه بالمباركة والتهاني إلى كل الإخوة والأخوات من المؤمنين والمؤمنات الذين يعترفون للرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- بهذا البلاغ العظيم ويؤمنون به، ثم نؤكد على أهمية إحياء هذه المناسبة؛ باعتبار ذلك أولاً من الشكر لنعمة الله -سبحانه وتعالى- الله -سبحانه وتعالى- الذي قال في كتابه الكريم: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}[المائدة: من الآية3]، فالاحتفال بهذه المناسبة هو من الشكر لهذه النعمة العظيمة من الله -سبحانه وتعالى- وهو أيضاً من الشهادة بكمال الدين، الشهادة بكمال الدين الإسلامي أن الله أكمله وأتمه ليتناول كل شؤون الحياة بمختلف مجالاته، ولم يترك جوانب رئيسية ومهمة بدون أن يحدد فيها على ضوء دينه وضمن توجيهاته -سبحانه وتعالى- الهداية اللازمة التي تصلح بها حياة الإنسان، والشهادة بكمال الدين لها أهمية كبيرة فيما تعنيه من الشهادة لله -سبحانه وتعالى بحكمته، برحمته، بعدله، بقدسيته، والاحتفال أيضاً بهذه المناسبة والإحياء لها هو أيضاً شهادةٌ للرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- بالبلاغ لذلك الأمر الإلهي الذي أمر بإبلاغه في آيةٍ قرآنيةٍ مهمة، سنأتي للحديث عنها، وهو كذلك عملية توثيقية لنقل هذا البلاغ جيلاً بعد جيل؛ لأن هذه المناسبة يحتفل بها المؤمنون جيلاً بعد جيل على مر التاريخ، منذ زمن طويل، هنا عندنا في اليمن احتفل بها الآباء، واحتفل بها الأجداد، وتوارثتها الأجيال، فالاحتفال بحد ذاته يمثل عملية توثيقية، وعملية نقل لهذا البلاغ من الأجيال، من جيلٍ إلى جيل، وشهادة للرسول بالبلاغ، وشهادةٌ أيضاً أو تفاعلٌ مع هذا البلاغ، تفاعلٌ من خلال الإيمان بهذا البلاغ في نصه، وفي مضمونه، وفي مدلوله، وهذه مسألة مهمة جداً.
وتطرق إلى الخلفيات الدينية والتاريخية للمناسبة والدروس المستفادة منها والتي ينبغي على كل مسلم الوقوف عليها للتغيير من واقع الأمة الإسلامية.
..................
انتهى / 232