وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء – ابنا ـ لا يمكنك أن تعيدنا.. فرجينيا موطننا" هكذا صرخ إبراهيم سميرة الأميركي من أصل فلسطيني والنائب عن ولاية فرجينيا مقاطعاً كلمة الرئيس دونالد ترامب مساء الثلاثاء في جيمستاون والتي كان يلقيها بمناسبة الذكرى الأربعمئة لتأسيس أوّل جمعية تشريعية.
وأظهر الفيديو -الذي انتشر بسرعة كبيرة على مواقع التواصل- النائب الديمقراطي وهو يقاطع ترامب ويصرخ "لا يمكنك أن تعيدنا" إلى أن جاء رجال الأمن وأجبروه على المغادرة وهو يحمل لافتة كتب عليها "ارجع إلى بيتك الفاسد، اطردوا الكراهية، أعيدوا لمّ شمل عائلتي".
وقال سميرة -الذي انتخب هذا العام ممثلاً عن ولاية فرجينيا، في حديث للجزيرة نت- إن دوافعه وراء ما فعل هي أن يقول "هذا الرئيس لا يمثل الديمقراطية في فرجينيا والتي تأسست عليها الولاية وبنيت على المهاجرين الجدد لأميركا والباحثين عن العيش الكريم".
وكان ترامب قد خسر ولاية فرجينيا في انتخابات الرئاسة عام 2016، في وقت حصلت منافسته هيلاري كلينتون آنذاك على نحو 50% من الأصوات، والولاية تظهر انقساماً حاداً بين الحزبين، إذ يعتبر ترامب أوّل رئيس أميركي منذ عام 1924 يفوز بالرئاسة من دون الفوز بهذه الولاية.
وعما إذا كان يعتقد سميرة أن ما فعله سيؤثر بشكل ما على رأي الناخبين في فرجينيا لصالح الحزب الديمقراطي بالانتخابات الرئاسية القادمة، قال "ترامب من أقل المرشحين شعبية في فرجينيا وكما خسرها عام 2016 إن شاء الله سيخسرها بأرقام أكثر، الجمهور متحمس لإنهاء فترته الرئاسية وأعتقد أن الاعتراض على وجوده في فرجينيا سيحمسهم أكثر".
رد جمهوري
وكان أول رد فعل من الجمهوريين على مقاطعة سميرة لكلمة ترامب هو وصف الحزب الديمقراطي بأنه "فوضوي وغير وطني" في حين قال رئيس الحزب جاك ويلسون عن سميرة بأنه "معادٍ للسامية".
ورد سميرة على ذلك بقوله "الجمهوريون يتكلمون من منظور فاسد وعنصري، وهم ينظرون إلى أي تفاعل واعتراض على أنه فساد لأن هذه هي طريقة تفكيرهم، نحن لدينا انتخابات ونمثل الجميع وأنا ممثل عن ولاية فرجينيا وهذا التمثيل له كلفة ومن يعمل الصحيح يستحق الإشادة والدعم لكي يكمل مشواره".
ومن ناحيتهم تحدث بعض من الممثلين الديمقراطيين لصحيفة واشنطن بوست -دون الكشف عن أسمائهم- قائلين إن الموضوع حساس وإنهم يشعرون بالخيبة مما فعله سميرة لأنه انتزع الأضواء، وكان الديمقراطيون منقسمين حول ما إذا كانوا سيحضرون كلمة ترامب في جيمستاون بسبب تصريحاته العنصرية المثيرة مؤخراً.
وقد علق سميرة على موقف حزبه بقوله "البعض من الحزب الديمقراطي لم يكن موافقاً على ما فعلته وهؤلاء لم يصرحوا من أنفسهم وهم خائفون أن يقولوا ذلك علانية".
وأضاف "فرص ترامب تزيد كلما كان هناك ممثلون ضعفاء من الحزب الديمقراطي، ومن المهم جداً أن يقوم الحزب بتحريك الجمهور المتضرر من أفعال ترامب" السياسية.
وفي مقابلة له عبر إحدى القنوات بعد كلمته في جيمستاون، اشتكى ترامب من أنه لا يحظى بالتغطية الكافية كرئيس وأن قناته المفضلة (فوكس نيوز) ألقت الضوء على متظاهر -ويقصد به سميرة- ولم تغط كلمته بالشكل المطلوب.
وانتشر الخبر وتحليلاته عبر الصحف الأميركية مباشرة ومن بينها واشنطن بوست، في حين أجرت قناة "أم أس أن بي سي" لقاء مع سميرة وضح فيه سبب مقاطعته لترامب أثناء كلمته.
وعلق الكوميديان الأميركي باتون إزوالت مغرداً على تويتر "فخور بسميرة، لقد شجعت الكثير من الناس الجيدين اليوم".
ومُنع د. صبري سميرة (والد النائب) من الدخول عام 2002 بعد زيارته لأقارب في الأردن بسبب نشاطه السياسي داخل الولايات المتحدة ذلك الوقت.
.....................
انتهى/185