وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء – ابنا ـ قال خبراء ومسؤولون إن السياسة الأمريكية في المنطقة العربية، ودفعها نحو التوتر في الخليج الفارسي يهدف لاستنزاف الدول الخليجية، والسيطرة على مصادر الطاقة في المنطقة، وفرض وجودها العسكري عبر وهم الحماية.
يرى خبراء أن رفع درجة التوتر في المنطقة ستنعكس سلبا على الدول العربية، فيما تحصل الولايات المتحدة على ما تريده دون أدنى خسائر تذكر، وأن الأجدر بالدول الخليجية هو الحوار وحل كافة الخلافات القائمة بالتواصل المباشر بين كافة الأطراف.
قال السفير حازم أبو شنب، القيادي بحركة فتح الفلسطينية، إن المشهد المتوتر في المنطقة يساعد واشنطن على أن تكثف حالة الشعور عند الدول العربية بالحاجة إلى الوجود الأمريكي، بما يمكن الإدارة الحالية أن تمارس دور "البلطجي" أو شركة الأمن والحراسة، التي تتقاضى المال مقابل تأمين بعض الدول.
وأضاف في تصريحات: "الفائدة الأولى لواشنطن من المشهد المتوتر هي فائدة مالية، والثانية تتعلق بفرض واشنطن حدود نفوذها على المنطقة المليئة بمصادر الطاقة، في مقابل النفوذ الروسي والصيني وغيره في المنطقة العربية".
وتابع: "أمريكا تسعى للسيطرة على مصادر الطاقة في منطقة الخليج [الفارسي]، من خلال الاتفاقيات، التي تبرمها مع الدول سواء اتفاقيات أمنية أو سياسة واقتصادية، وأن المرحلة الثانية تتم من خلال الوجود العسكري الصارخ في المنطقة".
وأوضح أن الانتشار الأمريكي في الخليج الفارسي ومناطق أخرى يؤكد مساعيها وأهدافها، خاصة في ظل وجود العديد من القواعد العسكرية في معظم دول الخليج[الفارسي] وأفغانستان وباكستان، وهو ما يجعل إيران في منطقة تحيط بها القواعد العسكرية الأمريكية من كل اتجاه، إضافة إلى القوات البحرية، التي تنتشر على سطح الأسطول الخامس وغيره.
وفي ذات الإطار، قال عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي النائب عمار طعمة، إن دول المنطقة العربية لم تسلك السبيل الأكثر حكمة وعقلانية، وأنها لجأت لموقف يقود إلى مزيد من التعقيد، ويربك أمن واستقرار المنطقة، ويوفر الدعم للرئيس الأمريكي بالإجراءات التصعيدية في المنطقة.
وأضاف في تصريحات، أنه كان من الأجدر أن ينتج عن القمم، التي دعت لها السعودية، فتح قنوات اتصال مباشرة للحوار وحلحلة الأزمة وخفض حدة التوترات وطرح كافة القضايا الخلافية للحوار"، مشددا على أن المضي بالتصعيد في المنطقة يقدم المواقف الداعمة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فيما ستحل الخسائر على المنطقة ومواطنيها.
وأكد البرلماني العراقي، أن الولايات المتحدة الأمريكية تنفخ في إثارة الأزمات، والتهديدات بالحرب، بما يساعد في حصول واشنطن على المزيد من المكاسب من الدول العربية، وهو ما يساهم في ربطها باستراتيجيتها على المدى البعيد، من حيث المصالح الاقتصادية والقواعد العسكرية، خاصة أنها توهم المنطقة أن وجودها هو صمام الأمان بالنسبة للدول العربية في المنطقة الخليجية.
وأشار عمار طعمة، إلى قول الرئيس الأمريكي إن الحماية لن تكون دون مقابل، وهو ما يعني استنزاف المنطقة وبناء مخاطر مصطنعة، أو يمكن تجنبها حال اختيار الحل الأقرب من خلال الحوار.
فيما قال الكاتب اللبناني وسيم بزي، إن الولايات المتحدة الأمريكية تمارس ذات الدور منذ قمة الرياض، ما بعد وصول ترامب، وصولا إلى تأجيج الخلاف القطري السعودي، واستخدام ما يطلق عليه "الفزاعة الإيرانية" وصولا إلى "صفقة القرن".
وأضاف: "أمريكا تمارس الاستنزاف المالي والسياسي متعدد الأطراف، دون أن تضطر لتحمل أي مخاطر أو تبعات مباشرة عليها، جزاء هذه السياسات".
.....................
انتهى/185