ابنا: وهذه هي الخطوة الثانية من خطوات الإئتلاف المبارك للإعلان عن برنامجه السياسي ، وتدشينه ، حيث شهدت بغداد قبل أكثر من ثلاثة أشهر برنامج الإعلان عن البدء بالعمل السياسي ، حيث طرح الإئتلاف برنامجه من أجل البدء وتدشين مرحلة جديدة من العمل السياسي بإقامة إحتفالية للإعلان عن برنامجه وإفتتاح مكتب سياسي له في بيروت يديره الدكتور إبراهيم العرادي.
وقد كان لذلك البرنامج صدى كبير ، وكأنه القنبلة النووية التي حلت على رأس الكيان الخليفي والسعودي والإماراتي وأربابهم الأمريكان والإنجليز والصهاينة ، فعلى الرغم من مؤامرتهم القذرة لإفشال المؤتمر الذي عقد في قاعة الرشيد في فندق الرشيد بالمنطقة الخضراء ، إلا أن المؤتمر قد تم إنعقاده بجهود مضنية من قادة الإئتلاف وحماية واسعة من القادة العراقيين وفصائل المقاومة العراقية والحشد الشعبي المقدس.
وهنا لابد من أن تثمن حركة أنصار شباب ثورة 14 فبراير هذه الجهود الكبيرة والجبارة التي يقوم بها إئتلاف شباب ثورة 14 فبراير ليترجم حضوره الثوري المقاوم على الأرض في البحرين وفي ساحات الجهاد والكفاح والنضال ، بكوادره وشبابه الرساليين وجماهيره التي هي دوما حاضرة في العمل الميداني الثوري، بالعمل السياسي والدبلوماسي الذي كان يحتكره الكيان الخليفي الغازي والمحتل.
إن إعلان إئتلاف شباب ثورة 14 فبراير عن البدء في العمل السياسي والخروج من دائرة العمل الثوري السري الى دائرة العمل العلني، هو خطوة جبارة لكي لا تستغل جهوده الثورية والميدانية من قبل الآخرين ، فهو الآن في الوقت الذي يحقق نشاطاً ميدانياً حقيقيا على الأرض ، فإنه يترجمه على الصعيد السياسي بما يقوم به مسؤول المكتب السياسي في بيروت ، وبما يقوم به قادة الإئتلاف وكوادره في الخارج من نشاط سياسي متميز وناجح ، ونتمنى أن تتواصل الفعاليات والنشاطات السياسية على الساحة اللبنانية والعراقية وسائر الساحات من أجل عمل سياسي وحقوقي ودبلوماسي مما سيجعل إئتلاف شباب ثورة 14 فبراير الرقم الصعب في المعادلة السياسية القادمة في البحرين.
إننا في حركة أنصار شباب ثورة 14 فبراير إذ نبارك ونثمن جهود إئتلاف شباب ثورة 14 فبراير وما قاموا به من نشاط جبار في إحياء المهرجان الخطابي في بغداد ، فإننا ندعم خطواتهم الثورية والسياسية ، وعملهم الدؤوب لخدمة ثورة 14 فبراير وجماهير شعبها ، وننتظر المزيد من هذه الفعاليات وأن نرى التعاون والتنسيق الكبير بين مختلف فصائل المعارضة البحرانية ، والتعاون والتنسيق بين مختلف فصائل المعارضة العراقية وإستمرار دعمها لإئتلاف شباب ثورة 14 فبراير وسائر فصائل المعارضة البحرانية المقاومة ، كما نتمنى أن نرى التنسيق والتشاور بين جبهة المقاومة في العراق والبحرين واليمن ولبنان والقطيف والأحساء وسوريا ، وكذلك مع فصائل المقاومة الاسلامية والوطنية في فلسطين المحتلة ، وسائر الساحات التي فيها فصائل المقاومة ضد الشيطان الأكبر والإستعمار البريطاني العجوز ، وضد الكيان الصهيوني الغاصب ، ولابد من تظافر الجهود في جبهة المقاومة لمقاومة التطبيع من قبل الأنظمة الديكتاتورية الرجعية والفاسدة والمفسدة وعلى قائمتها الكيان السعودي والخليفي والإماراتي لإفشال صفقة القرن ، والتأكيد على أن القدس عاصمة فلسطين الأبدية ، وكذلك عاصمة العالم العربي والإسلامي ، ومحور المقاومة من إيران قلعة المقاومة الى العراق وسوريا واليمن والبحرين والقطيف والأحساء ولبنان وفلسطين حقق إنتصارات كبيرة على الإستكبار العالمي وأدواته التكفيرية ومنها زمرة داعش الإرهابية وسوف ينتصر ، كما أن جماهير شعبنا البحرانية ستنتصر على الكيان الغازي والمحتل ، وإن خروج القوات السعودية الإماراتية وما يسمى بدرع الجزيرة أصبح أمر حتمي ، فإرادة شعبنا لن تنكسر ولن تهزم ، وسوف تستمر المقاومة المدنية والثورية حتى إسقاط الكيان الخليفي الغازي والمحتل وإقامة نظام سياسي تعددي جديد بإرادة الشعب وقواه الثورية ونخبة وقادته المخلصين.
وإليكم القسم الأول من التقرير عن المهرجان الخطابي الذي أقامه إئتلاف شباب ثورة 14 فبراير في ساحة الواثق في بغداد:
في بداية المهرجان ألقى الدكتور راشد الراشد أحد أبرز قادة المعارضة البحرانية ، ورئيس المكتب السياسي لتيار العمل الإسلامي كلمة جاء فيها:
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الأخوة من رجال الصمود والثبات والمقاومة
أتشرف أن أقف أمامكم في هذه الوقفة التي تعبر عن موقف واعي واحد تجاه قضايانا المشتركة من البحرين أوصل لكم سلام وتحيات شعبنا الصابر على ما يتعرض اليه من ظلم وإضطهاد. نقف في هذه اللحظات قبل ثمانية أعوام تحديداَ في مثل هذا اليوم إجتاحت القوات السعودية الظالمة وأنتهكت سيادة بلدنا لترتكب أبشع جريمة نكراء ضد شعبنا. سقط العشرات من الشهداء والمئات من الضحايا لهذا الغزو الذي لا زالت أثاره متواصلة حتى هذه اللحظة بعد أن تجاوز العالم منطق الغزو والاحتلال بهذه الطريقة المجنونة ، لا زلنا في البحرين نعاني من قوات غاشمة أتت للبطش وللتنكيل بشعبنا وكل جريمته أنه خرج ليطالب بالعدالة والإحتكام الى صناديق الإقتراع ، وخرج في إجماع وطني تاريخي عظيم شاهده كل العالم ، يطالب في حقه في تقرير المصير وإختيار نظامه السياسي الذي ينبثق من الإرادة الشعبية ، ويستمد شرعية وجوده من هذه الإرادة فقط.
وبدل أن يتجاوب هذا العالم مع مطالب الشعب التي وصفها المجتمع الدولي ذاته بأنها مطالب عادلة ومشروعة ، لكنه في الجهة المقابلة وقف لإسناد النظام الديكتاتوري وأمده بالسلاح والعتاد ، وسمح لتحالف دولي (لتعلموا أيها الأخوة الكرام) أنه سمح لتسعة جيوش أن تجتاح بلدنا الطاهرة لتنتقم من هذا الشعب.
قوات درع الجزيرة بقيادة الجيش السعودي ، الجيش الأردني ، الجيش الباكستاني ، وجيش من المرتزقة من كل مكان جيئ بهم للتنكيل بشعبنا ، وتابعتم ماذا قام به جيش آل سعود ضد أهلنا في البحرين ، أسال الدماء وإنتهك الحرمات والأعراض وهدم المساجد ودور العبادة ، ولم يكتفي بذلك وإنما قام بإعتقال الآلاف وتشريد الآلاف المنتشرون اليوم في أصقاع الأرض، أمام مرأى العالم الذي يشاهد هذه الوحشية وهذا التوحش في التعامل مع مطالب شعبية أقر بها العالم أنها عادلة ومنصفة ومشروعة.
هاهو العدوان أيضا الظالم على شعبنا وأهلنا في اليمن العزيز. خمس سنوات من العدوان المتوحش بدون مبرر أخلاقي ، وبدون أيضا بقرار مما يسمى مجلس الأمن الدولي ، وبالأمس يهدد البيت الأبيض بإستخدام حق النقض الفيتو ضد مشروع قرار في مجلس الشيوخ الأمريكي ليندد بالعدوان الظالم على شعب اليمن ، ويطالب الجيش السعودي والإماراتي بوقف العدوان فوراً، هكذا لتتكشف آخر الأقنعة وتسقط ، ليشاهد العالم بأن الولايات المتحدة الأمريكية هي التي تقف وراء عذابنا جميعا.
ما جرى في سوريا ، وما يجري في فلسطين ، وما يجري في لبنان ، وما يجرى عندنا هنا في العراق الحبيب ، وما يجري في اليمن والبحرين ، كل هذه الحرائق من أجل الهيمنة والسيطرة.
أقف هنا اليوم لنرسل رسالة الى كل أحرار وشرفاء العالم ، بأن يتخذوا موقفا واضحا وحاسما تجاه هذا العدوان الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية بأدواتها في المنطقة.
ختاماً ، أقف وأستلهم منكم أبطال المقاومة في العراق ، وأبطال الحشد الشعبي ، نستلهم منكم العزيمة والإصرار والصمود في إتجاه كرامتنا وما يحفظ كرامتنا وحقوقنا ، ونقول للنظام السعودي: مهما بالغت في قسوة إجراءاتك القمعية وفي بطشك وتنكيلك لن يمنعنا ، ويمنع شعوب الأرض الحرة والشريفة والكريمة من أن تواصل صمودها وإصرارها حتى إسترداد الحقوق الكاملة.
إننا واثقون بنصر الله العزيز الجبار الذي قال (إنا من الظالمين لمنتقمون).
وبعد ذلك ألقى الأستاذ الشيخ محمد القبلي عضو المكتب السياسي لأنصار الله ، وممثل الحركة في بغداد كلمته التي جاء فيها:
أشكر تضامنكم وإخوانكم في اليمن وهم يتعرضون لأشرس عدوان عرفه التاريخ الإنساني على مدى أربعة أعوام من القتل والحصار والتدمير.
أشكر الشعب العراقي وقواه الحية التي تمثل الشجاعة والإباء في هذا البلد الشامخ ، ونشد على أيدي الحركات التحررية التي تسعى لإستعادة الكرامة ونيل الحقوق ، والنهوض بالأمة لدفع الأخطار وإمتلاك السيادة والثروة والعلم التي يريد الأعداء أن نتخلى عنها، وأشكر حركة 14 فبراير البحرينية (إئتلاف شباب ثورة 14 فبراير) التي تنظم هذا المهرجان.
أيها الأخوة والأخوات : لقد برهن النظام السعودي الإماراتي على عدوانيته وتآمره وتبعيته للصهيونية وإستخدام إسم العروبة والإسلام لتمرير المشاريع التخريبية في المنطقة وشراء الذمم وتزوير الحقائق ، فهم الذين أنتجوا داعش والقاعدة ، وأرسلوا آلاف الإنتحاريين الى أنحاء العالم ، وكان للعراق وسوريا النصيب الأكبر منها، وعندما أنشأ النظام السعودي قوات درع الجزيرة كانت النتيجة العدوان الإجرامي على الشعب البحريني المسالم المطالب بحقوقه المشروعة.
قبل أربع سنوات أعتدي على اليمن وما يزال هذا العدوان مستمراً ، هذا النظام المرتهن كان يعد العدوان على العراق وسوريا من خلال مناورته على الحدود العراقية السورية التي أسماها "رعد الشمال" ، وقبل ذلك تآمر على الثورة الإسلامية في إيران ، لأن إيران وقفت ضد المشروع الصهيوني الإحتلالي ودعمت الحق الفلسطيني ، ويأتي مؤتمر وارسو ليقف فيه السعودي ومرتزقته جنبا الى جنب مع الصهاينة المحتلين ليوضح الحقيقة للجميع أن النظام السعودي هو الوجه الآخر للصهيونية والعدوان والعمالة، ولكن وبحمد الله تعالى الذي جرى خلاف خطط المعتدين ، فقد إنهزمت داعش في العراق وسوريا ، وأصبح حزب الله نداً قويا لإسرائيل ، وصارت الجمهورية الاسلامية أكثر قوة وتقدم وإيمان ، والشعب اليمني رغم الحصار والنار وشراسة العدوان صامداً منتصراً ، وهذا الشعب البحريني ما يزال متمسكا بقضاياه العادلة.
إن المسؤولية اليوم جسيمة على الأمة للمساهمة في مشروع النهضة وهي تستطيع أن تحقق الأنتصار، وإن الإرادة هي إرادة الجماهير من خلال إتخاذ المواقف المشرفة في مواجهة الصلف الصهيوني ودول الإستكبار وحكام الجور لرفد حركات الشعوب التحررية والمقاومة لتحقيق النهوض في كل المجالات الثقافي والسياسي والإقتصادي ، والله مع العبد ما كان العبد قويا في دينه في مواجهة أعداء الله الذين ينهجون نهج الشر.
قال تعالى: (وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضا أو لتعودن في ملتنا فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين ولنسكننكم الأرض من بعدهم ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد وأستفتحوا وخاب كل جبار عنيد).
اكرر الشكر لكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كما بلغ الاستاذ الشيخ محمد القبلي سلام وتحيات السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي قائد الثورة وقائد حركة أنصار الله الحوثية في اليمن الى المشاركين في المهرجان الخطابي للدفاع عن البحرين واليمن.
بعد ذلك ألقى الأمين العام لكتائب سيد الشهداء اللواء أبوآلاء الولائي كلمته إبتدأها بمقدمة مختصرة جاء فيها:
قبل أن أقدم كلمتي أحب أن أبصر أخوتي في فصائل المقاومة بأننا قطعنا على أنفسنا عهداً ، وقد قرأ خطاب المقاومة الشيخ قيس الخزعلي ، بأننا نقاطع كل البضائع السعودية ، ولكن ما نراه وفي محافلنا لا زالت العصائر السعودية أمام الأنظر وأمام الأخوة المحتفلين.
في كلمتي السابقة في دعم الشعب البحريني عندما قلت أنني أعلن تطوعي جندياً صغيراً تحت أمرة السيد عبد الملك الحوثي عاتبني كبار المسؤولين السياسيين العراقيين ، لكن هذا لا يقدم عندنا ولا يؤخر لأننا قطعنا عهداً للشهداء وللمقاومين والمجاهدين أننا نبقى في نصرتهم الى آخر المحطة.
واليوم وأنا في مجييء الى هذا الحفل الكريم سمعت خبراً بأن السعوديين (الحكومة السعودية وقسم من دول الخليج يريدون أن يطلبوا من الحكومة العراقية بإخراج شباب 14 فبراير المجاهدين ، وأنا أقول لهم إن شباب 14 فبراير هؤلاء في حماية المقاومة ولا يمكن لأي قوة أن تخرجهم من أرض العراق ، والعراق وطنهم الثاني.
ومن ثم بدأ اللواء أبوآلاء الولائي كلمته :
بسم الله الرحمن الرحيم
(والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) صدق الله العلي العظيم.
لابد أن نحول ملتقانا هذا الى إرادة فاعلة وقوة حقيقية لرفع الظلم الذي وقع ويقع على الشعبين المسلمين الثائرين البحريني واليمني ، ولسنا بقادرين على أن نفعل ذلك الا بتوحيد كلمتنا وزيادة رسوخ موقفنا وأن لا نبادل الظالم الا بقوة ، وأن لا نتوسم من الغادر خيراَ ، بل علينا أن نردعه ونزجره ليعود الحق منتصراً.
بإسمكم أيها الحفل الكريم .. أطالب قوات ما يسمى بدرع الجزيرة أن تنسحب من أرض البحرين ، والقوات المرتزقة في اليمن أن تكف عن مهاجمة الشرفاء في صنعاء وصعدة وباقي مدن اليمن الجريح ، ولتخجل طائرات السعوديين من أن تمارس لعبة قتل الأطفال والنساء من جديد.
إننا اليوم أمام أمر مهم وغريب ، ولابد من أن نقف عنده ، وهو سعي حكومة البحرين بتجنيس مئات الآلاف من غير البحرينيين والعمل على حصولهم الجنسية البحرينية ، عملا متواصلا لمحاصرة أصحاب الأرض الحقيقيين وسكانها الأصلاء.
إن إحتواء القتلة من فدائي صدام وعناصر الأمن والمخابرات لنظام البعث المقبور ، الى مئات الآلاف من المجنسين من الباكستانيين واليمنيين والسوريين ممن يحملون إنتماءاً طائفياً معيناً هو جريمة إنسانية ، بل هي جريمة حرب على شعب أعزل مسالم.
أيها الأخوة .. لابد لنا الآن من نفتح جرحاً قد يؤلمنا تطهيره وهو مشلكة الوقوف والمساندة للشعبين اليمني والبحرين ، وقد يطول الشرح ، لكن ما يهمني هنا أن أعلن بكل قوة وثبات ووضوح أن الدعم المقدم لهذين الشعبين ضعيف جداً ، وأنني أشعر بالخجل ، كلما رأيت ثورتين كبريين تشتعلان بأجساد المجاهدين دون أن يدعموا بمال يمدهم على الإستمرار والثبات في الثورة ، وأنا أعلن فتح باب التبرع للثورتين البحرينية واليمنية ، على أن التبرع بالمال هو أيسر وأسهل بكثير من تقديم الدم والجسد ، كما أن المال الذي نطالب به هو مال قليل ، فليجتمع ليشكل ثروة كبيرة تنجينا من عذاب يوم القيامة.
.................
انتهى/185