ابنا: وفي تقرير بمجلة فورين بوليسي، كشف الباحث بمعهد إنتربرايس الأميركي كينيث بولاك أن الولايات المتحدة أنفقت خلال 70 عاما عشرات المليارات من الدولارات في تدريب جيوش عربية، لم تجنِ من ورائها أي شيء .
وأضاف أن واشنطن إذا أرادت الاستمرار في انخراطها في الشرق الأوسط، فعليها أن تعيد النظر في شكل ارتباطها بتلك الجيوش، وأن تستبدل "أحلامها الطموحة" في جيوش حديثة وتضع خططا واقعية تبني على نقاط القوة الحقيقية للحلفاء، بدلا من إقحام الجنود في علاقة لم تكن لتناسبهم إلى حد كبير بسبب المجتمعات والثقافة التي نشؤوا في حضنها.
ويرى بولاك أن واشنطن إن لم تضع ذلك في الاعتبار، فإنها ستستمر في تبديد أموالها، وسيواصل حلفاؤها العرب السير في طريق الفشل.
وطوال عقود من الزمن، كان التدريب العسكري الذي تقدمه الولايات المتحدة عنصرا حاسما في علاقاتها مع حلفائها بالشرق الأوسط، ويعكس التزامها بأمنهم عبر تأهليهم لمساعدة أميركا في حماية بلدانهم، طبقا لكاتب التقرير.
إدمان الفشل
ولطالما كانت جهود الولايات المتحدة لتدريب الجيوش العربية مخلصة ودؤوبة، بيد أن مآلها كان الفشل، بحسب تقرير فورين بوليسي. وضرب بولاك مثالا على ذلك بجهود القوات الجوية الأميركية في تدريب الطيارين الحربيين المصريين على طائرات "أف 16".
وأشار إلى أن أنماط الهجوم القياسية التي يتبعها سلاح الجو المصري تقتضي بأن تقترب طائرتان قادمتان من اتجاهين مختلفين من بعضهما بعضا في وقت متزامن وفي مسار تصادمي. وفي تلك التدريبات، كانت إحدى الطائرتين تضطر للانحراف عن مسارها في آخر لحظة لتفادي الاصطدام في الجو، وهو ما يجعل القنابل التي يطلقها قائد الطائرة تحيد عن الهدف.
ولأن الجنود المصريين -كما يدعي كينيث بولاك- لا يدونون تفاصيل المهام التي يضطلعون بها أو يستخلصون النتائج والدروس منها، دع عنك إخضاع أدائهم للنقد، فقد أضحت تلك الممارسات راسخة في تدريبات سلاح الجو المصري.
وقد أعرب طيارون أميركيون عن خيبة أملهم إزاء محاولاتهم المستمرة لإقناع سلاح الجو المصري بأن الأساليب التي يتبعها ليست خاطئة فحسب، بل قد تكون مميتة.
..................
انتهى / 232
المصدر : الجزيرة
الخميس
٧ فبراير ٢٠١٩
٥:٠٦:٥٤ م
928095
قال باحث ومؤلف أميركي إن الولايات المتحدة بددت مليارات الدولارات على جيوش عربية وصفها بالفاشلة، ونصحها بإعادة النظر في الطريقة التي تتعامل بها مع العسكر العرب.