ابنا: وجاءت الشكوى من سبعة جنود حاليين وسابقين تحدثوا لموقع ميدل إيست آي الإخباري البريطاني قالوا إن "الحرب التي يخوضها الجيش في سيناء وخلفت أكثر من 1500 قتيل من أفراد الأمن المصري جعلتهم مضطربين ومحطمين نفسيا".
ويضيف هؤلاء الجنود أنهم التحقوا بوحداتهم العسكرية في سيناء بعد أن تلقوا تدريبا لمدة 45 يوما فقط.
الشكوى ممنوعة
وينقل الموقع عن عسكريين قولهم إن الثقافة السائدة في الجيش المصري لا تتقبل التشكي تحت ذرائع الإصابة بصدمة نفسية أو الضعف، الأمر الذي أجبر العديد من الجنود على التماس استشارات نفسية خاصة لأن الجيش لا يقدمها لهم.
ويقول ضابط بجهاز أمن الدولة -لم يكشف الموقع عن هويته- "عندما تكون المعنويات هابطة فإن الضباط هم من يقوم مقام الأطباء النفسيين، كما يأتي علماء الدين إلى القواعد المركزية القريبة من القاهرة أو المدن الكبيرة ليتحدثوا مع الجنود".
ويقول هؤلاء الجنود أن ما عايشوه أحدث تغييرا جوهريا في حياتهم، مما يستوجب حلا مهنيا لمشاكلهم.
وقال جندي اكتفى موقع ميدل إيست آي بالإشارة إليه باسم "سامح" (27 عاما)، وهو جندي يؤدي الخدمة العسكرية في سيناء "إذا أصيب الجنود بالاكتئاب فإنهم إما أن يتستروا على مرضهم أو يقدموا للحصول على إجازات".
ويمضي الموقع البريطاني الإخباري إلى التذكير بأن تنظيم أنصار بيت المقدس صعد عملياته "الإرهابية" في سيناء بعد تولي عبد الفتاح السياسي زمام السلطة في البلاد في انقلاب أطاح بالرئيس محمد مرسي.
غير أن صراعات داخل التنظيم المسلح في 2014 أسفرت عن أداء أغلبية أفراده فروض الولاء والطاعة لتنظيم داعش الوحشي واعتبروا أنفسهم فرعا له.
وفي حين يتلقى عناصر تنظيم داعش التكفيري تدريبات على حروب الصحراء والعصابات والقتال من منزل إلى منزل -مع احتمال خوضهم تجارب عسكرية في قطاع غزة وسوريا وأفغانستان والعراق وليبيا- فإن عددا لا بأس به من القوات المقاتلة المصرية هم من مجندي الخدمة العسكرية الإلزامية الذين قضوا 45 يوما فقط في معسكرات التدريب ليتعلموا فيها فنون القتال.
فيتنام المصرية
أحد هؤلاء المجندين يدعى معتز، وهو طبيب سابق كانت كتيبته من أوائل الواصلين إلى مسرح القتال بعد أن شنت الجماعة الارهابية التي كانت تعرف عندئذ بأنصار بيت المقدس هجوما كبيرا على نقطة تفتيش عسكرية شمالي سيناء في أكتوبر/تشرين الأول 2014.
كان ذلك الهجوم هو الأشرس الذي يشن ضد الجيش المصري وقتل فيه ثلاثون من أفراده عند نقطة التفتيش، وسرعان ما انخرط معتز في حصر الخسائر البشرية وشرع في معالجة الجرحى.
وأخبر معتز موقع ميدل إيست آي بأن أشلاء الجثث تناثرت في كل مكان "لقد كان منظرا لن أنساه ما حييت".
وقد سرّح معتز من الخدمة العسكرية عام 2017 ويعمل حاليا طبيبا في عيادة خاصة بدولة قطر، لكنه يقول إن الكوابيس لا تزال تطارده بسبب ما شاهده إبان خدمته في سيناء، وهو يراجع الآن طبيبا نفسيا.
ويشبه معتز سيناء بفيتنام لما شاهده فيها من أهوال، قائلا "بالنسبة لنا ولمجندين آخرين مثلنا فإن سيناء هي فيتنامنا"، في إشارة إلى الحرب التي خاضها الأميركيون في تلك الدولة الواقعة بجنوب شرق آسيا.
وهناك مجند آخر اسمه خالد ويبلغ من العمر الآن 23 عاما، وقد خدم قبل ثلاث سنوات مجندا في مدينة رفح بشمال سيناء في يوليو/تموز 2017 عندما هاجم مسلحون نقطة تفتيش كانت تعرقل تدفق البضائع والبشر من قطاع غزة، وقد فجر "انتحاري" نفسه في نقطة التفتيش تلك فأودى بحياة 23 عسكريا.
..................
انتهى / 232
المصدر : الجزيرة
الأربعاء
٦ فبراير ٢٠١٩
٥:٠١:٥٦ م
927995
ميدل إيست: سيناء فيتنام مصرية
جنود مصريون يشكون من ضعف جهيزهم بالعتاد اللازم والتدريب الكافي لمواجهة داعش بسيناء
يشكو جنود في الجيش المصري يقاتلون تنظيمات مسلحة في شبه جزيرة سيناء من ضعف تجهيزهم بالعتاد اللازم وعدم تلقيهم التدريب العسكري الكافي، مما ترك آثارا نفسية دائمة عليهم.