ابنا: منذ حوالي اسبوعين نُشر على وسائل الاعلام الافغانية وكذلك الدولية خبر حول عملية للقوات الامريكية ضد عناصر طالبان وتنظيم داعش الارهابي، وكمئات الاخبار من هذا النوع تجاوزته تلك الوسائل بسهولة ومن دون أي اهتمام خاص، لكن هذه العملية الجوية للقوات الامريكية تتمتع بأهمية خاصة وتحمل أبعاداً خاصة نتناولها في التقرير التالي:
يوليو 2018
في بداية يوليو 2018 نُشر خبر بدء اشتباكات عنيفة بين عناصر لطالبان وتنظيم داعش الارهابي في مدينة "درزاب" في ولاية جوزجان شمال أفغانستان، وبحسب قادة طالبان استمرت هذه العملية قرابة شهرين وقتل على اثرها عدد كبير من عناصر داعش الارهابي.
وبحسب قادة طالبان في شمال أفغانستان، حققت عمليتهم ضد "داعش" وتطهير هذه المنطقة من تواجد هؤلاء، تقدماً كبيراً، لكن الامريكان قاموا عبر عملية جوية بقصف مناطق تواجد عناصر طالبان، ومن ثم حضرت مروحيات الجيش الافغاني في مدينة درزاب ونقلت كبار "قادة داعش" الى مناطق آمنة.
تشاهدون في الفيديو عملية نقل قادة داعش وأسرهم من أرض المعركة مع طالبان الى مناطق آمنة:
هناك ملاحظتان مهمتان في هذه العملية تمت الاشارة إليهما بشكل بسيط والكثيرون تقصدوا تجاوزها بأريحية.
1- الشخص الرئيسي الذي يشاهد في الفيديو هو "مولوي حبيب الرحمان" زعيم داعش في شمال أفغانستان قد تم نقله الى مناطق آمنة في ولاية جوزجان عبر مروحيات الجيش الافغاني، هو الشخص الذي خلف "قاري حكمت الله" بعد مصرعه، وبحسب طالبان كان الهدف الرئيسي للهجوم هو هذا الشخص، لكن بعد مقتل عدد كبير من عناصره، تمكن الامريكان من انقاذه مع بعض عناصره واصطحابهم معهم بعد قصف تحصينات طالبان.
صورة حبيبالرحمان
2. -وفي فترة ماقبل عملية القوات الامريكية لإنقاذ حبيب الرحمان وعناصره، كانت طالبان قد تمكنت من أسر عدد من قادة وعناصر داعش، وكان هذا الامر بمثابة ضعف مهم بالنسبة للأمريكان لأنهم كانوا قلقين كثيراً من تسريب بعض المعلومات عن طريق هؤلاء العناصر، فبالرغم من ذلك انجزت طالبان عمليتها ضد داعش حتى النهاية وتمكنت من السيطرة على مقر قيادة وسجن تنظيم داعش الارهابي.
نقل عناصر داعش الى بادغيس
وبعد مدة غادرت طالبان ولاية "جوزجان" وتوجهت نحو ولاية "بادغيس"، ونقلت أسراها الاجانب من داعش معها وبعد نقلهم الى مدينة "جوند" لابقائهم في مآمن من القصف الامريكي قررت التوجه نحو قرية "بنج بز" الوعرة في ولاية "بادغيس" وهناك تحتفظ بسجناء داعش.
الطريق البرية المؤدية من رسين الى قرية "بنج بز" هي طريق صعبة ووعرة للغاية لذلك تمكنت طالبان من الاحتفاظ بالسجناء الدواعش بعيداً عن القوات الامريكية.
ففي صيف 2018 تمت عملية نقل هؤلاء السجناء الدواعش وعوائلهم الى "بنج سر" لكن في هذه الاثناء لايزال القلق ينتاب الامريكان، وعمليات الـ"سي أيه أي" تتواصل لاتقاذ الدواعش من شمال افغانستان.
سجن طالبان، الاسرى الدواعش الاجانب واعترافات جديدة
وفي النهاية تختار طالبان مكاناً في أطراف قرية "بنج بز" للاحتفاظ بالاسرى الدواعش وتخصص بيوتاً في أطراف ذلك المكان لإيواء نساء واطفال عناصر داعش.
صور سجن داعش
صور أطفال الدواعش
وبعد استقرار طالبان في قرية "بنج بز" وهدوء الاوضاع، تبدأ عملية استجواب سجناء داعش، عملية تخفي فيها نقاط مهمة:
أمين الله.. الهروب من السجن والتنسيق مع الامريكان
بعد مدة يقع حدث غير متوقع وهو هروب "امين الله الاوزبكستاني" من سجن طالبان، الامر الذي يؤدي الى طرد حارس سجن طالبان وسجنه.
امين الله هو احد ابرز قادة داعش المعروفين في شمال افغانستان، حيث تشير المعلومات الى انه منذ تواجده في افغانستان يقيم اتصالا جيدا مع القوات الامريكية في هذا البلد.
صورة امينالله
ففي البداية يحاول الامريكان استخدامه كعنصر مندس بين قوات طالبان ومن ثم القيام بعمليات ضد طالبان في شمال العراق من خلال المعلومات التي يقدمها لهم، لكن بعد مدة تتضح تحركاته لدى طالبان لينتقل الى صفوف داعش ويقاتل طالبان الى جانب حكمت الله ومولوي حبيب الله إلا انه في نهاية المطاف يقع أسيراً خلال عملية درزاب.
يقول أمين الله في اعترافاته أنه توجه منذ 19 عاماً من اوزبكستان الى المناطق القبلية على الحدود الافغانية الباكستانية وعمل لسنوات مع القاعدة.
لم يتمكن الامريكان بالرغم من جميع محاولاتهم واستخدام الطائرات المسيرة، الحصول على معلومات حول اماكن الاحتفاظ بعناصر تنظيم داعش الارهابي في سجن طالبان، حتى موعد هروب امين الله من السجن.
وتؤكد المعلومات ان امين الله بعد الهروب من السجن ذهب الى الامريكان فوراً وأخبرهم بمكان الاحتفاظ بالاسرى الدواعش لدى طالبان، ومن ثم يتأهب الامريكان لأنقاذ هؤلاء الدواعش.
تنفيذ عملية الانقاذ
وبعد دراسة لجغرافية قرية "بنج بز" ومكان الاحتفاظ بالاسرى الدواعش وكذلك وعورة الطريق وجهوزية عناصر طالبان، استنتج الامريكان أنهم يمكنهم انقاذ عناصر تنظيم داعش الارهابي من خلال تنفيذ عملية جوية وانزال جوي.
ففي ليلة 13 يناير الجاري بدأت عملية انقاذ عناصر داعش الارهابي، في البداية قصفت القوات الجوية الامريكية المناطق المحيطة بسجن طالبان وقتلت عدداً من العناصر بحيث وفرت الاجواء لتواجد قواتها، ومن ثم تواجدت المروحيات الامريكية في المنطقة وبعد الانزال الجوي قامت بقتل حراس السجن وأنقذت جميع عناصر تنظيم داعش الارهابي وأصطحبتهم معها.
ليست هي المرة الاولى التي يقوم فيها الامريكان بهكذا عمليات، حيث قصفت القوات الامريكية قبل هذه المرة، مواقع طالبان دعماً لداعش غرب افغانستان ونقلت عناصر بارزة منهم "ملا ننغيالي" زعيم داعش في غرب افغانستان عبر المروحيات الى قواعدها العسكرية.
.................
انتهى/185