ابنا: والمواطنون الأفغان الذين يتكبدون العبء الأكبر في النزاع المستمر، قالوا لوكالة فرانس برس إنهم يشعرون بيأس متزايد إزاء آفاق المستقبل في وقت تواجه حركة طالبان وتنظيم داعش تعزيز الإجراءات الأمنية ويقومان بشن هجمات شبه يومية على مدنيين وقوات الأمن.
وقال الطالب في الهندسة الكهربائية محمد حسين "الوضع يسوء كل يوم" متحدثا في كابول التي تعد أحد أكثر الأماكن دموية في أفغانستان على المدنيين.
وقال "الاجراءات الأمنية قبل أربع أو خمس سنوات كانت أفضل من الآن. حتى إن لم تقع هجمات في كابول ننتظر أن يحدث أمر ما".
وقال ذبيح الله شيرزاد صاحب شركة لجمع القمامة في العاصمة الأفغانية إنه لا يتذكر سنة أكثر دموية من عام 2018 وتوقع أن تكون سنة 2019 أسوأ.
وقال الرجل البالغ من العمر 42 عاما "سنرى مزيدا من القتل وإراقة الدماء" مضيفا "لست متفائلا بمحادثات السلام".
وتعكس تلك التعليقات القاتمة نتائج استطلاع نشرته مؤسسة غالوب في تشرين الأول/أكتوبر أظهرت مستوى غير مسبوق من التشاؤم بين الأفغان.
وتوصلت دراسة أجرتها منظمة آسيا فاونديشن في كانون الأول/ديسمبر الى أن أكثر من 60 بالمئة من الأفغان يرون أن بلادهم تسير في الاتجاه الخاطئ بدون تغيير عن السنة السابقة.
- سنة سيئة جدا -
تظهر العديد من المؤشرات الرئيسية أن الأمن الأفغاني عالق في دوامة.
وسجل القتى المدنيون رقما قياسيا في النصف الأول من العام في وقت يقوم عناصر طالبان بقتل القوات الأفغانية بأعداد متزايدة.
وشهد هذا العام أيضا عددا من أعنف الهجمات الانتحارية منذ اندلاع النزاع عام 2001، منها تفجير سيارة إسعاف مفخخة في شارع مزدحم في كابول في كانون الثاني/يناير ما أدى إلى مقتل أكثر من 100 شخص وجرح مئات آخرين.
وتصاعدت أعمال العنف الدامية مع إعلان ترامب استراتيجية جديدة لأفغانسان في آب/اغسطس 2017، تضمنت تعزيز قواته بآلاف الجنود على الأرض وإعطاء وحداته الجوية هامشا أكبر للتحرك ضد طالبان وتنظيم داعش.
ويشير أحد التقديرات إلى سقوط أكثر من 40 ألف قتيل في حوادث مرتبطة بالنزاع -- ما يعادل تقريبا مجموع تلك الأرقام في سوريا واليمن -- وفقا لبيانات قام بجمعها "مشروع جمع بيانات مناطق النزاع المسلح وأحداثه" ومقره في الولايات المتحدة.
وحازت افغانستان أيضا لقبا لا تحسد عليه هو "الدولة الأكثر دموية في العالم بالنسبة للصحافيين". فقد قتل 15 من طواقم وسائل الإعلام بينهم كبير مصوري وكالة فرانس برس شاه ماراي والسائق في الوكالة محمد أختر.
وما فاقم الوضع تعرضها لجفاف هو الأسوأ في التاريخ الحديث أجبر أكثر من 250 ألف شخص على الفرار من منازلهم ليزيدوا الضغط على الوكالات الإنسانية التي تعمل فوق طاقتها لتوفير المواد الغذائية والملجأ.
وأقامت آلاف العائلات النازحة خيما عشوائية على أطراف مدن، وقد وصل الأمر ببعض افرادها إلى حد بيع وتزويج فتياتهم الصغيرات لتسديد ديون أو شراء مواد غذائية.
وقال توماس راتينغ المدير المشارك في "شبكة محللي أفغانستان" "كانت سنة سيئة جدا، الوضع لم يتحسن على الإطلاق".
...................
انتهى/185