وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للإنباء – ابنا – أصدر المجمع العالمي لأهل البيت (ع) بيانا يعزي فيه برحيل آية الله "السيد محمود الهاشمي الشاهرودي".
وورد في قسم من هذا البيان: كان لهذا المفكر العظيم نظرة عميقة جدا إلى العالم والتفاتة وافية إلى المسلمين في مختلف أرجاء المعمورة، وبناء على هذا كان (ره) من مؤسسي "المجمع العالمي لأهل البيت (عليهم السلام"، ولعدة سنوات كان عضوا في الهيئة العليا لهذا المجمع، حيث خدم أتباع أهل البيت الطيبين الطاهرين (عليهم السلام).
النص الكامل لبيان تعزية المجمع العالمي لأهل البيت (ع) علي ما يلي:
بسم الله الرحمن الرحيم
مِنَ المُؤمِنينَ رِجالٌ صَدَقوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيهِ فَمِنهُم مَن قَضى نَحبَهُ وَمِنهُم مَن يَنتَظِرُ وَما بَدَّلوا تَبديلًا ﴿سورة الأحزاب، الآية 23﴾
إن وفاة الفقيه الجليل والعالم المجاهد سماحة آية الله الحاج السيد محمود الهاشمي الشاهرودي (ره) فاجعة عظمى على عالم التشيع.
فإن مختلف مراحل الحياة المثمرة لهذا الفقيد السعيد مليئة بالمجاهدات العلمية، والجهاد العملي، وتقديم شتى الخدمات في المجالات الدينية والسياسية.
ويعتبر الفقيد (ره) منذ انطلاق نهضة الإمام الخميني (ره)، وتبعا لأستاذه المفكر الإسلامي الكبير "آية الله العظمى الشهيد محمد باقر الصدر" من داعمي الثورة الإسلامية الإيرانية.
وبعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران، سواء في العراق وفي إيران كان (ره) في عداد المجاهدين الذين وقفوا في الخط الأمامي، فكان حضوره في المجلس الأعلى الإسلامي العراقي ومكافحته للنظام البائد البعثي في العراق صفحة لامعة في حياته، واكتمل سجله بتقديم ثلاثة من أشقاءه شهداء في هذا السبيل، تلك التضحيات التي أدت إلى إنهيار حكم الديكتاتور العفلقي المجرم.
كما لآية الله الشاهرودي نشاطات مؤثرة في أهم المؤسسات الحكومية للجمهورية الإسلامية كـمجلس خبراء القيادة، ومجلس صيانة الدستور، والسلطة القضائية، ومجمع تشخيص مصلحة النظام، مما تكشف عن خدماته الصادقة والخالصة للنظام الإسلامي وشعبه.
وكان لهذا المفكر العظيم نظرة عميقة جدا إلى العالم والتفاتة وافية إلى المسلمين في مختلف أرجاء المعمورة، وبناء على هذا كان (ره) من مؤسسي "المجمع العالمي لأهل البيت (عليهم السلام"، ولعدة سنوات كان عضوا في الهيئة العليا لهذا المجمع، حيث خدم أتباع أهل البيت الطيبين الطاهرين (عليهم السلام).
فكانت خدمات هذا العالم الصامد والمثابر عالمية وشاملة في مختلف المجالات، وفضلا عن "المجمع العالمي لأهل البيت (عليهم السلام)، وحضوره في "المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية" وتأسيس "مؤسسة دائرة المعارف الفقه الإسلامية طبقا لمذهب أهل البيت (عليهم السلام)"، و"جامعة العدالة"، له صفحات زاهرة في سِجل خدماته الثقافية، ومن خلالها قدم للعالم الإسلامي كتبا، ومجلات، وأبحاثا خالدة في المحافل العلمية والفقهية والقانونية والتقريب بين المذاهب.
وفضلا عن جميع هذه الكمالات، ومجاهداته من أجل تحرير العراق، ولتفوق إيران، كانت حلقة درس هذا الأستاذ الورع في الفقه والأصول ـ والتي كانت تحمل في طياتها رائحة حوزة النجف الأشرف العلمية وأفكار الشهيد السيد محمد باقر الصدر في الفقه والأصول والاقتصاد والفلسفة – عطرت أجواء حوزة قم المقدسة العلمية، وأروت طلاب العلوم الدينية بعذب علوم آل محمد (ص).
إذ يقدم المجمع العالمي لأهل البيت (عليهم السلام) أحرّ التعازي بهذه المصيبة وهي وفاة هذا العالم الورع إلى صاحب العصر والزمان – أروحناه له الفداء – وقائد الثورة الإسلامية المعظم، ومراجع الدين العظام، وحوزتي النجف وقم، وشعبي العراقي والإيراني، وأسرته الكريمة، وزوجته المبجلة، وأولاده الكرام، وأقاربه، وتلامذته، ومحبيه، سائلا العلي القدير أن يتغمد هذا الفقيد العظيم الشأن بواسع رحمته، وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان.
إنا لله وإنا إليه راجعون
المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام
16 ربيع الثاني 1440 هـ
والجدير للذكر، التحق بالرفيق الأعلى رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام الفقيد آية الله الهاشمي الشاهرودي مساء يوم الأثنين الساعة 22 عن عمر ناهز السبعين بعد معاناته من المرض لفترة من الزمن.
.......
انتهى / 278