ابنا: وألقي القبض على المحامي محمد رمضان بمدينة الإسكندرية الساحلية وأحيل إلى النيابة التي أصدرت الأمر بحبسه، بينما قال تجار وباعة معدات أمن صناعي في القاهرة إن السلطات منعتهم من بيع السترات الصفراء خشية أن يستخدمها مواطنون في تقليد احتجاجات فرنسا مع اقتراب ذكرى الانتفاضة المصرية التي اندلعت يوم 25 يناير/كانون الثاني 2011.
ومنذ انتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسي لفترة الرئاسة الأولى عام 2014، شهدت مصر حملة على المعارضة السياسية والنشطاء يقول حقوقيون إنها الأشد في البلاد منذ عقود.
وأرغمت احتجاجات السترات الصفراء التي اندلعت في فرنسا يوم 17 نوفمبر/تشرين الثاني واستمرت على مدى العطلات الأسبوعية الرئيس إيمانويل ماكرون على إلغاء زيادات مقررة بضرائب الوقود ورفع الحد الأدنى للأجور.
وقالت الناشطة ماهينور المصري إن رمضان نشر صورته وهو يرتدي السترة الصفراء تضامنا مع الاحتجاجات الفرنسية، وهو ما اعتبرته السلطات تحريضا على تنظيم احتجاجات مماثلة.
وأضافت أن الاتهامات الموجهة لرمضان هي "الانضمام لجماعة أسست على خلاف القانون والدستور ونشر أفكارها وحيازة أوراق ومنشورات وحيازة سترات صفراء والدعوة للتظاهر ضد القائمين على الحكم على غرار ما حدث بفرنسا ونشر أخبار كاذبة ونشر فكر الجماعة الإرهابية على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي".
ولم يتسن الحصول على تعليق من النيابة في الإسكندرية.
وفي العاصمة، قال باعة في متاجر وسط القاهرة إن أجهزة الأمن منعت متاجر معدات الأمن الصناعي بالمنطقة من بيع السترات الصفراء للزبائن الأفراد.
وقال تاجر لرويترز "أرغمونا على التوقيع على إقرارات على منع بيع السترات الصفراء". وأضاف "من يبيع سترة سيدخل نفسه في ورطة كبيرة".
ورفض التاجر بيع أي سترة من بين عدة سترات معروضة بواجهة المتجر. وقال "الآن كلها للعرض فقط". وتتراوح أسعارها بين 20 و40 جنيها (ما بين دولار ودولارين).
ذكرى الثورة
وقال عامل بمتجر آخر "منعونا من البيع منذ السبت الماضي، وقالوا إن المنع مستمر حتى ما بعد 25 يناير/كانون الثاني" الذي يوافق الذكرى الثامنة للثورة التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك بعد 30 عاما في الحكم.
وقال عامل بمتجر ثالث "يمكن أن نبيع السترات الصفراء للشركات فقط وبأمر توريد".
وأقر مصدران بقطاع الأمن الوطني المسؤول عن أمن الدولة بوزارة الداخلية بأن القطاع منع تجار معدات الأمن الصناعي في القاهرة من بيع السترات الصفراء.
وقال أحدهما ردا على سؤال عما إذا كان القطاع يتخوف من تنظيم احتجاجات بذكرى الثورة "الموضوع ليس موضوع خوف لكن موضوع حذر".
وفي الحملة التي شهدتها البلاد منذ وصول السيسي الحكم، ألقت السلطات القبض على آلاف المعارضين من إسلاميين وحقوقيين وغيرهم، وشملت حتى بعض الموالين للنظام.
وقال أحد النشطاء ويدعى مصطفى طالبا أن تنشر اسمه الأول فقط "من المستحيل تنظيم مظاهرات جديدة بذكرى الثورة.. الحركات السياسية المعارضة غير موجودة على الأرض والأحزاب السياسية القائمة تابعة للنظام".
وتابع "الأهم من ذلك أن أمكنة الناشطين جميعا معروفة الآن، إما في السجن أو في بيوتهم تحت إجراءات أمن احترازية".
ومضى قائلا "الحركات الشعبية العفوية مثل حركة السترات الصفراء الفرنسية في علم الغيب، والوضع الراهن في مصر غير مهيأ لها نظرا للقبضة الأمنية الشديدة".
..................
انتهى / 232